المفتي: الله عز وجل حفظ مصر في أصعب الظروف من الضياع
teem2
متابعه تريزا حشمت
أكد فضيلة الدكتور” شوقي علام” -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الله عز وجل قد حفظ مصر في أصعب الظروف من الضياع، وأن جند مصر هم خير أجناد الأرض; لأنهم في رباط إلى يوم القيامة.. مشيرا إلى الوصية النبوية بأهلها; لأن لهم ذمة ورحما وصهرا.
وأفاد مفتي الجمهورية بأن هذه أمور تتابع على ذكرها وإثباتها أئمة المسلمين ومحدثوهم ومؤرخوهم عبر القرون سلفا وخلفا; انطلاقا من الأدلة الشرعية الصحيحة والثابتة في ذلك، فضلا عن ذكر مصر في القرآن بشكل صريح أكثر من 30 مرة، ومرات عديدة تلميحا.
وتطرق فضيلة” شوقي علام” في تصريحات اليوم /الأربعاء/ إلى الحديث عن ظاهرة الكسوف والخسوف، قائلا إن: ” السيدة مارية رضي الله عنها بعد إسلامها وزواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم ولدت له سيدنا إبراهيم وكان يحبه حبا جما، ولكن توفاه الله عز وجل لحكمة منه”.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى حدوث هذه الظاهرة بسبب موت إبراهيم، قائلا: .إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فصلوا/ متفق عليه.. وهذا لا ينفي حدوث المعجزات للأنبياء، ولكن أراد النبي أن يوضح أن الظواهر الكونية تحدث نتيجة قوانين إلهية ثابتة.
واستعرض مفتي الجمهورية نماذج من رحمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ضوء السيرة النبوية المشرفة، فقد كان صلوات الله وسلامه عليه رحيما بالصغار، فعن أنس رضي الله عنه قال: دخلنا مع رسول الله على إبراهيم وهو يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله تذرفان، فقال عبد الرحمن بن عوف: وأنت رسول الله?! فقال: .يا ابن عوف، إنها رحمة/، ثم قال: .إن العين لتدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون/ (رواه البخاري ومسلم).
وتابع مفتي الجمهورية: وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمنا من هذا الموقف وغيره الرضا بقضاء الله عز وجل، وضرورة الصبر عند الشدائد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خيرl، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن; إن أصابته سراء شكر، فكانت خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكانت خيرا له” رواه مسلم.
وحول الابتلاء الذي يصيب الإنسان أكد مفتي الجمهورية أن النص الشرعي يبين أن المسلم بين دائرتين; دائرة الشكر ودائرة الصبر; لذا فالإنسان مبتلى في الكون.
ولفت مفتي الجمهورية النظر إلى أن لمصر في الإسلام فضلا عظيما; حيث عدد العلماء مواضع ذكر مصر والثناء عليها في نصوص القرآن والسنة، برغم ذكر بلدان أخرى في القرآن والسنة مثل سبأ ومدين وغيرها، إلا مصر لها خصوصية واضحة; وهذا ما يفسر اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بإبراز مكانة مصر والمصريين والوصية لهم بالإحسان والمعاملة الطيبة; حيث بين الحكمة من ذلك بقوله: فإن لهم ذمة ورحما/ أو قال: ذمة وصهرا/ “صحيح مسلم”، قاصدا بالرحم السيدة هاجر، وبالصهر السيدة مارية رضي الله عنهما.