Site icon جريدة الدولة الآن

حوار خاص مع الأستاذة الصحفية “تريزا حشمت” رئيس قسم الحوادث بجريدة الدولة الآن

         كتبت منار عماد

عرفت الصحافة منذ قديم الأزل بأنها مهنة البحث عن المتاعب وليس المكاسب فهي السلطة “الرابعة” ذات القوة التي تؤثر في الشعب وتعادل أو قد تفوق قوة الحكومة من حيث تأثيرها على المواطن؛ فالصحافة هي الكيان الأقوى على وجه الأرض لكونها تتحكم بعقول الجماهير.

الأستاذة الصحفية “تريزا حشمت” رئيس قسم الحوادث بجريدة (الدولة الآن) في حوار خاص معنا حول (الصحافة الورقية وأهميتها)، أجابت فيه على بعض الأسئلة الهامة التي تخص هذا الموضوع.

فعند سؤالها عن إذا كانت الصحافة تندرج تحت مسمي الهواية أم الموهبة أم شئ خلاف ذلك أجابت قائلة: مهنة الصحافة هي موهبة تولد عند البعض لوجود حس مرهف بالحديث عن مشاكل وظروف اجتماعية واقتصادية وغيرهما والوصول إلى قلوب الناس بكتاباتهم وآراءهم والدليل علي ذلك هو وجود العديد من الكتاب والصحفيين لم يدرسوا صحافة ولا إعلام وهم علي درجة من الشهرة لحسن أدائهم في العمل الصحفي، فهي موهبة يجب تنميتها ودعمها بالدراسة لأن الموهوب الذى يؤهل نفسه ويتعلم ما يعينه على بذل المزيد المبتكر أفضل من الموهوب الذى يقف فى محطة واحدة، وهذا لايعني أن أي شخص يمكنه أن يصبح صحفي لأن الصحافة لها أسس وقواعد وقوانين ثابتة ولابد من الدراسة الجيدة؛ لأنها أهم نقطة في اختيارنا للمكان الذي يمكن أن يؤسسنا بطريقة جيدة ويعلمنا صحافة صحيحة، فبداية الصحافة تكون موهبة تنمي بالدراسه الجيدة والمكان الصحيح.

وأجابت “تريزا” عند سؤالها هل هناك قيود وخطوط حمراء في العمل الصحفي؟ مؤكدة بالطبع توجد قيود وشروط أساسية وتكون تبعا للسياسة التحريرية للمكان وهذه الشروط تكون عن رؤية منظورة لرئيس التحرير ومدي نظره لمستقبل الجريدة التي يترأسها، فلابد من سياسة واضحة وصريحة، أما عن الخطوط الحمراء ففي ظل محاربة الإرهاب لايوجد ما يسمي بالخطوط الحمراء ولا يوجد سوي ما يسمي بكيفية مساندة الدولة ومساعدتها بكل الطرق الممكنة.

وقد أشارت “حشمت” عن كيفية التغلب أبرز المعوقات التي قد تواجه الصحفي في بداية مشواره أن الصحفي لابد أن يكون على معرفة ودراية كاملة بما يريده من الصحافة وإلى أين يود أن يصل بها وبمعني أدق أن يحدد الهدف الذي يسعي إليه، فالصحفي إذا عمل بدون طموح وهدف لن يصل لأي شئ وسيتوقف دون أن يحقق أي إنجازات، مؤكدة أن الصحفي لابد أن يختار المكان الصحيح الذي يتدرب فيه بشكل جيد والأهم أن يكون المكان نفسه جيد حيث أن البلاد تواجه مشكلة كبيرة في الفترة الاخيرة وهي كثيرة المواقع التي توظف الصحفيين في بداية مشوارهم دون تدريبهم صحافة صحيحة.

كما أفادت الأستاذة أن الصحفي لابد أن يختار مكان واحد للتدريب ولا يتنقل من مكان لآخر لما في ذلك من التشتيت، موضحة أن أكثر ما يميز الصحفي هي الأخلاق وحب الغير وأن يحب المكان الذي يعمل به أكثر من أي شئ آخر لأن الصحفي إذا أحب الصحيفة الذي يعمل بها نجح وأنجحها.

وأكدت الصحفية عند سؤالها هل من تغييرات طرأت علي مجال الصحافة مؤخرا؟ لترد أن هناك الكثير من التغييرات أحدثها المجال الذي يرغب الكثيرين في تطبيقه علي أرض الواقع وهو (تقنيين الصحافة) الذي يقوم عليه حاليا جهاز الرقابة والمجلس الأعلى للصحافة، معربة أنه ليس أي شخص يمكن أن يعمل بالصحافة ولا يمكن لأي جريدة أن يكون لها عدد ورقي إلا إذا كانت قانونية “مليون بالمئة” حيث أن المؤسسة الصحفية بدون عدد ورقي ليس لها أي قيمة في نقابة الصحفيين وجهاز الرقابة والمجلس الأعلى للصحافة.

وعند سؤال سيادتها عن السبب الذي جعل الصحافة الورقية مازالت موجودة حتي الآن رغم تفوق الصحافة الإلكترونية عليها أجابت قائلة: إن الصحافة الورقية ستظل موجودة إلى آخر الوقت ولن تنهزم أمام الإلكترونية أبدا والمنافسة ليست مع المواقع الإلكترونية بل مع مواقع التواصل الإجتماعي لذلك على العاملين في مجال الصحافة أن يدركوا أن الصحافة الورقية والإلكترونية كلاهما يكمل الآخر، لافتة بأن كلاهما مصدر قوة للآخر حيث أن المنافس الحقيقي هو وسائل التواصل الإجتماعي التي باتت توفر مزايا في تغطية الأخبار من حيث السرعة والدقة، فالصحافة الورقية هي الأساس وتأتي الإلكترونية مكملة لها.

ومن جانبها أقرت الأستاذة أن الصحف المصرية تفتقر التقارير والتحقيقات كما أنها تفتقد صحفيين التحقيقات بشكل كبير وخاصة التحقيقات الإستقصائية التي تكاد أن تكون منعدمة، مشيرة إلا أن هناك بعض المؤسسات الصحفية تهتم بالتحقيقات بشكل جيد ومنهم جريدة (الدولة الآن) فهي من أكثر الصحف التي تهتم بالتحقيقات؛ وكان ذلك إجابة لسؤالها عن كيفية منافسة الصحافة لسلبيات المجتمع.

ومن جانبه اشادت الصحفية بمجهودات الأستاذ الدكتور “السيد سرور” رئيس تحرير جريدة (الدولة الآن) وانه قد علمها كتابة الخبر بوضوح ومصداقية كاملة وتحديد طبيعة الخبر المنويّ الكتابة عنه سواء كان حادثة أم قضية، موضحة أن أهم ما يعني الوجود في أرض الحادث هو أخذ صورة واضحة عن الحادث وإجراء مقابلات مع أهالي المصابين أو شهود العيان حيث أنه كلما كثرت المقابلات كان الخبر أكثر إثارة للقارئ وتفريغ البيانات والمعلومات التي تم تحصيلها على الورق وكتابة العنوان الذي يجب أن تتوفر فيه الدقة والسهولة لفهم مقتضاه مع استخدام كلمات مفتاحية مأخوذة من الخبر المكتوب؛ فكل هذا يندرج تحت المصداقية، ومن أهم الأمور التي يجب أن يتسم الصحفي بها هي الشجاعة وعدم الرهبة من أي شئ يمنعه من الكتابة؛ وكان ذلك إجابة لسؤالها عن الأمور التي من خلالها تنتقي الحادث الذي تكتب عنه بصفتها رئيس لقسم الحوادث بالجريدة.

وفي سياق متصل أجابت الصحفية عند سؤالها عن دور الحكومة المصرية في تطوير الصحافة قائلة: أكثر ما يميز دور الحكومة في تطوير الصحافة أنها لا تتدخل بشكل كبير في عملية تقنين الصحافة وأعطت مساحة كبيرة للمجلس الأعلي للصحافة ونقابة الصحفيين للتحكم في الرقابة الشديدة علي الصحف، مشيرة إلي أن دور الحكومة الأكبر هو الرقابة علي السوشيال ميديا والسلبيات الكثيرة التي تشهدها مصر في الفترة الأخيرة كما أن دورها ملحوظ في معاقبتها للكثير من الأشخاص علي مواقع التواصل الإجتماعي وكل من بدأ يخرج عن العادات و التقاليد في مجتمعنا لتفسد أخلاق الكبير الناضج قبل الطفل الصغير في مهده.

وفي الختام وجهت الأستاذة الصحفية كلمة للصحفيين المبتدئين في هذا المجال، مشيرة إلي أهمية حب المهنة وحب المكان والإخلاص له؛ فالإخلاص في العمل هو الهدف الأسمي، كما أن السعي وراء النجاح والدراسة الجيدة تشير إلي صحفي جيد والقراءة المستمرة تشير إلي أسلوب صحفي متميز والأخلاق المهنية هي أساس الصحافة.

Exit mobile version