Site icon جريدة الدولة الآن

العالم يتنفس “إلكترون”

بقلم:أحمد العش

 

عام مر وآخر يمر وعالم يسارع ويتسارع على البقاء والتطور، الكل في سباق مع الزمن، والكل يسعى إلى إحكام قبضته وفرض سيطرته، ليس عن طريق سلاح فتاك أو إزهاق الأرواح أو تدمير الأراضي والممتلكات وإنما هي حرب “الإلكترون” فيها هو المسيطر وهو الآمر الناهي، ومن يستطيع تسخير تلك القوة المهوله هو الوحيد القادر على حسم هذه الحرب.

عالمُُ “المعلومةُ” فيهْ هي أخطرُ ما فيهْ، وكلُ هذا يرجع إلى التطور الشديد الذي حدث في شتى المجالات، وإلى تلك اللحظة التي أسطر فيها هذا المقال وللحظة التي ستصلك فيها تلك الكلمات، هذا التطور لا يتوقف ولو للحظة واحده، الكل يسعى إلى القمة اللامعلومه “العالم يتنفس إلكترون”.

تعبير مجازي يصف حالنا اليوم في ظل إحتلال التكنولوجيا الحديثة للدول والمجتمعات، والتي أصبح لا غنى عنها في أي مجال من المجالات، وأخطر ما اِبْتُلِيَ به بنو آدم في هذا العصر عصر “الإنفجار المعرفي”، هو الهاتف المحمول وما يحتويه من تطبيقات، تلك التطبيقات التي جعلت من الخصوصية مباح في يد من صنعها يتحكم فيها كيفما شاء ويتحكم فيمن يشاء.

جميعنا يدرك ويتحسس ذاك الخطر الذي بات يهددنا كل يوم نظراً لحاجتنا الشديدة للتواصل، هذا الخطر الذي يتمثل في انتهاك حقنا في الخصوصية، والتي باتت سلعة تباع وتشترى لكل من يدفع أكثر، نعم فما أقوله هو الحقيقة المطلقة، فهاتفك الذي بين يديك والذي جعلته طفلك المدلل وزوجتك الحنون وابنك البار يتجسس عليك، بل وأكثر من ذالك انه بشكل أو بآخر أصبح يتحكم بك، كل هذا هو الجزء الجلي للحقيقة المره وما خفي كان أعظم.

آلاف القضايا التي توجه كل يوم ضد تلك التطبيقات، ما بين تجسس وانتهاك للمعلومات الخاصة بالمستخدمين بل وبيعها إلى بعض الجهات بمقابل مادي، ولم لا يا عزيزي فتلك هي ضريبة ألا تملك سلاحك الخاص، ضريبة أن تكون متخلفاً عن السباق، وليس هذا وحسب هذا ضريبة أن تكون متخلفاً عن الحياة هم الأحياء ونحن الأموات.

فمتى ندرك مدى الخطر الذي ظل يفرض ذاته علينا لسنوات، أما آن لمجتمعاتنا الشرقية أن تثبت ذاتها وأن تشارك في هذا السباق؟؟ ، وأن نعيد أمجاد أسلافنا الذين صدروا العلوم للدنيا كما تصدر السلع!! ، الأمر وحده متوقف ومتروك إلى جندي واحد في يديه مفتاح خلاصنا إنه “العِلم”.

نعم… فبالعلم وحده سننهض وسترفع رايتنا من جديد، مشكلتنا ليست في قلة الموارد، فهي متاحة والمرء ولو كان فقيراً بعلمه سيصنع الحياة، مشكلتنا ليست في الوقت فما أكثره في هذا العصر الذي باتت الآلة فيه هي العامل والمعالج والمفكر، فالجهل أساس تخلف أي أمة وأساس هلاكها والتاريخ أبلغ شاهد على ذالك.

إن خطر “المعلومة” بات يهددنا جميعاً لذا خذها نصيحة من شخص سيكون أول مطبقيها، إلزم كتابك واعتكف عليه فلن يتبدل الحال إلا إذا بدء كل واحد منا بنفسه، فبالعلم نسموا ونرتقي ونلتقي بالعلم نحيا وبدونه نموت، وعلينا أن نستغل تلك القوة الجبارة قوة “الإلكترون” في أن نخلق مجتمعنا الشرقي القوي من جديد، في ظل تلك الظروف العصيبة وكورونا المميت الذي جعل العالم كله “يتنفس إلكترون”!!!

Exit mobile version