وصلنا عام “2021” ومازالت المرأه الجانب الضعيف دائما، مازالت التاء المربوطة رمزا للضعف والمزلة، مازالت قطعة ورق نمزقها في لحظات الغضب لكن…لكنها لا تقوى على الصراخ والمناجاة، العنف ضد المرأه أو العنف ضد النساء هو مصطلح يستخدم بشكل عام للإشارة إلى أي أفعال عنيفة تمارس ضد المرأه، وقد يكون هذا العنف جسديا أو نفسيا.
إن العنف ضد المرأه له تاريخ طويل للغاية، ويعد من أكثر إنتهاكات لحقوق الإنسان، وعلى الرغم من التطور الذي نشهده إلا أن بعض المجتمعات ترى أن العنف آليه لإخضاع النساء، سواء في المجتمع بشكل عام، أو في العلاقات الشخصية، وقد ينشأ هذا العنف نتيجة الشعور بالإستحقاق والتفوق، وأحيانا يستخدم هذا العنف نتيجة كره النساء، أو بسبب الطبيعة العنيفة.
لا يقتصر العنف ضد المرأه على المجتمعات النائية فقط، بل هو قضية عالمية تجتاح العالم، ومن بينهم قضية غير متوقعة ففي عام “2009” تعرضت النجمة العالمية “ريهانا” للعنف والضرب المبرح على يد حبيبها السابق، كما تم نقلها للمشفى ويظهر على وجهها أعراض واضحة للكدمات والجروح المصحوبة بالدماء، ولكنها تخطت الأمر في كتمان دون الإفصاح عنه للصحافة حينها.
لم يدم صمت “ريهانا” للأبد، فبعد مرور “ستة” أعوام خرجت “ريهانا” عن صمتها في مقابلة أجرتها مع المجلة الأمريكية(فانيتي فير)، مشيرة أن الكثير من النساء والكثير من الفتيات ما زلن يتعرضن للعنف، وأن هذا الأمر ليس موضوعا للتجول تحت البساط، ولا يمكن أن نتجاهل الأمر هكذا.
ولعل قضية “ريهانا” ليست بالقضية “الأولى” ولا الأخيرة في قضايا العنف ضد المرأه، فقد تعرضت “أوبرا وينفري” الممثلة المسرحية الأمريكية ومقدمة البرامج الحوارية للإعتداء الجنسي من قبل أحد أقاربها وهي في “التاسعة” من عمرها، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تم الإعتداء عليها جسديا من قبل رجال أخرين، مما أدى إلى حملها بطفلها الأول وهي في “14” من عمرها، ولكن توفي بعد ميلاده بفترة قصيرة.
من هذا نرى أن العنف ضد المرأه لا يقتصر على فئة معينة من المجتمع، كما أثبتت دراسات أن إمرأه واحدة على الأقل من بين “ثلاث” نساء في جميع أنحاء العالم يتعرضن للضرب، أو الإكراه والإعتداء الجنسي، بالإضافة إلى الإساءة أثناء حياتها من قبل أشخاص معروفين لها، وعادة ما يكون المعتدي ومستخدم العنف هو نفسه شريك الحياة للضحية.
ومن جانبه رصدت جريدة الدولة الآن بعض آراء الخبراء ، حيث أشار بعضهم في مؤتمر حقوق المرأة أن العنف ضد المرأه إنتهاك لكرامتها الإنسانية، لنتحد من أجل تعزيز مبادئ الحرية والمساواة، بل وعبرت عضوة قائلة (كفى دقائق من الخوف والإذلال والألم والصمت، لدينا الحق في الحصول على جميع الدقائق من الحرية والسعادة والحب والحياة) .
إستكمالاً مع أراء المواطنين، أوضح “إسلام..خ” المواطن المصري أن العنف ضد المرأه ليس وليد هذه اللحظة، فقديما كانوا يتعاملون معها تحت مبدأ العبودية، وظلت العبودية مستمرة حتى وقتنا هذا، ولكن مع إختلاف المسميات، منها العنف النفسي الذي يمارس تجاهها، وذلك لضعف قيمتها في المجتمع، كما أن البعض يمارس معها العنف تحت مسمى العنف الأسري، وتبقى دائما تحت سلطة الأوامر والنواهي ومسلوبة الإرادة .
أيضاً أكد المواطن “أحمد..ع” أن العنف ضد المرأه ظاهرة ممتدة منذ العصر الجاهلي، ولكن مع ظهور الإسلام تبوأت المرأة مكانة عظيمة ووضعت الجنة تحت أقدامها، وبعد إنفتاح المسلمين على الغرب أوهموا المرأة بمبدأ الحرية المطلق، ولا ننكر أن الثقافة الغربية أثرت علينا بالإيجاب أيضا، ولكن مبدأ الحرية المطلق جعلها تطالب به مرارا وتكرارا مما أدى إلى إستخدام العنف ضدها، وأنهي كلامي بأن الحل الأمثل هو الكتاب والسنة .
بالإضافة الى ما ذكرته المواطنة “رشا..أ” أن مستخدمي العنف ضد المرأة أشخاص غير سويين وغالبا ما يعانون من إضطرابات نفسية، حيث يرى الرجل أن ضعف المرأة نقطة ضعف يمكن إستغلالها لإخضاعها، وانه هو المالك الوحيد للمرأة ومن حقه إستخدام العنف ضدها، كما أن العنف ضد المرأة لايقتصر على الرجال فقط، فأحيانا ما نسمع عن أن الكثير من النساء تستعمل العنف ضد نساء أخريات .
ما نود قوله أن إستخدام العنف ضد المرأة بأي شكل من الأشكال فهو محرم وجريمة يجب عقاب مرتكبها، فالمرأة مخلوق ضعيف يجب معاملته بالحسنى والأسلوب اللين، مع مراعاة إعطاء المرأة جميع حقوقها وتنفيذ ما عليها من واجبات، فالمرأة أساس وركيزة بناء المجتمعات، المرأة ليست نصف المجتمع المرأة المجتمع كله.
يجب علينا جميعا من مواطنين ومسؤولين أن نسعى جميعا لحل هذه القضية، حتى تنعم المرأة بسلام، فيجب علينا المصادقة على إتفاقيات القضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة، معاقبة كل من يمارس العنف ضدها، ومن أفضل الحلول الإهتمام بقطاع التعليم لتعديل سلوكيات الأفراد تجاه المرأة، تدريب المرأة وتعزيز قدرتهاعلى كسب المال بجانب الدعم الأسري، وغيرها من الحلول الأخري.
ويوجد العديد من الجهود المبذولة دوليا لحل هذه القضية، ولكن ركيزة حل هذه المشكلة هو دور الرجل، فيجب عليه تجنب القيام بأفعال العنف ضدها، التدخل الإيحابي في حال مصادفته لحالة عنف ضد المرأة من قبل رجل أخر، ومعالجة الأسباب والدوافع الثقافية والإجتماعية ضد المرأة.