طلبوا مقابل تسليمه”مليون دولار ” وعُرِف بالأب الروحى للفلسطينين فمن هو ؟
Smasm
تقرير / ياسمين عبدالله
لطالما يذخر الجيش المصرى العظيم على مر العصور قديما وحديثا بسبائك الذهب النادرة وهم رجاله المخلصين الذين عاهدوا على السير واضعين الشهادة نصب أعينهم والنصر ميثاقا لهم ، وعلى تلك الوتيرة نرى التاريخ يضخ لنا قصصاً لإبطال الجيش المصري سواء داخل أرض الوطن المحروس أو مواقفه البطولية مع البلدان العربية الشقيقة والكفاح ضد الإستعمار والإحتلال الصهيونى ، والذى كان لهم السبق فى مجال انتقاء العناصر الفدائية الفلسطينيةو تدريبها، ولعل أبرزها مأثر البطل والاب الروحى للفلسطينين الضابط والمقاتل المصرى”مصطفى حافظ” فهو اسم يعرفة الكثير من الفلسطينين ولن أبالغ إن قلت جميعهم من صغارهم لكبارهم ما زالوا إلى اليوم يتحاكون عن مأثرة وبطولاته.
هو رجل طلب الإسرائيليون فى تصفيته وتسليمة “مليون دولار” وقالت عنه ” جولدا مائير ” بأنه من أخطر رجال المخابرات المصرية ولا بد من تصفيتة ،وعلى النقيض فقلما يعرفه من غير الفلسطينين بالرغم من بطولاته وإليكم بعض من أبرز البطولات ” مصطفى حافظ ” ضابط المخابرات المصرية دخل إسرائيل فى مهمات سرية ” خمسة ” مرات ، وفجر “سبعة ” مستوطنات لليهود المهاجرين لفلسطين ودخل مأسر إسرائيلى سرا وهرب محررا ” ثلاثة ” من الفدائيين الفلسطينين الذين تدربوا على يدية ، وذلك بالإضافة أنه قبض على الجاسوس الإسرائيلى ” اساف هارون ” فى الأردن وسلمة للرئيس المصرى ” عبد الناصر “.
وبالحديث عن حياة البطل ” مصطفى ” وسيرته فهو ضابط مصرى ولد بقرية أبو النجا التابعة لبندر طنطا ، و تابع مسيرته التعليمية إلى أن ترقى للكلية الحربية بعد الباكلوريا بتفوق فى دراساته وأخلاقه على حد سواء مما عرف بصاحب الأعصاب الحديدية طوال فترة دراسته فى الكلية ، كما كان “مصطفى ” شغوفاً بالمشاركة فى المظاهرات الضخمة ضد الإستعمار فكان ينبذ من داخلة فكرة وجود المستعمر وهو ما ألهمه الحماس لإكمال مسيرته التاريخية ، وظل يترقى بالمناصب والفرق وبفضل كفائتة حظى بثقة الرئيس ” جمال عبد الناصر ” وأعطاة أكثر من رتبة آستثنائية حيث أصبح عميد فى سن لا يتعدى ال”٣٤” من عمرة .
تمثلت بدايته الحقيقة حينما تولى عملية تدريب الفدائيين وتنظيم الجيش الفلسطينى فى عام “١٩٥٥” ، وفى ذات العام وقع حادث خان يونس والذى أحرقت فيه إسرائيل الكثير من المستشفيات والبيوت الفلسطينية فقابلها “مصطفى ” فى نفس اليوم ليلا بتنظيم اجتماع مع الفدائيين ورسم خطة ضخمة لدخول إسرائيل للقيام بغارات على ابل أبيب ، وبالفعل نجحت خطته وذكر مصادر أن تل أبيب كانت لا تنام وقتها من غارات رجاله الفدائين ، كما أنه بالرغم من طيلة السنوات التى قضاها فى محاربة إسرائيل إلا أنه لم يستطع رجل واحد فى كافة أجهزة المخابرات الإسرائيلية أن يلتقط له صورة من قريب أو بعيد .
كما عين بعدها فى منصب إدارة كافة عمليات التجسس داخل إسرائيل والإستخبارات المضادة داخل قطاع غزة بالإضافة لتجنيد العملاء لمعرفة ما يجرى فى صفوف العدو، كما أصبح مسؤولا عن كتيبة الفدائيين فى مواجهة الوحدة “١٠١” والتى شكلها “شارون ” للإغارة على القرى الفلسطينية ولكنها سرعان ما فشلت بفضل توجيهات ” مصطفى حافظ ” ورجالة مما جعل مسؤولية التخلص من “مصطفى ” على عاتق المخابرات الإسرائيلية بكافة فروعها، حيث أعترف “خمسه ” من أعتق ضباط المخابرات الإسرائيلية فى ذلك الوقت بأنهم كانوا يعانون يوميا من توبيخ رئيس الوزراء الإسرائيلى ” ديفيد بن جوريون “، بالاضافه لحالة التوتر الشديد التى عاشها قيادى الأركان ” موشى ديان ” والذى ذكر عنه أحد الضباط على حد قولة وقتها بأنه من السهل التحدث مع” الله فى السماء عن التحدث مع ” موشى ديان ” عن مدى براعة ” مصطفى حافظ فى تخطيط عملياته .
وفى صباح يوم “١٣” من يوليو عام “١٩٥٦” نشرت أحد الصحف المصرية مجرد خبر عابر ينص على وفاة العقيد ” مصطفى حافظ ” نتيجة ارتطام سيارتة بلغم ناسف فى قطاع غزة ، وعلى النقيض تماما حيث لم يمت ” مصطفى ” بهذة الطريقة العابرة والمثيرة للشفقة ولكن تكمن الحقيقة كاملة فى أن إسرائيل دبرت مرارا لطريقة غير تقليدية للتخلص منه وبعد عدة ترتيبات استقروا على إرسال طرد مفخخ للبطل “مصطفى” عن طريق أحد مساعدية، ويدعى ” طلالقة” والذى نجح الموساد فى تجنيدة لصالحهم وإقناعه بأن هذا الطرد يجب إرساله لرجل سياسى هام فى قطاع غزة يدعى ” لطفى العكاوى ” واقنعوا طلالقه بأنهم على على علاقة بذلك الرجل السيايى وغيروا الشيفرة القديمه وبدلوها بأخرى جديدة وطلبوا منه تسليم الجديدة لذلك السياسى وهم يعلمون بأن “طلالقة “سيسلم الطرد المفخخ لمصطفى، وللأسف نفذ “طلالقة” خطتهم بجهل منه وبمجرد ما تسلم البطل” حافظ “الطرد ليرى ما بداخله حسبما أخبرة “طلالقة” بأن” لطفى” قائد الشرطة الفلسطينى خائن وعلى علاقه بالموساد انفجر الظرف فيهم جميعا وفقد” طلالقة “بصرة واستشهد البطل متأثرا بجروحة الدامية .
وبالرغم من استشهاد البطل ” مصطفى ” الروح الابوى للفدائيين إلا أن مأثرة وبطولاته ما زالت تروى إلى اليوم بين الفلسطينيين ، فبعضهم عايشة وعمل معه وبعضهم سمع عنه والكثير من أبناء الجيل الجديد عرفوه إسما لأحد مدارس مدينة غزة وإسما لشارع بها وبطلا لقصص يرويها الأجداد ، والجدير ذكرة هو محاولة الإسرائيليون إلى اليوم بحرق صورة ونزعها من الحوائط والمقاهى أمام الفلسطينين مما يوحى بمدى تأثيرة ضدهم حيا وميتا، كما أن له نصب تذكارى بمحافظة الإسكندرية وتوفى عن عمر يناهز “٣٦” عام ودفن بالقاهرة .