Site icon جريدة الدولة الآن

” 100″ عام من الصراعات ..التاريخ ملىء بالمشحانات بين روسيا وأوكرانيا

ليست وليدة اللحظة ..تعرف على أسباب الحرب بين البلدين

كتبت / ياسمين عبدالله

لا توجد حرب بدون اسباب ، مثلما لا يوجد رماد بدون نيران مشتعله ، فبعد إندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا تسرد لكم الدوله الان اسباب الحرب بين الدولتين اللتان كانتا دولتان لجذور واحدة فى المهد ، فما هى الأسباب التى دعتهم لخوض تلك الحرب الشرسة.

يشار إلى أن الدولتين فى البداية كانتا ينتميان لجذور واحدة فى الدوله السلافيه الشرقيه او ما تعرف بكييف روس ، وبمرور العقود قدر لهاتين الدولتين أن يكون مسارهم مختلف ، ونشأت عنهما تباعا لغتان وثقفافتان مختلفتان ، لتتطور عقب ذلك روسيا وتصبح امبراطوريه وهو الأمر الذى فشلت فيه اوكرانيا، كان ذلك كله فى فترة العصور الوسطى.

وأثناء القرن ا”ل17″ انضمت جزء من اوكرانيا الحالى إلى روسيا ، ولكن بمجرد سقوط الإمبراطورية الروسية فى عام” 1917″ تم إعلان استقلال اوكرانيا ، وفى الحقيقة كان هذا الاستقلال المزعوم لفترة قصيرة ، لتعلن روسيا السوفيتية عقب ذلك احتلال أوكرانيا عسكريا .

وظل الأمر حتى تاريخ ديسمبر “1991 “حيث كانت كلا من اوكرانيا وبيلاروسا من بين الجمهوريات التى دقت المسمار الأخير في نعش الاتحاد السوفييتي، وهو الوقت ذاته التى أرادت فيه موسكو ان تحافظ على نفوذها بتأسيس رابطة دول مستقله (جي يو اس)

ولعل ميل اوكرانيا فى هذا الوقت للغرب هو سبب انزعاج الكرملين منها ، ولم يطل. الصراع أن ذاك بفترة التسعينات بسبب حرب الشيشان ، وبسبب ظروف موسكو الاقتصادية السيئة ، فيما تمكنت روسيا من بناء تحالف وثيق مع بيلاروسيا.

وفى اواخر التسعينات وبالتحديد” 1997 “اعترفت روسيا بشكل رسمى بترسيم الحدود مع أوكرانيا وتضمن العقد بين الدولتين أن تأخذ اوكرانيا شبة جزيرة القرم وهى جزيرة تقطنها غالبية ناطقة بالروسية ، كما أنه عند انهيار
الاتحاد السوفييتي مطلع التسعينيات، كانت أوكرانيا الجمهورية السوفيتية السابقة تمتلك ثالث أكبر ترسانة أسلحة نووية في العالم.

حيث أصرت امريكا وروسيا عل نزع الأسلحة النووية الاوكرانيه فى هذا الوقت ، ووافقت أوكرانيا على التخلى عن سلاحها إلى روسيا مقابل ضمانات أمنية لحمايتها من هجوم روسى محتمل .

وبدأت الأزمة تشتعل من جديد بين البلدين فى عام “2003 “عندما بدأت روسيا بناء سد مضيق كريتش نحو جزيرة أوكرانية، وهو الأمر الذى اعتبرته اوكرانيا إعادة ترسيم لحدودها مع روسيا وزادت المشاحنات، وتم حل ذلك بلقاء بين رئيسي الدولتين ، وتم وقف بناء السد ، لكن العلاقات لم تعد كسابقها بل تشققت أواصر الصداقة .

وفى عام” 2004″ أثناء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا عام ، دعمت روسيا بشكل كبير المرشح المقرب منها ” فيكتور يانوكوفيتش” ، إلا أن الثورة البرتقالية أحالت فوزه المبني الذى بنى على التزوير وفاز بدلاً منه السياسي القريب من الغرب ” فيكتور يوشتشينكو” ، وخلال فترته الرئاسية قطعت روسيا إمداد الغاز مرتين عن أوكرانيا خلال عامين ، مرة فى” 2006″ومرة فى “2009” ، فضلا عن قطع روسيا إمداد الغاز إلى أوروبا المارة عبر أوكرانيا.

ويظهر معاداة الجانب الروسى من جديد فى عام “2008”، عندما أراد الرئيس الأمريكى فى هذا الوقت دمج أوكرانيا وجورجيا فى حلف شمال الناتو الأطلسى، وهو ما رفضة “بوتين ” بشكل قطعى ، ورفض اى أمر يؤدى لاستقلال أوكرانيا، وعندما فشلت اوكرانيا فى الانضمام حاولت الارتباط بالغرب من خلال اتفاقية تعاون مع الاتحاد الأوروبي.

وفى عام ” 2013 ” مارست موسكو ضغوطاً اقتصادية هائلة على كييف العاصمة الأوكرانية، قام على إثرها الرئيس الاوكرانى “يانوكوفيتش” تجميد اتفاقيه الاتحاد الأوروبي، وهو ما أدى لقيام معارضات وفى بالأخير الى روسيا فى عام “2014” ، وكانت اوكرانيا فى هذا الوقت بلا سلطة بعد فرار رئيسها إلى روسيا وهو الأمر الذى استغلته روسيا وضمت جزيرة القرم لها ، مع حشد قوات عسكريه منطقة الدونباس الغنية بالفحم شرقي أوكرانيا من أجل انتفاضة، كما أعلنت جمهوريتان شعبيتان في دونيتسك ولوهانسك، يترأسهما روس، وكانت تلك الأفعال الروسيه بداية الحرب الحقيقة وغير معلنه بشكل صريح .

وردت أوكرانيا على تلك الانتهاكات بحقها بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية بها ، حيث أطلقت عمليه عسكريه بها اسمته حرب على الإرهاب، وأثناء لقاء الرئيس الروسى ونظيرة الاوكرانى فى ذات العام على هامش احتفال بمرو”ر 70 ” عاماً على يوم الإنزال على شواطئ نورماندي بوساطة المانيه وفرنسية، تم عقد صيغة تعرف بصيغة نورمادى

وعقب توقيع الاتفاقية ظهر للنور حرب بالوكالة والحقيقة أنها لا تزال مستمرة حتى اليوم ، وهيا الحرب التى شنتها الانفصاليون هجوما على كييف ، وتم عقد اتفاقيه أخرى بعد هزمية أوكرانيا فى هذا الهجوم وعرفت باسم
“مينسك 2″، وهي اتفاقية تشكل إلى اليوم أساس محاولات إحلال السلام، وما تزال بنودها لم تنفذ بالكامل بعد.
فى السياق ذاته ظهر بصيص من الامل بعام “2019 “عندما تم توثيق نجاح بسحب جنود من الجهتين ، لكن منذ قمة النورماندي لم تحصل أي لقاءات، ولعل ذلك لأن “بوتين ” لا يرغب في لقاء شخصي مع الرئيس الأوكراني الحالي، “فلودومير زيلينسكي” ، لأنه من وجهة نظر موسكو لا يلتزم باتفاق مينسك، وفى ديسمبر عام “2021” الى الان ، يطلب الرئيس الروسي بشكل علني من الولايات المتحدة ألا تسمح بانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو أو تتلقى مساعدات عسكرية، لكن الحلف لم يرضخ لهذه المطالب.

Exit mobile version