Site icon جريدة الدولة الآن

جندي ياباني ظل يحارب ” 29 “عاما بعد إنتهاء الحرب العالمية ” الثانية “

تقرير : أحمد شعبان

في اليوم ” السادس ” من أغسطس ” 1945 ” م ، إنفجرت القنبلة الذرية في مدينة هيروشيما اليابانية فتحولت إلى رماد ومات ما يقرب من ” 80″ ألف مواطن ، وبعد ” أربعة ” أيام من الحادث أصيبت مدينة ناكازاكي بقنبلة أخرى، فاضطرت اليابان للاستسلام في ” 14″ أغسطس من نفس السنة ، بعد ذلك إنتهت الحرب، وبدأت عودة الجنود اليابانيين من مواقعهم بالجبهة إلى أهليهم وعائلاتهم باليابان ، فيما عدا بعض الجنود الذين إستقر بهم الحال في مناطق بعيدة ومهجورة فلم ينتبهوا لإنتهاء الحرب إلا بعد فترة عادوا بعدها إلى اليابان .

من ضمن هؤلاء الجنود والضباط الغافلين ، كان الملازم أول “هيرو أونودا” الجندي الشجاع الذي ظل يقاتل لمدة تصل إلي ” 29 ” عاماً ، وذلك إعتقاداً منه أن الحرب العالمية الثانية لم تنتهي ، ورفض ” أنودا ” أن يصدق بأن الحرب العالمية إنتهت سنة ” 1945 ” وأن الجيش الياباني خسرها ، فقرر الاختباء في الأدغال برفقة” إثنين ” من زملائه وخوض حرب عصابات قَتل خلالها ” 30 ” شخصا إشتبه في أنهم أعداء لليابان.

ولد “هيرو أونودا ” في ” التاسع عشر” من شهر مارس سنة ” 1922 ” في قرية كاميكاوا في مقاطعة واكاياما في اليابان ، وقد كان قد قال في وقت لاحق واصفا مرحلة طفولته : ”لقد كنت دائما عنيدا وصعب المراس في كل أمر أقوم به“ ، كما كان كذلك فردا في نسل طويل من المحاربين ، وامتدت جذور تاريخ عائلته القتالية من أجداده محاربي الساموراي وصولا إلى والده الذي كان رقيبا في فرقة خيالة الجيش الياباني إبان الحرب اليابانية الصينية الثانية في الصين.

مضى ” أونودا ” على خطى أجداده ، وتجند في الجيش الإمبراطوري الياباني عندما بلغ سن ” الثامنة عشر ” ، وقد كان ذلك قبل عام ” واحد ” فقط من إعلان اليابان والولايات المتحدة دخولهما في حرب ضد بعضهما ، بعد الهجمات التي نفذها الكاميكازي اليابانيون على قاعدة بيرل هاربر البحرية ، تلقى ” أونودا ” تدريبا ضمن فرقة القوات الخاصة التي كانت تُسمي فوتاماتا كضابط إستخبارات في مدرسة ناكانو العسكرية ، وهي معهد تدريب عسكري يتخصص في تعليم تقنيات عسكرية فريدة بما في ذلك حرب العصابات، وسياسات التخريب، ومكافحة التجسس، والحملات الدعائية.

بحلول شتاء سنة ” 1944″ ، أُجبرت العديد من القوات اليابانية على الخروج من معظم الجزر الكبيرة التابعة للفيليبين ، وتراجعت بذلك إلى الجزر الصغرى في أرخبيل جزر الفيليبين ، التي تندرج ضمنها جزيرة لوبانغ ، وكان الهدف من هذا التكتيك هو عرقلة القوات الأمريكية ومنعها من تثبيت أقدامها في المنطقة ، مما يؤخر كذلك من قابليتها على التقدم بشكل أسرع وأقرب نحو اليابان ، مما يعطي بدوره الجيش الياباني الإمبراطوري وقتا أكثر لإعادة هيكلة نفسه والتحضر للهجومات المحتملة .

عندما أٌنزلت القوات الأمريكية على الجزيرة الصغيرة بتاريخ الثامن والعشرين من شهر فبراير سنة ” 1945 ” حاولت القوات اليابانية آنذاك مقاتلتها قتالا مباشرة ، مما تسبب في هزيمتها السريعة ، وبمجرد أن إستشعر ” أونودا ” هزيمة وحدة القوات التي كان يقاتل في صفوفها ، تقرّب من ” ثلاثة ” جنود زملاء ، وأمرهم بالإنسحاب إلى الغابات معه للشروع في تنفيذ هجمات حرب العصابات.

وبحلول سنة ” 1959 ” ظنت اليابان والفلبين أن ” أونودا ” ورفيقه توفيا فأوقفت عمليات البحث عنهما ، غير أنه في سنة ” 1972 ” عُرف بمقتل رفيق ” أونودا ” بعد إشتباك مع جنود فلبينيين ، فيما بقي هو وجندي آخر على قيد الحياة وتمكنوا من الفرار مجدداً .

وفي ” 1972 ” شارك ” أونودا ” والجندي الأخر الذي ظل على قيد الحياة، في تبادل لإطلاق النار مع القوات الفليبينية، توفي زميله، ولكن أونودا استطاع الهرب ، وفي عام ” 1974 ” زاره قائده القديم في مخبأه في الغابة، لإلغاء الأمر الأصلي، وبذلك انتهت حرب ” أونودا ” في نهاية المطاف .

Exit mobile version