Site icon جريدة الدولة الآن

إلى متي سيظل الإدمان مسيطراً على عقول شبابنا ؟

          تحقيق : محمد منصور

ظاهرة تتفاقم وتنتشر في شوارع العالم أجمع ، كارثة أصبحت الوسيلة الوحيدة التي يتجه إليها شباب المجتمع وحتى الصغير ، ولا يفكر في اي من العذاب سوف يلقي عند مقابلة ربه ، شباب لا يتجاوز أعمارهم ال”20″ عاما يلجأون لهذا الفعل ، دون تفكير في عواقبه أو اضراره او ما يترتب عليه ، دون النظر إلى اي شيء ، اي من المعاناة قابل هذا الشاب وهو يتمتع في ذلك الوقت بمرحلة شبابه تدفعه الى الإدمان؟

ليس هناك فرق بين شخص بالغ عاقل وبين شخص مراهق فجميعهم اصبحوا يلجأون الي الإدمان ، وكأنها اصبحت في معتقداتهم وسيلة من وسائل محاربة مشاكلهم ، هذه الظاهرة انتشرت كثيرا في جميع انحاء العالم خلال الفترة الحالية ، كثير من الأشخاص اهدر حياته واهله ومجتمعه بالكامل من وراء فكرة الإدمان ، يروها البعض أنها نجاه من الحياة الصعبة المميتة بالبطئ ، لكن حثنا الله سبحانه وتعالي على الإبتعاد عن هذه الكبائر في قوله تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ، وأنزل الله أيات كثيرة في هذا الجزء ولكن الشيطان قد تمكن من الإنسان حتى أوصله إلي هذه المرحلة.

ومن جانبه فإن الإدمان هو عبارة عن حالة تصيب الفرد عند التعرض إلى تناول أى من المواد المخدرة سواء كانت تلك المواد في هيئة أدوية أو عقاقير أو حبوب مخدرة ، وهذه الحالة تعمل على السيطرة المباشرة على الجهاز العصبي وخلايا المخ و الأعصاب ، مما ينتج عن هذه السيطرة الكثير من الأعراض الجانبية والأضرار التي تصيب الجسم بصفة عامة وتؤثر تأثيرا كاملا على التصرفات التي تصدر من ذلك الشخص المدمن.

حيث شهدت الآونة الأخيرة كثيراً من الأحداث والقضايا ولعل ابرزها قضية الأب الذي قتل طفليه فى مياه (ترعة فارسكور) ،فى قرية ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية كانت الواقعة الأشهر التى اثارت الرأى العام لأيام عديدة، فكيف لعقل أن يتصور أن يقتل شاب فى بداية الثلاثينيات من عمره طفليه الصغيرين الذين لم يتجاوز أكبرهما عن ال”خمس” سنوات، ولكن تكشفت خيوط تلك القضية تدريجيًا، وتبين أن المخدرات التى بدأ المتهم فى تعاطيها يوميًا، هى التى دفعته نحو الحالة النفسية السيئة والاكتئاب الذين دفعاه لقتل أطفاله دون أدنى رحمه، بإلقائهم فى مياه ترعة فارسكور ، وفى اعترفات أمام جهات التحقيق، قال “محمود . ن” المتهم بقتل طفليه “محمد وريان”، إنه يتعاطى المواد المخدرة ومن بينها الترمادول والحشيش والبانجو والأبتريل، وأنه يتعاطى الحشيش يوميا وينفق عليه من “100” جنيه ل”150″ جنيها، وذلك قبل “خمس” سنوات من ارتكابه الجريمة، وهو ما أكدته التقارير الخاصة بتحليل عينة دماء المتهم والتى أثبتت إيجابيتها.

كما رصدت عدسة جريدة الدولة الآن اراء بعض المواطنين حول انتشار الإدمان ، فأجاب “م.م” أن السبب الرئيسي للإدمان هو الضغوط النفسية التي تؤثر على الإنسان بالتعب والإكتئاب وذلك يؤدي الى تعكر المزاج بشكل كبير ومنها ايضا يؤثر على الشخصيه فيلقي بصاحبه في خطر البحث عن المخدر والعادات الغير لائقة ومن ثم الوقوع في دائرة الإدمان ، مشيراً “أ.ح” أن الإدمان جريمه يقوم بها الشخص في حق نفسه وهو تعدي على النفس البشرية ، فالنفس البشرية ليست ملك للشخص ، ولكن هي وديعة أودعها الله فينا ، لذلك الإدمان حرام شرعاً مستدلاً على ذلك من كتاب الله بقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ).

من هذا المنطلق، يتضح ان الإدمان له اعراض عديده التي تعتبرها بعض المراكز العلاجية أعراض واضحة للإصابة بالإدمان وتستخدم في تحديد المصابين ،ومنها العزلة والوحدة نتيجة إدمان الشخص تقل مهاراته الاجتماعية ويلجأ إلى العزلة والوحدة لهروبه من المواجهة والاندماج وسط المجتمع لاختلافه في الفكر والأسلوب والكلام والاهتمامات عنهم فيلجأ إلى الجلوس بمفرده، وأيضا الانكار هو إنكار واقع إدمانه وأنه ليس لديه أي مشكلة مع المخدرات رغم عدم قدرته على الامتناع وإنكار ما وصلت إليه حالته من مشاكل نتيجة المخدرات، كما ان التبرير من أعراض الإصابة بالإدمان وهو التبرير المستمر لما وصل إليه بسبب المشاكل والظروف المحيطة وإلقاء المسؤولية على من حوله دائمًا لتبرير إدمانه ويلعب دور المظلوم غالبًا، و الإنحلال الاخلاقي وعندها يصبح المدمن مستعدًا لفعل كل ما يلزم للحصول على كمية صغيرة من المخدرات حتى أنه مستعد لعمل بعض الأشياء غير الاخلاقية والمخالفة للقانون وهنا تكمن خطورته وتنعدم لديه المبادئ بشكل كلي.

وفي هذا الصدد هناك العديد من الخطوات التي تساعد علي التخلص نهائياً من الإدمان ومنها، اشغال الوقت دائما لأن الفراغ اخطر ما يدفع الفرد الى تذكر الأزمات والمشكلات ، وايضا مقاطعه اصدقاء السوء الذين يأخذون بأيدينا إلى هذه التهلكة ، كما ينبغي التحدث مع أشخاص محل ثقة وهذه هي الخطوة الأهم فعندما تبلغ أحدا أنك تفكر في الإدمان لن يسره الأمر مطلقا لذلك التحدث مع اقرب الأشخاص أو طلب مساعدة أخصائي بالصحة النفسية امراً مهم ، وعلى المجتمع والدولة أن تحرص على تأمين حياه كريمة للإنسان ، وفتح مستشفيات لعلاج الإدمان ، والأخذ بنواصي الشباب الي الطريق السوي ، وكذلك ان تبث المواد الإعلامية التي تحمل رسائل تربوية وأخلاقية تحث على خطورة الإدمان وكيفية تجنبه .

Exit mobile version