ملايين البشر يعانون من هذا الإضطراب…. ماذا تعرف عن الرهاب الإجتماعي؟
teem2
كتبت: أسماء نبيل
الرهاب الاجتماعي أو القلق الاجتماعي، هو نوع من الخوف أو الاضطراب غير المبرر، وتظهر هذه الحالة عند قيام فرد بالحديث أو القيام بأمرٍ ما أمام عددٍ من الناس، بحيث يشعر الشخص بأنه محطّ الاهتمام وأنّ الأنظار مصوّبةٌ إليه، بحيث يشعر بضيق في النفس وتسارع في خفقات القلب والارتجاف وجفاف في الحلق ، والتعرق الشديد، إن حدوث مثل هذا الأمر مع الشخص يضعضع ثقته بنفسه، مما يؤدي إلى تجنه الحديث والعمل أمام العامة، وازدياد مخاوفه مما يجعله أسير تلك المخاوف مستقبلاً من ما يزيد الوضع سوءاً مع مرور الوقت.
حيث تبدأ حالة الرهاب هذه منذ سنوات الطفولة المبكرة، أو في سن المراهقة، وتشير الدراسات أن ظهور هذه الحالة قبل الدخول إلى المدرسة عن طريق الخوف من الغرباء، وتتكرر في سن “١٢” إلى “١٧”، عن طريق الخوف من نقد ما أو التقويم الاجتماعي للفرد، وتندر الإصابة بهذا النوع من الرهاب أو الخوف إبان سنّ الخامسة عشرة فما فوق، ويعتبر الرهاب الاجتماعي مرضاً نفسياً مزمناً على الرغم من ظهوره مبكراً، وأغلب المصابين بهذه الحالة يتأخرون في العلاج على الرغم من معرفتهم بإصابتهم تلك، وذلك تخوفا من مواجهة حالتهم والاعتراف بها أو خجلاً منها.
في حين يتعرض المصاب بهذه الحالة لعدد من المشاكل والخسائر على جميع الأصعدة، ولهذا يطلق على هذه الحالة مصطلح الإعاقة النفسية، وتتطور حالة الرهاب إلى الإعاقة بسبب عدم قدرة المصاب بها على مشكلته تلك ومحاولة معالجتها عن طريق المختصين، وهذا يؤدي إلى خسائره اجتماعية ومادية وصحية ومهنية، بالإضافة لهذا يحرم من التعاطف والدعم الذي يحظى به المصابون الآخرون.
الأعراض التي تصاحب الرهاب الاجتماعي النفسية الأخرى هي القلق، ورهاب الساحة، والفزع، والاكتئاب النفسيّ، ومعاقرة الكحول، والعديد من المخاوف، ويُعتبر الرهاب الاجتماعيّ من الأمراض المنتشرة على نطاق واسع، ويجهله الكثيرون، حتى المصابين أنفسهم يجهلون هذا الأمر، مما يزيد في تفاقم المشكلة، وينتشر هذا الرهاب بنسبةٍ أكبر بين الرجال وخاصّة المتعلمين منهم أكثر من النساء، ويعود هذا الأمر نتيجة التقاليد وهي البذرة الأولى للإصابة بالرهاب، حيث إن القسوة على الطفل تفقده حب الفضول والاستطلاع لتنمية مداركه، ويمنعه الخوف من العقاب عن محاولات الاستكشاف الفطريّة لينمي مداركه، الأمر الذي يؤدّي إلى إصابته بهذه الحالة في سنّ مبكرة، تزداد سوءاً كلما تقدّم في العمر.
ومن هذا المنطلق يمكن القول ان علاج حالة الخوف أو الرهاب الاجتماعي تتم عن طريق المختصين النفسيين، بحيث يتم صرف أدوية مضادة للخوف، وتعتبر هذه الأدوية آمنة عكس ما يشاع عنها، ولا يؤدّي تعاطيها إلى أي نوع من الإدمان، وتوفر حالة من الهدوء والاسترخاء للمصاب في جلسات العلاج والتي يتمّ من خلال هذه الجلسات بناء الثقة بالنفس.