الضرب يؤثر على سلوكيات الطفل بعد البلوغ .. تعرف على السلبيات وكيفية إستبدالها
Smasm
كتبت: ياسمين أنور
يعتبر تعرُّض الأطفال للعقاب البدني في سن مبكر يصيبهم بالعدوانية، حتى لو كان هدف الضرب منع الطفل من القيام بسلوك معين، كما يؤدي إلى تنامي التصرفات العدوانية للأطفال بعد التحاقهم بالمدرسة.
كما أن الضرب يؤثر سلبا على سلوكياتهم ضد المجتمع عند البلوغ، قال ابن الجوزي : كان الحكماء يقولون: ابنك ريحانتك “سبع” سنين وخادمك “سبع”سنين حتى يصير ابن “١٤” سنة فإن أحسنت إليه فهو شريكك وإن أسأت إليه فهو عدوّك ولا ينبغي أن يُضرب بعد البلوغ ولا أن يُساء إليه، لأنه حينئذ يتمنى فقدَ الوالد ليستبد برأيه”.
وأفادت دراسة أن الطفل الذي يتعرض للضرب والإساءة في المعاملة يجعل لديه زيادة في السلوك المُعادي ضد المجتمع، بالإضافة إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للعقاب الجسدي والإهمال وبعض أشكال الإساءة، يكونوا أكثر عُرضه لممارسة السلوكيات غير المحموده والمُعادية، على عكس الأطفال الذين لن يواجهوا نوعا من أنواع الإساءة.
فالضرب لا يترك إلا أثرا سيئا على نفسية الطفل وصحته وسلوكه، والأهم من ذلك أنه لم يظهر أي دراسات تثبت أن الضرب مفيد للطفل.
وفي سياق متصل فالعقاب البدني للأطفال له علاقة كبيرة بتطور الأمراض النفسية لدى هؤلاء الأطفال في مراحل متقدمة من العمر، مثل إصابتهم بالاكتئاب والقلق وفقدان الأمل، وتعاطي المخدرات والكحوليات، وضعف النمو الذهني وما يتبعه من ضعف التحصيل العلمي.
ومن هذا المنطلق فإننا علينا التوقف عن النظر إلى الأبوة والأمومة من منظور العقاب فحسب، والتحول إلى نهج الإيجابية والأساليب السليمة، فهناك العديد من وسائل العقاب بعيدًا عن الضرب والإساءة، مثل عزل الطفل لدقائق أو حرمانه من بعض الأشياء المحببة إليه.
بالإضافة إلى عظم التحدث معه واجتنابه لبعض الوقت، وأيضا حرمانه من المصروف أو الخروجات واللعب، فهذه الأمور جميعها تجعله يلتزم في سلوكياته بعيدا عن الضرب الذي يُؤذي نفسيته.
فعلينا أن نتبع الأساليب الإيجابية التي تُربي لنا أجيالا ذات نفوس سليمة سوّيه، فطرق التربية كثيرة ومتعددة، والأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع لإنشاء الأجيال السليمة.