Site icon جريدة الدولة الآن

وراء كل مثل شعبي شهير حكاية، نتوارثها عبر الأجيال

كتبت :أسماء البردينى

كل أمم الأرض لها تراثها الذي يعبّر عن الكثير من الأحداث والمناسبات التي حدثت عبر التاريخ، ومن أنواع التراث الأمثال الشعبية والحكم ويقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث في حياتهم اليومية، فيعبرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة ويتداولها الناس جيلاً بعد جيل مع إضافة ما استجد من أمثال تعبر عن أحداث .

” عامل من بنها “

حين يلتزم أحدًا الصمت أثناء إثارة موضوع مهم خوفًا من أن يتورط في أي مشكلة، فيطلق عليه “عامل من بنها”، في دلالة على أنه يتعمد التهرب من الحديث، ولكن للمثل موقف شهير وهو أن هناك قطار كان يتحرك من القاهرة إلى الإسكندرية، وكانت أول محطة يمر بها هي “بنها” لذلك ابتكر بعض الركاب حيلة للتحايل على شركة القطارات من خلال شراء ثمن تذكرة بنها التي هي أول محطة في خط القطار وبالتالي قيمتها منخفضة جدًا بينما يظل الراكب داخل القطار لحين يصل إلى الإسكندرية التي هي آخر محطة، لذلك أطلق على من يتهرب من سداد قيمة تذكر الإسكندرية “عامل من بنها”.

وفي رواية أخرى: بدأت قصة هذا المثل قديمًا من خلال “قطار وجه بحري”، الذي لا تكتمل رحلته إلا بالمرور على مدينة “بنها” ، حيث كانت هي أول محطة تلي محافظة القاهرة، ولذلك أيًا كانت وجهته كان لابد أن يمر بها ويلقي الترحاب على أهلها بصفارته المشهورة والمعروفة لدى الجميع،واعتاد ركاب قطار الوجه البحري المتوجهون إلى مدينة بنها، والذين لم يمكنهم الحصول على مقعد، أن يستأذنوا من الجالسين في القطار، ليسمحوا لهم بالجلوس هذه المسافة التي لا تستغرق سوى بضع دقائق، وكان يقابل طلبهم بالإيجاب.

بعدما يجلس الركاب المتوجهون إلى بنها، وتأتي المحطة لتنتهي رحلتهم مع القطار، يستأنف ركاب “بحري” جلوسهم مرة أخرى، ولكن لم يستخدم جميع الركاب هذه العملية بصدق، فكان منهم من يستخدمها استخداما سيئًا للغاية، ومن بين هذا التبادل المتفق عليه بين الركاب، ظهرت الحيلة التي لجأ لها العديد من المتوجهين إلى محافظات بعيدة، وذلك للحصول على مقاعد، حيث جرت عادة الاستئذان من الجالسين في القطار ليسمحوا لهم بالجلوس مكانهم، بحجة أنهم سيغادرون القطار في محطة بنها، ولأنها محطة تقابل خطوط قطارات أخرى.

القطار عادة ما يغادره ركاب كثيرون، معظمهم ليسوا من أهل بنها الذين استأذنوا للجلوس، فيجد من قاموا من مجالسهم أنهم يستأنفون الجلوس ولكن في غير مقاعدهم التي تنازلوا عنها، وعلى مثل هذا صار الأمر، فمن أراد أن يجلس على كرسي قطار مزدحم “يعمل نفسه من بنها”.

Exit mobile version