هناك ظاهرتان عالقتان في عُنق مصر؛ أحدهما البطالة رغم أن الإعلام يؤكد كثرة الأماكن الشاغرة، والثانية أولاد الشوارع رغم أن الإعلام أيضا يؤكد مجهود الدولة في القضاء عليها؛ لذا بالتأكيد الخطأ لا علاقة له بالدولة ولا بالإعلام، نحن أبناء مصر السبب في الاثنين.
لما تزداد الظاهرة وجودا عن ذي قبل؟ أصبحت ظاهرة لا يمكننا القضاء عليها بمقال، ولكننا نحاول لفت الانتباه ولو قليلا، فالٱطفال في الشوارع كثيرة، البعض بلا هوية، وغيرهم بلا اسم، وبلا أجنحة أطفال لا يستطيعون فعل شيئا من أمرهم.
في سياق آخر هناك كثير من أشباه الرجال يرون الأطفال والفتيات فلم يكن بقلوبهم رحمة، لم يرحموٱ كونهم أطفالا، يقومون باغتصاب الفتيات بلا شفقة ولا رحمة ينزعون منهم البراءة والطفولة ليحولوهم في غمضة عين إلى امرأة تحمل بداخلها طفلًا، لا تعرف له أب يُترك بلا هوية وبلا أب وبلا اسم،ليكون مصيره أيضا الشارع! يالها من مزحة تستحق البكاء!
الأطفال بكل شارع، هناك المئات بلا مأوى، منهم من يبتاع الورد في إشارات المرور، ومنهم من يأكل من القمامة بقايا الطعام، ينامون في البرد تحت الكباري وعلى الأرصفة، منهم من يسرق ويتسول ليجد مالًا يأكل منه، وكثير منهم يستغلهم شياطين الإنس؛ ليستخدمونهم للسرقة والتسول ولأغراضهم.
هناك الكثيرات تُغتصب كل يوم في الشوارع ويُنتهك جسدها بلا رحمة لأنها ليس لها مأوى ولا سند، منهم التي جاءت بلا أبٍ من البداية؛ لأنها جاءت بطريقة غير مشروعة ومنهم من جاء للدنيا ليدفع ثمن خطأ الأم والأب اللذان لم يجدا مصدرًا للعيش فوضعوا طفلهم للشارع؛ ليأكل جسدهم الطريق والشتاء، والناس.
وأخيرا أُدرك أن مقالي هذا لن يُغير شيء مما نعيشه واقعًا لأننا نحن السبب في وجود تلك الظاهرة، وزيادتها أيضا لأننا لا نساعد في محوها بل تولد داخلنا حب النفس والمصالح، فبدلا من أن نساعد الدولة على محوها، نزيد منها كلٌ يقول نفسي نفسي،والذي يقول مالذي بيدي فعله،والآخرين يستخدمونهم بلا رحمة، الأمر أشبه بنكته ستبكي كل مرة حين تسمعها، كضحكة تنفلت من قلب الليل تؤرق أطفالا لا زالوا يعيشون ببراءة بين بطون الشوارع.