Site icon جريدة الدولة الآن

الفساد في الأرض جريمة من الجرائم التي تُرَوِّع الآمنين

       كتبت: ياسمين أنور

كما نعرف أن الفساد هو الخطر الأكبر على البشرية وسفك الدماء والتخريب في الأرض، والفساد مصدر فسد وهو ضد الصلاح، فقد ذكر أهل العلم أنه إخراج الشيء عن حالته غير المحموده لغرضٍ ما.

ولقد خلق الله كل شيء على الأرض للخير والصلاح وإنما يفسده الإنسان بسوء فهمه، وأخطر فساد في الأرض هو سفك الدماء.

ويستنكر القرآن الكريم جريمة القتل والفساد في الأرض، كما اعتبرها جريمة ومن أكبر الجرائم، فقتل النفس بغرض الفساد في الأرض إنما تعادل قتل الناس جميعًا، قال تعالى “ومن قتل نفسًا بغيرِ نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا”، فكان ذلك في هيئة تحذير للبشرية بأكملها.

وفي سياق متصل يعتبر الإفساد في الأرض له صور متعددة، وصورتها الأولى: الشرك بالله وهي المساواه بين الله وبين غير الله والعياذ بالله، والذبح لغير الله والنذر لغير الله وما إلى ذلك من الشرك بالله.

الصورة الثانية: نشر البدعة والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من الابتداع في الدين، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”.

فالفساد في الدين ونشر البدع من أخطر ما يحدث في المجتمع، وقد ذكر أهل العلم أن مجرد قطع الطريق أو إخافة الناس، فكيف إن كان الفساد في الدين والقتل السرقة؟

في هذا السياق يعتبر قتل النفس التي حرم الله من صور الفساد في الارض، فإن القتل من أعظم الحُرمات هي قتل المؤمن والاعتداء عليه، وفي قول عمر “ما أعظمك وأعظم حُرْمتك، والمؤمن أعظم حُرْمة عِنْدَ اللهِ منكِ”.

والقتل من كبائر الذنوب لما فيها من إزهاق الأرواح وترويع الأمن بين الناس، وإن زوال الدنيا وما فيها أهون عند الله من قتل مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم ” لا يَحلُّ لمسلمٍ أن يُرَوِّع مسلمًا”.

وكذلك ليس الاعتداء فقط من الفساد ولكن جمل السلاح عليها وترويع الآمنين، وقال صلى الله عليه وسلم” من حملَ علينا السلاح فليس مِنَّا”، كما أن أول ما يحكم بين الناس يوم القيامة سفك الدماء لحديث عبد الله بن مسعود “أول ما يُقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء”.

وفي السياق ذاته عدم السمع لولي الأمر والمسؤولين الذي أمرنا الله السمع والطاعة لهم والتعاون على كلمة واحده، والسعي اللإصلاح قال تعالى ” وتعاونوا على البرِ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”، وهذه والأسس تعتبر من قواعد الدين، ويجب أن يعرفه كل واحد وأن يهتم به.

ومن هذا المنطلق فإن الله أمر بالإصلاح وكره الفساد وقال تعالي “ولا تعسوا في الأرض مفسدين”، والصلاح ضد الفساد، والصلاح واضح والفساد واضح والعقول تميّز بينهما، و الله تعالى حذرنا من قومٍ إذا قيل لهم لاتفسدو في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون

ومن صفات المنافقون إذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، فالمسلم الحق لا يفعل ما يؤدي إلى الفساد لأن الله خلقنا للعبادة والإصلاح في الأرض وليس للتخريب.

Exit mobile version