تقرير: معاذ موسى
ظاهرها لعبه وباطنها سحر يصيب الإنسان من مهده إلي لحده ؛ تأثر فينا ولا نؤثر فيها ؛ تحي بالضحك وتقتل بالبكاء والحسرة ؛تصعد بالمعنويات إلي أعالي السماء وتهبط أيضا بها إلي “سابع” الأراضين إنها الساحره المستديرة كرة القدم.
يعود تاريخ هذه اللعبة إلى أكثر من “٢٥٠٠” سنة قبل الميلاد، حيث مارسها الصينيون القدامى، وكانوا يقدمون الولائم للفريق الفائز ويجلدون الفريق المنهزم وعرفها اليونانيون واليابانيون “٦٠٠” سنة قبل الميلاد، والمصريون “٣٠٠” سنة قبل الميلادإلا أن اللعبة في شكلها الممارس اليوم ظهرت بإنجلترا ففي سنة “١٠٦٠” ميلاديا.
وخلال احتفالهم بإجلاء الدنماركيين عن بلادهم لعب الإنجليز الكرة فيما بينهم ببقايا جثت الدنماركيين ولك أن تحزر أقرب أعضاء الجسم شبها بالكرة وأسهلها على التدحرج بين الأرجل لتلعب بها فمنعت ممارستها وكانت هذه اللعبة تظهر وتنتشر ثم تمنع بمراسيم ملكية لأسباب متعددة ووصل الأمر إلى حد المعاقبة على ممارستها بالسجن لمدة.
وُضعت قوانين كرة القدم في إنجلترا سنة “١٨٦٣”م واستُخدم اسم كرة قدم الاتحاد ليميز اللعبة عن باقي الألعاب التي كانت تحمل اسم كرة قدم أيضًا في ذلك الوقت، وخصوصًا كرة قدم الرجبي.
جاء الوقت من بعد ذلك لتظهر كرة القدم بالشكل المتعارف عليه بعد مرورها بعدة تطورات في القوانين واللوائح التي أقرتها الدول المنظمه للعبه وذلك قبل الإتفاق علي اتحاد دولي يجمع دول العالم.
ومن ثم جاءت كرة القدم لتتسلل إلي عقول الشعوب وقلوب المحبين والمنتمين إلي فرقهم لتسيطر عليهم وعلي شخصياتهم فأصبحت أكبر من مجرد لعبه ليتسني لها أن تصلح بين الناس وأن تحي الآمال فيهم كما حدث بعد الحرب العالمية “الأولى” و”الثانية”.
ففي أثناء الهدنه الميلاديه بين الإنجليز والألمان في الحرب العالمية”الأولي” أقام الجنود مباراة كرة قدم فيما بينهم لأنها هي الشيء الوحيد الذي كان سيعتبر هدنه معنويه وليست علي أوراق كغيرها من المعاهدات والإتفاقيات.
أيضا لا تزال تلك الساحره نعمه في نظر البعض ونقمة في نظر البعض الآخر إذ أن من يراها نعمه لا يستطيع إسعاد حياته بدونها ويشعر للإفتقاد بروحه لو تركها ومن يراها نقمه لا ينظر إليها سوي نظرة الشجرة التي لا تحتوي علي أوراق فلا تظلل علي جالسيها فيستحسن قطعها من جذورها.