الكثير من الآباء يتعاملون مع أطفالهم بالشدة، ويعتقدون أن اللين في التربية تُعد دلعًا وغير مناسب إلا الاساليب الصارمة، ولكن ماهي التربية الصارمة؟
ومن هنا نقول أن التربية الصارمة هي اتباع أسلوب حازم وشديد في التعامل مع الطفل المستهدف بالتربية، وتمسمى كذلك (بالتربية الحازمة).
وفي هذا السياق فإن المربي يعتقد أنه يعرف مصلحة الطفل وأن تلك المعاملة ستُخرِج طفل يعرف الخطأ والصواب، ويعتمد على إصدار قرارات وأوامر غير قابلة للنقاش، وغير قابل للمفاوضة بدون النقاش في السبب.
ويعتبر التربية بهذه الطريقة هي الأسهل دائما حيث أن المربي ليس مضطرًا بأن يشرح عن وتبرير لأوامره، ويختار المربي الطريقة الصارمة لانك عندما تجد الاطفال الذين يعيشون في بيئة صارمة، يكونوا أكثر إنضباطا ويحسنون التصرفات في الأغلب، خوفًا من الآباء.
وعلى الرغم أن حديثًا يرفضون اتباع أسلوب حازم في التربية مع الأبناء، إلا أنها تنتج نِتاج عظيم، وأجيال ناجحة، وكذلك التفوق في الدراسة لأن الطلاب الناجحين غالبا ينتمون إلى عائلات تدفعهم إلى المذاكرة، ولكن لا نُخفي أنها بالطبع تترك أثرًا نفسيا في الأبناء.
وإن كنت تجد أن اتباع هذا الأسلوب يُخرج أطفالا ناجحين، فلابد النظر من كل الاتجاهات كي نعرف مدى تأثيره على أبنائنا، فإن كان الطفل سيكون ناجحا وبه صفات جيدة بصفاته، ولكن هل العقاب المتكرر، والشدّة المتتالية في التربية، ورفض الكثير من متطلبات الطفل يجعله لا يعاني من أية مشكلات نفسية؟ بالطبع لا.
ومن هذا المنطلق أشارت الدراسات أن التربية الحازمة تترك أثرًا نفسيا في الأطفال؛ فالأطفال الذين يتعرضون لاطلاق أوامر وعقاب مستمر يكونون عرضة للإصابة باضطرابات نفسية.
ومن الاضطرابات النفسية التي تؤثر في الطفل منها التوتر والقلق النفسي، فيتحول المنزل الذي يطلق فيه تلك الأساليب بالنسبة للطفل عبارة عن مكان للحرب ويشعر وكأنه محاط بقيود معظم الوقت، فيكون منتظر الهروب منه حتى وإن كان للمدرسة.
وكذلك الإكتئاب ، فيصبح الطفل معرّض للإصابة بالإكتئاب بشكل كبير بخاصة في سن المراهقة، في حالة استخدام الاساليب المتسلطة، ويشعر بكبت بالمشاعر، ويميل إلى الإنعزال.
بالإضافة إلى إصابته بضعف الشخصية، فالقسوة أو التعامل بالشدة مع الأطفال يجعله مسلوب الإرادة والاختيار، ورأيه ليس له أهمية، وكلامه غير مسموع، فيصاب بضعف الشخصية.
التربية أمرٌ شاق، ولن تكون بتلك السهولة أبدًا عزيزي المربي، وعلينا استخدام طرق تربية لاخراج شخص سوي لا يعاني من اي اضطرابات نفسية، وطالما أننا اخترنا تحمل مسئولية بناء إنسان صالح في المجتمع؛ فالأجدر بنا تحمل تلك المسؤولية كما ينبغي.