إلى متى ستظل جرائم العنف ضد المرأة فى تفاقم مستمر؟
Smasm
تحقيق / ياسمين عبدالله
بالرغم من ما وصل له العالم اليوم من مهد للحضارة ومرتقى للعلم والتكنولوجيا وتوسع الآفاق والمدارك إلا أن قضية ممارسة العنف من الزوج ضد الزوجة ما زالت متواجدة إلى اليوم بجميع اشكالها ، ومع حلول الفترة المعاصرة إلا اننا نرى تفشى هذة الظاهرة الأن بشكل مخزى ، فنحن نعيش اليوم فى مهزلة واقعية فلم يعد يمر يومان إلا ونشاهد أو نسمع عن حالة طلاق واخرى اعتداء بالضرب على الزوجة أمام العلن، وتهديد بالقتل وثالثه يعثرون على جثتها بعد إنهاء الزوج من إتمام جريمتة ورابعه تسقط بكل بساطة من الطابق الخامس وكأنها دمية بلا دم ولحم .
وبحسب أخر إحصائية تمت فى هذة القضية الشائكة بمصر نجد أنه ” ٨٦٪” من النساء تعرضن للضرب على يد الأزواج منهن ما يصل ل”٥٥٪” طالبن بالطلاق ، بالإضافة إلى دراسة أخرى تبين بأن كل “اربع ” دقائق تحدث حالة طلاق وخلع ، واما عن مفهوم العنف ضد الزوجة فهو ينقسم لعدة اقسام منه عنف جسدى بالضرب والصفع والركل والتعذيب والقتل ، ومنه العنف النفسى بالسب بأكرة ما تأبى اى امرأة بأن يتردد على مسامعها يوما ومنه ايضا العنف الاجتماعى بحرمانها من ممارسة ابسط حقوقها الاجتماعية .
يعد من أبرز الوقائع وأشنعها تداولا فى الآونة القصيرة الأخيرة حادثه طلخا المعروفه والذى صارت بها الزوجة ” ايمان عادل ” جثة هامدة شنقا وبعدها تم اغتصابها على يد صديق زوجها المستأجر من قبل الزوج ، بالإضافة لحادثه المطرية والتى القى بها الزوج زوجته من الطابق “الخامس” بعد محاولة استنجادها بالجيران من جلسة ضرب مبرح فى جميع أنحاء جسدها بسلك الكهرباء ،وذلك لطلبة منها مبلغ مالي نظرا لأنه شخص عاطل والمسكينه لم يكن معها ما يكفى لسداد هذا المال بعد أن طالبها بكتابة شيكات على نفسها ، وواقعه أخرى لم يمر عليها سوى سويعات سيدة تدعى” ر .ع” يخلصها جيرانها من ايدى الزوج بعد جلسة سحل وتعذيب كما ذكرت بالإضافة لسلب ابنتها منها بسبب طلبها لعلبة حليب صناعية لرضيعتها .
وفى ظل هذة المهازل المنتشرة يرى خبراء التخصص ان اكثر الاسباب الكامنة وراء انتشار هذة القضية هو عدم الأنسجام والتفاهم بين الزوجين، كما ذكرت الدكتورة ” اعتماد عبد الحميد ” استشارى علاقات زوجية بأن العنف ضد المرأة ومضيفة بإن مشروع الزواج ما هو إلا شراكة وليس صراع ولا تنازل، كما أوصت المرأة أنها إذا تعرضت للضرب مرة فعليها فورا اتخاذ موقف حاسم .
فى سياق متصل استعرضت الدكتورة ” هالة يسرى” أستاذة علم الإجتماع بمركز البحوث المثال الشهير ، ( الام مدرسة فإذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق ) ، مسشهدة بأن ما يمارس اليوم من عنف ضد المرأة لن يؤثر عليها فقط بل على جيل بأكملة ، وقالت بأنه كيف لامرأة مشوهه نفسيا بأن تدفع لجيل سوى إلى المجتمع ، وأما من ناحية الدين فقد أوصى الرسول (ص) وقال رفقا بالقوارير وهم النساء كما اعترف بعض الخبراء بأن الرجل الذى يهين زوجته بالضرب يعد مريض نفسيا وذلك لأن من يهين زوجته يهين نفسة.
حيث رصدت عدسة جريدة الدولة الان آراء بعض المواطنين حيال هذة القضية وأجاب المواطن ” م.ر” بأن الواقعه ترجع لعامل تربية الطفل منذ الصغر تربية سليمة وعدم تعنيفه، أو تعرضة للظلم والتقليد الأعمى للأهل من دون وعى حتى يصير رجلا ناضجا متشرب للعنف بداخلة ، كما ذكرت المواطنة ” ن.ع” بأن السبب وراء تفاقم الظاهرة هو عدم وجود رادع مجزىء ولا توفر وعى اعلامى كافى بأهمية المرأة ومكانتها فى المجتمع والأسرة ، مضيفة بأنة ما يزيد من تعقد بعض الأوضاع سوءا احيانا هو تحمل الزوجة للإهانة والضرب فى سبيل عدم الوصول لمرحلة الطلاق وانشقاق الأسرة مما يدفع ذلك الزوج من التمادى فى معاملته السيئة لها.
ومن هذا المنطلق فيتحتم علينا وضع حد لهذة الظاهرة قبل أن تأخذ فى التفاقم أكثر من ذلك والتعامل معها بمحمل الجد نظرا لما تحوية فى بواطنها من خطورة فادحة للمجتمع بأكملة ، فيكمن الحل الأول فى معالجة الظاهرة فى تربية النشأ تربية سليمة والحرص على صحة أطفالنا النفسية بدون اى بوادر للعنف فأطفال اليوم هم رجال المستقبل ، كما يحمل الوجة الإعلامى جزء كبير من ويجب عليه العمل على نشر الوعى بصورة كبيرة فى المجتمع عن مدى أهمية المرأة وتوعية المقبلين على الزواج بأهمية وجود تقارب مادة واجتماعى وتعليمى بين الزوجين لحدوث عامل التفاهم ، وكونها تمثل نصف المجتمع ولا يجوز ممارسة اى شكل من أشكال العنف عليها بصفتها انسانه لها نفس حقوق الرجل وواجباته ذلك بالاضافه لتوعية المرأة نفسها بحقوقها وقيمتها وعدم التفريط فى حقوقها .
وفى هذا الصدد بات على عاتق الدولة فى ظل انتشار هذة القضية العمل على تشديد القوانين الخاصة بالعنف ضد المرأة لحد كل من تسول له نفسه بفعل هذة الجريمة ، كما يجب الاهتمام والتوسع فى المشاريع الخاصة بالنساء والتى تساعدها على كسب رزقها دون الحاجة لرجل وخصوصا فى الحالات المطلقة والارملة بهدف أن لا تتعرض لضغوطات اجتماعية وأسرية مختلفه وحيث رصدت دراسة تقر بإن النساء الحاصلات على شهادات جامعية هن الأقل عرضة التعرض للعنف بجميع أنواعه فإنة يجب أيضا على المؤسسات المعنية بالمرأة الاهتمام بعامل التعليم والعمل على نشر ثقافة تعليم النساء بشكل متوسع .