Site icon جريدة الدولة الآن

مفهوم الخطابة في عصرها الذهبي

كتبت: أسماء نبيل

هي الكلام المنثور الذي يخاطب به المتكلم جمعاً من الناس من أجل إقناعهم بقضيّة أو أمر ما؛ والخطيب هو الذي يقوم بالخطابة، وفي تعريف العلماء هي الكلام المؤلف الذي يتضمن وعظا، وإرشاداً، وإبلاغاً على صفة مخصوصة.

كما انها أيضاً فن المشافهة للتأثير على الجمهور واستمالتهم، وللخطابة عناصر تتألف منها من أهمها الأسلوب، والموضوع. سنتعرف في هذا المقال على الخطابة في عصرها الذهبي، وعلى أنواعها، وكانت الدولة العباسية الجديدة بحاجة إلى ترسيخ وإثبات حقها في الخلافة؛ لذا كان للخطابة شأن كبير في أوائل هذا العصر مما كان سبباً في تطورها وازدهارها، فمن أشهر خطبائه الأوائل واللامعين السفاح، والمنصور، والمهدي.

وكانت الخطبة تلقى على مسامع الناس لأغراض مختلفة، فالخطب السياسية مثلاً هي التي يلقيها القادة في استقبال القبائل والوفود المختلفة، أو في تحميس وتشجيع الجنود من أجل التجهيز للمعارك، إلى جانب الخطب الدينية التي تقال وتلقى في الأعياد وأيام الجمع، وكذلك الخطب الاجتماعية في المدح، أو الذم، أو الاستعطاف، أو العتاب.

تميزت الخطابة في أوائل العصر العباسي بعدة خصائص وسمات منها جزالة الألفاظ والعبارات، وعدم الالتزام والإكثار من السجع في أواخر الجمل، وبكثرة الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، كما وغلب عليها القصر والإيجاز، إلا في بعض الحالات التي تدعو إلى الإسهاب.

لما ضعفت الدولة العباسية، وسيطر العجم من سلاجقة، وبويهيين على الخلافة، ضعفت الخطابة، وأصبحت الكتابة أكثر انتشاراً، فلم يعد الخلفاء والقادة قادرين على قول الخطابة كأسلافهم السابقين، فاقتصرت الخطابة على المناسبات الدينية في العيدين ويوم الجمعة، وما لبث إلاّ أن ازداد الأمر سوءاً في أواخر العصر العباسيّ، فضعفت الخطابة الدينية أيضاً، وأصبح خطباء الجوامع يرددون ما كتبه أسلافهم، ويقرؤونها من الكتب علي المنابر.

Exit mobile version