Site icon جريدة الدولة الآن

الغدة الدرقية ووظيفتها في جسم الإنسان

كتبت اسماء نبيل ذكي
تعد الغدة الدرقية واحدة من أهم الغدد الصماء في الجسم حيث تساهم في تنظيم عمليات الأيض فيه، وتتألف من فصين اثنين، ويرتبط الفص الأيمن بالفص الأيسر من خلال شريط رفيع من نسيج الغدة الدرقية المعروف بالبرزخ، وتشبه الغدة الدرقية شكل الفراشة، وتقع في الجزء الأمامي من منتصف الرقبة أسفل تفاحة آدم مباشرة، وتحديدا بجانب كل من القصبة الهوائية والمريء والبلعوم.
حيث تلتف حول الغضروف الحلقي وحلقات القصبة الهوائية العلوية ، وعلى الرغم من إختلاف وزن الغدة الدرقية من شخص إلى آخر اعتمادا على حجم الشخص ومستويات اليود في نظامه الغذائي إلا أنها تزن ما يقارب” 15-20 “جراما في العادة، ويجدر القول أن الغدة الدرقية تستخدم اليود الذي تحصل عليه من النظام الغذائي لإنتاج هرموناتها التي سيتم تفصيلها لاحقا، إذ تفرز الغدة هذه الهرمونات عند الحاجة مباشرة في الدم، ولذا فهي تتصل بشريانين رئيسيين مغذيين لها، هما الشريان الدرقي السفلي، والشريان الدرقي العلوي.
وتتشكل الغدة الدرقية من نوعين من الخلايا وهي الخلايا الجريبية، والخلايا المجاورة للجريب حيث تفرز الأخيرة هرمون الكالسيتونين، وفي الواقع تشكل الخلايا الجرببية الجزء الأكبر من خلايا الغدة الدرقية، وهي مسؤولة عن إفراز هرمونات الغدة الدرقية المحتوية على اليود، وهما هرمون الثيروكسين والمعروف، وهرمون ثلاثي يودوثيرونين والمعروف اختصاراب.
ويجدر القول أن غالبية هرمون الثيروكسين” T4″ يعتبر غير نشط نسبيا؛ لذلك يتم تحويله في الكبد والأنسجة الأخرى إلى ثلاثي يودوثيرونين T3؛ الشكل أكثر نشاطا وفي الحقيقة ينظم إفراز هرمونات الغدة الدرقية من خلال الية تغذية راجعة لضبط مستوى ووظيفة هذه الهرمونات التي سيتم التطرق لها لاحقًا، ففيما يتعلق بالهرمونين T3 وT4،وتفرز الغدةالتي تقع فوق الغدة النخامية مباشرة في الدماغ،و هرمونًا يعرف بالهرمون المطلق لمنشط الدرقية.
تلعب الغدة الدرقية دورا مهما في تنظيم عمليات الأيض في الجسم، حيث إن معظم خلايا وأنسجة الجسم تتأثر أو يتم تنظيمها بواسطة الهرمونين T3 وT4 من خلال التحكم بإنتاج بروتينات معينة من عدمه، وفي الواقع، فمثلا يسهم هذان الهرمونان في تنظيم نمو ووظيفة المخ والأعصاب، وكذلك معدل ضربات القلب، وقوة ضخ الدم، وقوة العظام، كما يؤثران في سرعة انتقال الطعام من خلال الجهاز الهضمي، وسرعة إنتاج واستخدام الجلوكوز في الجسم، وكذلك وظائف كل من الجلد، والشعر، والعينين والأمعاء.
وإضافة إلى ذلك تساهم الغدة الدرقية في تنظيم مستوى الكالسيوم والفوسفات والبوتاسيوم في الدم من خلال هرمون الكالسيتونين، إذ يتم ذلك من خلال التحكم بنشاط الخلايا الناقضة الهادمة للعظم، والتي تعمل على تحلل العظم، وبالتالي ارتفاع تركيز الكالسيوم في مجرى الدم، لذلك فإن تثبيط الكالسيتونين للخلايا الناقضة يخفِض من مستويات الكالسيوم في الدم، كما قد يخفض هرمون الكالسيتونين أيضا من كمية الكالسيوم التي يمكن أن إعادة امتصاصها من الكلى، مما يؤدي إلى خفض مستوياته.
تنقسم اضطرابات الغدة الدرقية بشكل عام إلى مجموعتين أساسيتين، أحدهما تمثل الاضطرابات الوظيفية التي تتعلق بالوظائف غير الطبيعية للغدة الدرقية، وتتضمن كلا من قصور الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الدرقية، في حين أن الأخرى تتعلق بنمو غير طبيعي للعقيدات وفي الغدة، أو الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، وتعد هذه الاضطرابات التي سيتم بيانها بشيء من التفصيل فيما بعد شائعة لدى الكثير من الناس.

Exit mobile version