Site icon جريدة الدولة الآن

المفتي: ترك الساحة الدولية فارغة للمتطرفين خطأ فى حق الدين والوطن

 متابعه تريزا حشمت

قال فضيلة الدكتور “شوقي علام” مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: “إنه أصبح لزاما أن يكون الإسلام الصحيح فاعلا اليوم في العلاقات الدولية، كما يجب أن يتم تحديد من هم علماء الدين الثقات الذين يجب أن يتحدثوا باسم الإسلام”، مؤكدا أنه من الخطأ في حق وطننا وديننا أن نترك للمتطرفين الساحة الدولية فارغة يشوهون فيها صورة الإسلام والوطن.

وأضاف مفتي الجمهورية خلال المحاضرة التي ألقاها فضيلته في جامعة “أكسفورد” العريقة التي تعد أقدم جامعات بريطانيا السبع العتيقة، وأقدم جامعة في العالم الغربي المتحدث بالإنجليزية، وذلك ضمن زيارته الرسمية إلى بريطانيا التي بدأت، يوم الأحد، الماضي “للأسف في كثير من الأحيان تستسلم وسائل الإعلام الغربية لخطاب المتطرفين من التيارات المتشددة، الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، لذا فإنه قد حان الوقت ليعلو صوت العلماء الوسطيين الثقات”.

وأكد فضيلة المفتي أنه على وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية، وحكومات العالم أن تكون أكثر تدقيقا عند تعاملها مع علماء الدين، حتى يتغلب صوت الاعتدال والوسطية على الأقلية الذين ينتمون إلى الأفكار المتطرفة، مشيرا إلى أنه من خلال القيام بذلك يمكن للإسلام الصحيح أن يسكت الأقلية المتطرفة.

وأضاف فضيلته: “لقد حان الوقت للحديث عن هذا السؤال: من له الحق في التحدث باسم الإسلام لأنه الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها توفير فهم للإسلام مرتبط بالأصل ومتصل بالعصر، ومعارض في نفس الوقت للإرهاب والعنف “.

وأوضح فضيلته أن الأزهر هو المؤسسة الدينية التعليمية الكبرى في العالم، مبينا أن دار الإفتاء المصرية هي الصوت المرجعي لإصدار الفتاوى في مصر والعالم الإسلامي، وأن الدار تصدر قرابة المليون ونصف المليون فتوى كل عام باثنتي عشرة لغة مختلفة.

ولفت فضيلته إلى أن إصدار الفتاوى من أهم الخطوات للفهم الصحيح للعلاقة بين الإسلام والعالم الحديث وليس كما يفهم البعض في الغرب أنها مجرد أحكام سياسية من قبل قادة الدول، مشيرا إلى أن الدين جاء لتحقيق مجموعة من المقاصد على رأسها عبادة الله والتزكية الروحية وعمارة الأرض وتحقيق الاستقرار، وهو ما يجعل الدين قادرا على توفير حلول لمواجهة التحديات التي تواجه العالم، مشددا في الوقت ذاته على أنه لا بد أن يطلع المفتي على الواقع المعيش، مشددا أن الفتوى والمفتي بمثابة جسر تواصل بين ما يملكه الفقيه من معرفة شرعية وبين أدوات عصرنا المعيش فيه.

وحول بناء السلام العالمي والحوار المشترك، أكد فضيلته أنه من اللازم المشاركة والمساهمة في إنتاج ثقافة سلام عالمية على نحو فعال ومتقدم، مؤكدا أن هناك حاجة ماسة لجعل الحوار بيننا شاملا ومتعدد الأوجه ليشمل الخطابات العلمية والثقافية والاقتصادية والتكنولوجية، مضيفا: “يجب أن تكون هناك روابط أقوى بين الجامعات البريطانية والمصرية والمعاهد البحثية والطلاب “، مشددا على أن تبادل المعرفة بين الشباب هو الطريق المضمون من أجل تحسين قيم التسامح بين الجيل القادم من القادة في كلا الجانبين.

وأوضح فضيلة المفتي أن دار الإفتاء المصرية حريصة أشد الحرص على التواصل مع المسلمين في كافة أنحاء العالم وبناء جسور التواصل، لذلك عملت على تحقيق طفرة كبيرة في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، وخوض غمار مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بلغ عدد متابعي الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على “فيس بوك” أكثر من 12 مليون مستخدم، وكذلك استخدام تطبيقات الهواتف الذكية لتلقي الأسئلة والإجابة عنها، وكان آخرها تطبيق “فتوى برو” الذي يخدم المسلمين في الغرب ويتلقى تساؤلاتهم من مختلف دول العالم ويتم الرد عليها بلغات مختلفة مع مراعاة السياقات المجتمعية في البلدان التي تأتي منها الأسئلة.

ولفت فضيلة المفتي النظر إلى أن دار الإفتاء حريصة كذلك على التعاون مع كافة دور وهيئات الإفتاء على مستوى العالم، ومن أجل ذلك أنشأت في عام 2015 كيانا دوليا هو “الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم” لتكون مظلة جامعة لمفتين من أكثر من 80 دولة، حيث نتعاون معا من أجل وضع حلول للتحديات التي نواجهها ومستجدات العصر.

كما تحدث فضيلته عن إنشاء الدار لمركز “سلام” لدراسات التطرف، وهو ضمن مجهودات الدار في مواجهة التطرف والإرهاب، وقدم شرحا حول فكرة المركز ودوره إذ يعد منصة بحثية وأكاديمية تعمل تحت إشراف الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ودار الإفتاء المصرية، ويعنى بدراسة وتحليل ومعالجة ظاهرة التطرف باسم الدين، ويرتكز مركز سلام على أسس علمية في تعميق المناقشات العامة والأكاديمية والدينية المتعلقة بقضية التشدد والتطرف، ودعم عملية صنع السياسات الخاصة بعملية مكافحة التطرف وقاية وعلاجا.

وعقب انتهاء محاضرة فضيلة المفتي بجامعة أكسفورد قام فضيلته بجولة داخل إحدى مكتبات الجامعة العريقة، كما تفقد معرضا ضم صورا لكبار الشخصيات التي تخرجت في جامعة أكسفورد، وكذلك الشخصيات العالمية التي زارتها، ومن بينها شخصيات عربية مهمة، وأثنى فضيلته على احتفاظ المكتبة بعراقتها التاريخية.

جدير بالذكر أن مفتي الجمهورية يقوم بزيارة رسمية إلى بريطانيا منذ، يوم الأحد الماضي، بدعوة رسمية من مجلسي العموم واللوردات البريطاني، حيث ألقى فضيلته كلمته التاريخية أمام المجلسين، كما الrتقى وزير الدولة بالخارجية البريطانية، وألقى محاضرة بمركز سيفيتاس للأبحاث بلندن، كما التقى عددا من السياسيين ورجال الدولة بالمملكة المتحدة، وكذلك رموز الجالية المصرية في بريطانيا.

Exit mobile version