Site icon جريدة الدولة الآن

“سما” بنت “الأربعة” أعوام ضحية إهمال والدها أم المسؤولين؟

       كتبت : أية رضا

بدموع لا تجف وقلب منفطر وعيون محدقة لا تتوقف عن النظرفي المياة المتحركة أمام محطة رفع المياه بكفر داود في مركز السادات محافظة المنوفية ، تجلس “صفاء عبد الصادق” تناهز “27” عامًا في رحلة بحث عن جسد طفلتها “سما ” بنت “الأربعة” أعوام التي ابتلعتها المياه منذ يوم الإثنين الماضي في تمام السادسة والنصف مساءًا ،لم تبرح مكانها من وقتها أملأ في العصور علي جثمان ابنتها واحتضان جسدها للمرة الآخيرة في حياتها .

بداية القصة المؤلمة التي أحزنت القرية بأكملها يحكيها ” شعبان الفرجاني “عم الطفلة” سما” بنت “الأربعة “أعوام ،قائلا أن شقيقه “هاني الفرجاني ” والد الطفلة اصطحبها مع أشقائها “محمد” “ستة” أعوام و” سامي” “ثمانية” أعوام وبينما يلهون بالمكان الذي يتنزه به الأهالي أمام محطة كفر داود للشرب المطلة علي رياح الناصري، كانت الطفلة “سما” تلعب بأزرار هاتف والدها أعلي ” بيارة ” أسمنتية ولم تنتبه لتلك الفتحة علي سطح البيارة وأثناء تحركها سقطت في لمح البصر ،وسمع والدها ارتطام جسدها محدثًا صوتًا بالمياه ولم يجد سوي حذائها عائمًا علي وجه المياه.

حيث أضاف “شعبان” أن المياه داخل البيارة متجمعة جراء سحب المياة بماسورة طولها “600” متر من الرياح المنوفي، وتتواصل عملية الشفط علي مدار الساعة لداخل المحطة، والتي بدورها تضخ المياه عبر المواسير للمنطقة ومدينة السادات، مؤكدًا أن فور السقوط أسرع نجل عمه “محمد صلاح “والذي كان متواجدًا أيضًا مع أطفاله للتنزه وقفز في المياة من الجهة الأخري ليدخل إلي البيارة وبينما يتفقد المكان بحثا عن الطفلة المختفية في المياة ،لاحظ عملية سحب شديد تجذبه نحو ماسورة الشفط للمحطة ،فأمسك بعمود خرساني وخرج بشكل عاجل لخطورة المكان.

وتابع أن حالة الأب والأم محزنة ،ولم يتركا المكان منذ سقوط طفلتهم “سما” يوم الإثنين الماضي ،مستغيثين بكل من له قلب للبحث عنها ودفنها فهم يواصلون البحث مع الأهالي والعائلات بالمكان في انتظار خبر العثور علي جثمان “سما” .

أشار إلي تحرير محضر بالواقعة مساء الإثنين الماضي وقدوم فريق غطس من الحماية المدنية لكنهم لم يجدوها وتوقف البحث من ذلك الحين ،بسبب استمرار عمل محطة الشرب وتواصل سحب المياه من البيارة.
ويوم الجمعة بعد استجابة المسؤولين ،سمحوا بإيقاف المحطة لبعض الوقت كي يتثني البحث ،لكن لم يعثروا علي جسد الطفلة بعد ، وعادوا لنقطة الصفر وقاموا بالبحث بأنفسهم داخل المياة .

ومن جانبه صرح المهندس “رجب سالمان”رئيس جهاز تنمية مدينة السادات أن إيقاف عمل المحطة ليس بالأمر السهل ،حيث تغذي مدينة السادات ومصانع المدينة الصناعية . وقد وجه أوامره يوم الجمعة بإيقاف عملها مؤقتًا تضامناً مع أسرة الطفلة ، فالواقعة إنسانية في المقام الأول

وأكد الأهالي أنه حتي الآن لاتزال أسرة الطفلة في بحث مستمر ،وأعينهم لا تفارق تفقد المياه والمكان الذي سقطت فيه ابنتهم “سما” مشددين علي عدم مفارقتهم حتي استخراج جثة ابنتهم

كما سادت حالة من الغضب بين الأهالي في محافظة المنوفية ،وذلك بسبب طريقة تبطين الترع والتي تعتبر ملساء لا أحد يستطيع الخروج منها ، وايضاً استغاث أهالي مدينة السادات بالمسؤولين لتغطية البلاعات في الطرق العامة والتي تتسبب في الكثير من الحوادث،مناشدين المسؤولين بمساعدة والد الطفلة “هاني الفرجاني” في العثور علي جثة طفلته التي لم يتمكن من العثور عليها حتي الآن .

وفي السياق ذاته أخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات ومعرفة ملابسات الواقعة ، جاء ذلك بعد تلقي اللواء” سالم الدميني” مدير أمن المنوفية إخطارا من مأمور مركز مدينة السادات بورود بلاغ من الأهالي عن سقوط الطفلة “سما ” التي تبلغ من العمر ” أربعة ” أعوام في ترعة كوبري السمك بمدينة السادات ولم يستطيع الأهالي وقوات الإنقاذ العثور عليها .

وأفاد “طارق النجار” أحد الأهالي وجيران الطفلة أن الأهالي أدوا صلاة الغائب علي الطفلة بعد عدم التمكن من العثور عليها حتي بعد نزول المنسوب لأن الترعة توصل لمواسير كبيرة ومن الصعب العثور عليها.

Exit mobile version