Site icon جريدة الدولة الآن

الإبتزاز الإلكتروني أخطر الجرائم الإلكترونية

تقرير : أحمد شعبان
انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من البرامج الإلكترونية الحديثة والتي كان لها الأثر الكبير في إندماج البعض فيها حتى الإدمان مما جعلهم أداة سهلة للإستغلال والابتزاز ، لم يقتصر ذلك على فئة معينة من المجتمع وإنما طال أثرها حتى الأطفال والمراهقين مما جعلهم عرضة لكافة أنواع الجرائم وخاصة الجرائم الإلكترونية ، فقد عرفت مجتمعاتنا مفهوما حديثا من الجرائم وهو الابتزاز الإلكتروني.
يُعرف الإبتزاز الإلكتروني بأنه عملية تهديد وترهيب للضحية بنشر صور أو مواد فيلمية أو تسريب معلومات سرية تخص الضحية، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين كالإفصاح بمعلومات سرية خاصة بجهة العمل أو غيرها من الأعمال غير القانونية. وعادة ما يتم تصيد الضحايا عن طريق البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة كـ الفيس بوك، تويتر، وإنستغرام وغيرها من وسائل التواصل الإجتماعي نظرًا لانتشارها الواسع واستخدامها الكبير من قبل جميع فئات المجتمع. وتتزايد عمليات الابتزاز الإلكتروني في ظل تنامي عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والتسارع المشهود في أعداد برامج المحادثات المختلفة.
تنتشر جرائم الابتزاز بكثرة ، وخاصة للأطفال والمراهقين لعدة أسباب منها: ضعف الرقابة الأسرية، وتقصيرها في توجيه الأبناء وعدم مراقبتهم، والتفكك الأسري، والفراغ الروحي أو العاطفي، وأصدقاء السوء، والتقنيات الحديثة مثل الإنترنت وبعض القنوات الفضائية والإعلام.
غالباً ما تبدأ عملية الإبتزاز الإلكتروني عن طريق إقامة علاقة صداقة مع الشخص المستهدف، ثم يتم الانتقال إلى مرحلة التواصل عن طريق برامج المحادثات المرئية (Video conferencing) ، ليقوم بعد ذلك المبتز بإستدراج الضحية وتسجيل المحادثة التي تحتوي على محتوى مسيء وفاضح للضحية. ثم يقوم أخيرا بتهديده وابتزازه بطلب تحويل مبالغ مالية أو تسريب معلومات سرية، وقد تصل درجة الابتزاز في بعض الحالات إلى إسناد أوامر مخلة بالشرف والأعراف والتقاليد مستغلًا بذلك استسلام الضحية وجهلة بالأساليب المتبعة للتعامل مع مثل هذه الحالات.
كما نؤكد أن هناك العديد من القضايا الخفية لا يعلمها الرأي العام ، وهي أن الإبتزاز الإلكتروني يعتبر أكثر خطورة في المجتمع ، حيث تعد جريمة من الجرائم المربكة للضحية ولأهله،فقد يتحول بعض الضحايا للسلوك الانحرافي وعدم المبالاة بالقيم المجتمعية والأخلاقية انتقاماً من أنفسهم والمجتمع ككل. لكن النتيجة الأخطر هي اتجاه الضحية لأذى النفس من خلال محاولة الانتحار، نتيجة للضغط الشديد والخوف من الفضيحة والتهديد الذي تقع الضحية فريسة له .
فعلينا جميعاً أن نعمل علي حل مشكلة الابتزاز من خلال دور الأسرة في توعية أبنائها بخلق الوعي فيهم و تعريفهم الإستخدام الصحيح للإنترنت ، كما أن دور المؤسسات التربوية ” المدارس و الجامعات ” مهم جداً من خلال إقامة حملات توعية للطلاب ، حيث تقوم المؤسسات التعليمية بدور فعال ورئيسي في نمو المجتمع والفرد ، وتتفاعل مع الأفراد عن طريق عدة أنشطة إنسانية وتقوم بعدة مهمات أساسية أهمها إندماج الفرد مع المجتمع الذي يعيش فيه وعلى مستوى طبقاته المختلفة .
كما يجب تجنب الوقوع في فخ الابتزاز من خلال تجنب قبول طلب الصداقة من قبل أشخاص غير معروفين ، وعدم الرد والتجاوب على أي محادثة ترد من مصدر غير معروف ، وتجنب مشاركة معلوماتك الشخصية حتى مع الأصدقاء في فضاء الإنترنت (أصدقاء المراسلات) ، ورفض طلبات إقامة محادثات الفيديو مع أي شخص ، ما لم تكن تربطك به صلة وثيقة ، وعدم الإنجذاب للصور الجميلة والمغرية، والتأكد من شخصية المرسل.

Exit mobile version