كان الإسلام سببباً في انتشال العرب من حالة التيه التي كانوا يعيشون بها، ونقلهم نقلة نوعية، ليحملوا أعظم رسالة عرفتها البشرية رسالة الإسلام الخالدة التي جاءت بتصور شامل للحياة الصحيحة والكريمة في ظل تصور الإسلام للإنسان، والكون، والحياة، فكانت الحضارة الإسلامية العملاقة التي قامت على أسس صحيحة، وصنعت مظاهر شتى للرقي الإنساني وفي شتى مجالات الحياة، فهناك إذا أسس للحضارة الإسلامية قد قامت عليها، كما أن هناك مظاهر ناطقة باسمها تعكس آثارها العظيمة.
كما أن هناك مجموعه من الاسس التي قامت عليا الحضاره الإسلاميه ، ومنها القرآن الكريم، ليعتبر الملهم الأول للحضارة الإسلامية، فما من علم إلا وله في القرآن أصل، وأيضاً السنة النبوية الشريفة، والتي كان لها دور تفصيلي في معظم نواحي الحياة
الإيمان بالله سبحانه وما يتفرع عنه من قضايا شتى لها تعلق بحسن سلوك المسلم وانضباطه في الحياة.
وسلسلة العلوم التي انصهرت في خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية، والتي تعج بآلاف العناوين منظومة الأخلاق العظيمة التي جاء بها الإسلام، والتي كانت سبباً عظيماً في انتشاره ووصوله إلى أماكن مختلفة في أوروبا سلسلة المبادئ العظيمة التي انبثقت من رسالة الإسلام، كمبادئ الحرية، والمساواة، والشورى، وما تعلق بها من نماذج سلوكية فريدة ورائعة، ما زالت آثارها حاضرة في العقل البشري.
لقد ارتبط ذكر العرب فيما يتعلق بالحضارة الإسلامية ولا عجب في ذلك، فالقرآن الكريم نزل باللغة العربية، وأمة العرب قد تشرفت بحمل رسالة الإسلام للعالمين، فكانت الحضارة الإسلامية معبرة عن تجاوب العرب العظيم وحملهم لرسالة الإسلام الخالدة، وهذا تشريف لهم.