تحقيق /ياسمين عبدالله
عرى ودعارة ومحتوى مبتذل ترصدها أعيننا يوميا على التطبيقات المعروفة بصناعة محتوى الفيديو ،لطالما دفع هاجس الشهرة وتحصيل الكم الأكبر من المال قاصدى هذا الطريق لهاوية من الأسى لا نهاية لها ،حتى لو كلفهم ذلك الرقص أمام قطار متحرك لجلب المزيد من المشاهدات فحتماً سيفعلوها ، ونرى هذا قد انتشر بشكل بارز بالتزامن مع إنتشار تطبيقات الهواتف الخلوية من ذاك القبيل وإتاحتها لجميع الفئات والأعمار بلا رقيب .
واقع مؤسف وبتنا محاصرين بين قضبانة نرصد به كم من التقليد الاعمى و الغير مبرر ، فبضغطة زر واحدة أصبحت أنت صانع المحتوى الذى يشاهدة الغير بغض النظر عن ماهيتك وعن أهمية ما ستقدمه فطالما تمتلك هاتفا خلوياً
وقمت بتحميل التطبيق على هاتفك فأنت أصبحت الآن صاحب المحتوى ،وعن أبرز تلك التطبيقات التى تشتهر بصناعة محتوى الفيديو تطبيق (التيك توك ) وهو التطبيق الذى قام “ثلث ” سكان الكرة الأرضيه بما يتجاوز “إثنين مليار ” شخص بتنزيلة على هاتفه الخلوى بعام “٢٠٢٠” ،بالإضافة لتطبيقات أخرى مماثله تحمل أسماء مختلفه .
أما عن ماهية تلك التطبيقات وأصل نشأتها ، فبحسب بيانات لشركة أبحاث عالميه تعرف بإسم (سينسور تاور )،
فإن التيك توك هو تطبيق صينى الأصل تم إستنساخة من تطبيق صينى يسمى (دوين ) لشركة( بايت دانس) الصينية، صمم خصيصاً لعمل مقاطع متنوعة من الفيديوهات متنوعة المحتوى ما بين الرقص والكوميديا والتعليم فى مدة تتراوح من “ثلاثه ” ثوانى الى “ثلاثه ” دقائق ، بشكل متاح لكافة الأفراد البالغة فوق ال”١٦” عام على ،والذى ظهر بشكل مبدئي فى الصين بعام “٢٠١٦” ثم حصل على الصبغة العالمية ب”٢٠١٨” بأجزاء عدة من الكرة الأرضية،إلى أن إكتسح الكوكب بعام “٢٠٢٠ “.
كان التوجة” الأول” للصين من خلال تدشين تطبيق دوين هو مساعدة رجال الأعمال للترويج لمنتجاتهم والوصول بشكل أسهل للجمهور المستهدف من خلال تقنية الخوارزمية (الذكاء الإصطناعي ) ، وهذا ما يوضح أن النيه الأصليه وراء عمل التطبيق لم تكن سيئة أبدا بل إن الإستعمال السىء له من الجمهور وسوء إدارته أودى للنتائج الحالية الملموسة ، ولكن هذا لا يبرر براءة الشركات الأم لتطبيق التيك توك من التجاوزات التى حدثت فى إدارتها للتطبيق ،مثل عدم تحقيق الشروط التى يتطلب توفرها فى الشخص لتقديم المحتوى للعامة بشكل جازم
،وتقصيرها كذلك فى حماية المعلومات الشخصية لذويها مما يعرضها للسرقه والقرصنة فى أى وقت .
يوفر تطبيق التيك توك بعض المميزات على حد قول الشركة الأم ،من أبرزها الميزة التى أطلقها التطبيق فى “٢٠٢٠” بالتزامن مع أزمة كورونا من إرسال هدايا إفتراضية يمكن إستبدالها بالمال لمن لديه العدد الأكبر من المتابعات ، إلا أننا إذا نظرنا للواقع نرى سلبيات التطبيق تفوق إيجابياتة بمراحل ، وعن أبرز ضحايا التطبيق تم رصد محاولة إنتحار فتاتان عن طريق قطع شرايين أيديهما أمام بث مباشر لهن “م.ع” “١٨” سنهو “ج.ا”” ١٦” عام ، وقد قالتا بأن الأقدام على الأنتحار كان بدافع أن المحتوى الخاص بهم لا ينال إعجاب الجمهور ، كما تم القبض على “١٠” أشخاص بمصر ثبت تقديمهم لمحتوى مخل بالآداب العامة ، فضلا عن تعرض الكثير والكثير من المراهقين من التنمر وتعلم الألفاظ البذيئة مما لا يتماشى اطلاقا مع عادات مجتمعاتنا .
وعلى الصعيد العالمى حدثت “ثلاث ” حالات إنتحار “لأثنين” من الهند و فتاة من أمريكا وعلى كل هذا ما توصل له وسائل الإعلام وما خفى كان أعظم من مساوئ التطبيق ،وقد لجئت بعض الدول لحظر التطبيق تماما وبشكل دائم من بلادهم مثل الهند وهناك من حظروة لأوقات متقطعة مثل باكستان وأمريكا وبنغلاديش .
حيث رصدت عدسة جريدة الدوله الآن أراء بعض المواطنين حيال تلك القضيه الشائكة ، أجابت المواطنة “أ.ع” بأن مساوىء التطبيق كثيرة منها تضيع الوقت بشكل مرعب وعلى محتوى عديم الإفادة ،بالإضافة لكونة مضيع أجيال فالكثيرون يستغلون التطبيق لعرض محتوى دعارة وعرى فاضح بغرض الشهرة وهو ما يؤدى لإستقطاب فئة كبيرة من المراهقين، الغير واعيين بشكل كافى بمخاطر ما يتعرضون له فينتهى بهم الحال بالإنجراف وراء تلك الفيديوهات بالتقليد الأعمى لجلب الشهرة والمال فقط دون الأكتراث للعواقب
التى لا تحمد .
كما قال المواطن “ع.ع” بعيداً عن تقديم المحتوى المبتذل والذي لا يمس للترفية فى شىء فهذا ليس ترفيهاً أن تشاهد فتاة أو شاب يرقص على أغنيه لجلب المزيد من المشاهدات بل إنى أشعر بالإشمئزاز من ذلك ،متابعا بأن ما يشجع هؤلاء فى الإستمرار إنعدام الرقابه من إداريين التطبيق فالشروط الموضوعه لإدارة التطبيق كلها مجرد كلام لا تنطبق على أرض الواقع، فأى شخص يمكنه التسجيل وعمل حساب له حتى لو كان عمرة “خمسة ” سنوات ،كما نوة أيضا الى أن مخاطر التطبيق الأخرى من التحرش اللفظى والجسدى وتعذيب الذات بالتعرض لتحديات صعبة والنرجسية( الإعجاب الشديد بالذات ) والإكتئاب والعزلة المجتمعية، وبحسب إحصائية قامت بها الجريدة لرصد مدى موافقة المواطنين بالشارع المصرى (هل توافق على حظر تطبيق التيك توك بمصر أم لا ؟)أجاب “٨٥٪” من المواطنين بضرورة حظر التطبيق نظراً لتجاوز مساوءة محاسنة ،فيما اعترض “١٥٪” فقط من المواطنين جميعهم من فئة المراهقين “١٦” عام على الحذف قائلين بأنهم يقضون يومهم كله بمشاهدة المحتوى المعروض علية.
من هذا المنطلق ومع ازدياد نسبة المتضررين يوما بعد يوم وليس أى متضرر إنهم النشىء القادم والجيل الجديد وإذا فسدوا فهل سيصلحوا أن يكونوا أباء وأمهات الغد؟، وإذا كان النشىء هكذا فلن يكون هناك مستقبل من الأساس ، مساوىء التطبيقات المعنية تتزايد بشكل يومى ويجب إتخاذ بضعة خطوات حاسمة حيال تلك القضية ، من أهمها توعية الآباء والأمهات بمخاطر تلك التطبيقات بشكل عام عن طريق عمل الحملات التوعوية
حتى يكونوا ملمين بمدى خطورة ما يتعرض له أبنائهم
على مدار اليوم ،كما يمكن أيضا ربط حسابات متصفح جوجل للأباء بمتصفح الأبناء فيظهر للأباء كل ما يمكن أن يشاهدة طفله ،بالإضافة لتشديد العقوبات على كل من تسول له نفسة بإستغلال النشىء وتقديم محتوى مخل بالآداب العامة والعادات المجتمعية السليمة .
فى هذا الصدد بات على عاتق الدولة جزء كبير حيال وضع حدود بارزة الملامح لتلك القضية واسعة المدى ، فيتحتم وجود تحرك برلمانى عاجل فى الفترة المقبلة تجاة تلك القضية ووضع قانون ملزم ورادع لهؤلاء ، بالإضافه لإلزامية وجود تحركات إعلامية بكافه الوسائل لتنفيذ الحملات التوعوية وتوجيهها بشكل مكثف للمراهقين والأباء ،كما نناشد المسؤولين المعنيين بتوليه الأمور المزيد من الإهتمام، مع العلم أن الدولة بالفعل قد تحركت وبذلت جهوداً عظيمة تجاة محاربة كافه أشكال الإخلال بالأداب العامة فى الفترة السابقة ، ولكن ما زالت المصلحة واحدة والآمال واحدة وننتظر منكم دائما المزيد .