Site icon جريدة الدولة الآن

“البحوث الإسلامية”: وثيقة الأخوة الإنسانية رسخت لثقافة التعايش السلمي

متابعة تريزا حشمت

أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عيّاد حاجة العالم أجمع إلى وثيقة الأخوة الإنسانية؛ لأنها رسخت لثقافة الحوار البناء والتعايش السلمي وتتعلق بالأديان وقدسيتها وموقفها خاصة وأنها تدور محاورها بشكل عام حول علاقة الإنسان بخالقه وبنفسه وببني جنسه وببقية المخلوقات، مشيرا إلى أنه إذا تم ضبط هذه العلاقة بضوابط دينية أسفرت عن نتائج إيجابية في الدنيا والآخرة.

وقال عياد، خلال اللقاء الثاني من ملتقى الأخوة الإنسانية الذي عقد بمجمع البحوث الإسلامية ومركز تطوير الوافدين بالأزهر اليوم /الثلاثاء/ بعنوان: “من أجل السلام العالمي والعيش المشترك”، إن أهمية وثيقة الأخوة الإنسانية تكمن في أنها صدرت عن رمزين من رموز الأديان في العالم هما فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان.

وأشار عياد إلى أهمية هذه الوثيقة كونها تكشف عن نظرية الأديان للأمور بشكل صحيح وهو ما يدفع إلى احترامها وتقديرها، مثمنا مثل هذه الجهود، وعدم الزج بالأديان بما ليس فيها، مشيرا إلى أن الاعتداء على الأديان أو التطاول عليها يعد اعتداء على الخلق والخالق.
وأوضح الأمين العام أن “وثيقَة الأُخُوة الإِنسَانية” خرجت إلى النِّور فِي وَقْت صعب تَحْتَاج إِلَيه الإِنْسَانِيَّة؛ لأن الضمِير الإِنْسَانِي غاب عِنْد بَعْضِ النَّاسِ فِي عِلَاجِ المُشكلات وَحَلها، عِنْدَمَا ظَن أَن القُوَّة العَسْكَرِيَّة واسْتِهْدَاف النُّفُوس وَإِزْهَاق الأَرْوَاح هِيَ السَّبِيل الأَمْثَل فِي عِلَاجِ المُشْكِلَاتِ وَحَلِّهَا، وَتَنَاسَى أَنَّ النَّفْسَ البَشَرِيَّةَ مَعْصُومَةٌ بِأَمْرِ اللهِ – تَعَالَى – مَهْمَا كَانَ جِنسها أَو لَوْنهَا أَوْ دِينُهَا طَالَما كَانت مسالمة بَرِيئَة.

وأشار عياد إلى أن بعض الناس تتجاهل ثَقافة الحوَارِ البَنَّاء وضرورة التَّعَايُشِ السِّلْمِيِّ وَتَأْثِيرهما في الاستِقرار المُجْتَمَعِي وَالدَّوْلِي، موضحا أن هذه الوثيقة تأتي ضِمْن جهودٍ مُبَارَكَة يَقُوم بِها الأَزْهَرُ الشَّرِيفُ فِي تَجْدِيدِ الخِطَابِ الدِّينِيِّ، وَالتَّأْكِيدِ عَلَى أَنَّ الأَدْيَانَ لَيْسَتْ هِيَ السبب الرَّئِيس للنزاعَات والحروب وَالصِّرَاعَات الَّتِي عَاشَها العَالَم وَمَا زَال يَعِيشُها حَتَّى الآن كَمَا يَدَّعِي بَعْضهم، وَإِنَّمَا تَرجِع أَسْبَاب هَذِهِ النِّزاعات والحروب إِلَى غِيَاب الضَّمِير الإِنْسَانِي، وَإِقْصَاء الأَخْلَاق الدِّينِيَّةِ، وَاسْتِدْعَاءِ النزعَة الفَرْدِيَّةِ وَالفَلْسَفَاتِ المَادِّيَّةِ الَّتِي تؤلّه الإِنسَان، وَتَضَعُ القِيَم المَادِّيَّة الدُّنْيَوِية مَوْضِع المَبَادِئ العليا وَالمتسامية.

ولفت الأمين العام إلى أن الوثيقة تسهم بشكلٍ فَعَّال ومباشر في نَشْرِ السَّلامِ العالمي وتَحقيق العيش المشترَكِ مِن خِلال تَصْحيح بعض المفاهيم المَغْلُوطة التي أدَّت إلى الإرْهاب والعُنف وعَدَم الانْدِماج الإيجابي في بعضِ المجتمعاتِ الإِنْسَانيةِ الآن، بالإضافة إلى دورها في القَضَاءُ على الطَّائِفِيَّةِ والعُنْصُرِيَّة والكَراهِيَة، فضلًا عن دورها في نَشر المَحَبَّةِ والمَوَدَّة بينَ البَشَرِ، حيث دَعَتِ الوَثِيقَةُ مِنْ خِلَالِ بُنُودِها إلى نشرِ المحبَّة والمودَّة بين البشرِ جميعًا، مؤكدا أنَّ الأديانَ السماوية كلها تَقوم على نبذ الحقد والكَراهِيَةِ والضغائن مِن نفوس البَشَرِ، مَهْما اخْتَلَفَتْ جِنْسِيَّاتُهُمْ ولُغاتُهم واعتقاداتُهم، ونُصُوص القرآن الكَريم والسُّنَّة النَّبَويَّة تؤكِّدُ ذلك.

من جانبه، أكد وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني على الدور الذي تقوم به وثيقة الأخوة الإنسانية في تقليل الفجوة بين أتباع الديانات المختلفة والتقريب بينهم وتحقيق معاني السلم العالمي والعيش المشترك بين الجميع، مشيرا إلى أن الإسلام يرحب بكل ما من شأنه أن يغلق الباب أمام كل تطرف واستغلال للأديان.

بدورها، قالت رئيس مركز تطوير الوافدين، الدكتورة نهلة الصعيدي، إن وثيقة الأخوة الإنسانية دعمت بشكل كبير كل قِيَم التَّسامح والسَّلام ونشرهما لما لهما من دور في الحدّ من حالاتِ النِّزاعاتِ والحروب التي تَشْهَدُها البشريَّةُ الآنَ، مشيرة إلى أن دعوةَ الأديانِ السَّماويةِ إلى تحقيقِ الإِخاءِ والمحبة والتَّسامُحِ بين الجميع، يحمِل في طيَّاته الاعتراف بِتساوي الجميعِ في الحقوق والواجِبات، فلا فرقَ بين عربي ولا أعجميٍّ إلا بالتقوى والعملِ الصالح.

حضر اللقاء فضيلة وكيل الأزهر محمد الضويني، والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عيّاد، والدكتورة نهلة الصعيدي رئيس مركز تطوير الوافدين.

Exit mobile version