تربية الأبناء ليست بنتيجة تربيتهم إنما بكيفية التربية (موسوعة الأم والطفل)
جريدة الدولة الآن
كتبت/ هدير الحسيني
لقد تحدثنا بالأمس بأن من الأخطاء التي يقع فيها معظم الآباء والأمهات والمربين أيضاً أنهم ينتظرون أن يروا سريعاً ثمرة جهدهم في تربية أطفالهم وقولنا بأن هذا من الممكن أن يسبب لنا اليأس والإحباط ومن الممكن أن نتوقف عن المحاولات الجيدة لتربية أطفالنا بشكل علمي وتربوي سليم ، فأن الأهم من إنتظار النتيجة لتربيتنا لأبنائنا هو إننا لابد أن نعتني جيداً بكيفية التصرف في كل لحظة من لحظات تنشئة الأبناء ولا نهتم كثيرا بالنتيجة النهائية في تربيتهم ، وكما سمعتُ من أحد التربويين المتخصصين بأن هناك قاعدة لابد أن نأخذ ونعمل بها في تربيتنا لأبنائنا وهي (قاعدة الهادي هو الله) ، فأننا علينا أن نسعي ونبذل ما نستطيع بذله في تربية أبنائنا لكن النتيجة فهي ليست بأيدينا لكن علينا أن نسعي ونؤخذ بالأسباب ونترك النتائج لله .
وتحكي الموسوعة بأن هناك أشياء نستطيع أن نفعلها في تربية أبنائنا وهناك أشياء لا نستطيع علي فعلها ونضمنها لأطفالنا ، فالأشياء التي نستطيع علي فعلها وكما ذُكرت في الموسوعة هي :
أننا بإمكاننا أن نُعامل الطفل بإحترام حتي وإن كنا نُعاني من الضغوط في حياتنا لأن هذا حقه ، كما يُمكننا أن نستجيب بلطف ونصبر علي أخطائهم وهذا نستطيع فعله إذا أدركنا وتعاملنا مع الطفل أنه حقاً طفلاً وأن عقلهِ لا يُدرك لأِشياءً كثيرة في الحياة فحينما يُخطأ هذا لا يكون عنداً منه لكن هو فضولاً وحباً لإكتشاف ما حوله ومهما كانت الوسيلة ،وأيضاً يرجع خطأه لعدم فهمه ما هو صحيح وما هو خطأ فقبل أن نلومهم علينا أن نفهمهم .
كما يُمكننا أيضاً أن نعبر عن حبُنا لهم بالأحضان والهدايا والرعاية والألفاظ المحببة وكما تحدثنا بالأمس بأن لابد أن نُحب أطفالنا حباً مُطلقاً نُحبهم بعيوبهم وسلوكياتهم نُحبهم كما هم ، ولكن الشعور بالحب وحده لا يكفي إنما لابد أن نُعبر عنه لأبنائنا دائماً لإشعارهم دائماً بالأمان والحنان وقبولهم لأنفسهم كما هي لكن علينا أن نُحسن العيوب التي فينا .
كما يُمكننا أن نُراعي مشاعرهم وأن نمدهم بالدعم العاطفي لذلك عندما تجد طفلك سعيداً لأبسط الأشياء عليكَ أن تسعد وتفرح معه وتدعمه في هذا لأن قلوب الأطفال قلوباً بريئة يفرحون ويسعدون بأبسط الأشياء وياحبذا أن يكبروا علي هذا القلب البرئ البسيط السعيد الذي يفرح بسبب كلمة يفرح بسبب لُعبة يفرح بسبب إنجازاً صغيراً أنجزه فهذا القلب كلنا نحتاجه في حياتنا ككباراً أكثر من الصغار ، كذلك لا يُحبذ إطلاقاً إنكَ تسخر من مشاعر وخوف طفلك لأن مهما كان الأمر بالنسبة لكَ هيناً لكن بالنسبة لطفلك من الممكن أن يكون الأمر كبيراً فعليكَ أن تراعي مشاعر الحزن والفرح لدي طفلك وأيضاً لابد أن تتحدث معاهم عن الذي يفرحهم والذي يحزنهم ولماذا ، فهنا سوف تفهم مشاعر طفلك جيداً وسوف تعرف كيف تُسعدهم وكيف تُقلل من حزنهم وخوفهم .
كما يُمكننا كآباء وأمهات أن نعمل علي تثقيف أبنائنا بشأن تاريخهم وهويتهم فهذا الأمر يستحق أن نهتم بهِ جيداً وعلينا أن نهتم بأن نُنمي موهبة القراءة لدي أبنائنا بشكلاً عام وأيضاً تنمية مهاراتهم وقدراتهم ، لأن هذا الأمر في غاية الأهمية بالنسبة لتكوين شخصيتهم ونضج عقولهم وفهم لحياتهم جيداً .
كما علينا أيضاً أن نقوم بغرس الجانب الروحاني لدي أبنائنا لأن هذا هو أساس كل شئ في الحياة لأن إذا استقام القلب سوف تستقيم الحياة ، فعلينا ان نُغرس في نفوس أطفالنا حب الله وحب الصلاة وحب الطاعات حباً مخلصاً ، وعلينا أن نلجأ للدعاء كثيراً لهداية أبنائنا علي الصراط المستقيم لأننا كما ذكرنا سابقاً بأن الهادي هو الله فهذة من أهم قواعد التربية التي يجب أن تؤخذ في الإعتبار .
كما يُمكنكم أيضاً أن تعملون علي إنجاح حياتكم الزوجية وتجعلونها حياةً سعيدة لأن أساس سعادة الأبناء من سعادة الآباء ، فنحن تحدثنا اليوم عن كل ما يمكن أن تفعلونه مع أبنائكم ولذلك بالتأكيد سوف تواجهون بعض الصعوبات والمعوقات في بعض الأوقات لذلك وكما أشارت إليها الموسوعة بأن الوالدين يُمكنهم أن يلجأون لمستشارين متخصصين أو رجال دين للإرشاد في أمور العائلة .
فهذه الأشياء نستطيع أن نفعلها في تربية أطفالنا لكن هناك أشياء لا نستطيع أن نفعلها ونضمنها في تربيتنا وعن وهذا سوف نتحدث عنه غداً وعن التوصيف الحقيقي لتربية الآباء للأبناء إن شاء الله .