Site icon جريدة الدولة الآن

مصر تطلق منظومة تعليم جديدة وتخلق أجيالا واعية

 كتبت : فاطمة إكرامي

استمرارا للجهود العظيمة التى تقوم بها الدولة للإرتقاء بمستوى التعليم فى مصر ، فقد سعت الحكومة المصرية لبناء نظام تعليمى جديد ، واتخاذ خطوات جادة لتطوير منظومة التعليم فى مصر ، وذلك بعد أن أصبح النظام التعليمى الحالى غير مؤيدا للهدف المطلوب منه ، نتيجة زيادة الإهتمام بالدرجات والمؤهلات والمقعد الجامعى على حساب التعلم ، وضعف القيم والولاء والهوية المصرية لدى الجيل الجديد بالإضافة لتراجع مستوى الخريجين ،حيث أصبحت الجامعات تستقبل مئات الآلاف من الطلاب سنويا دون مستوى تعليم جيد ، وخصوصا بعد اهتمام المدارس بالتلقين والحفظ فقط دون خلق مهارات حقيقية للطالب يستطيع من خلالها النهوض بمجتمعه ، وشيوع الثقافة العامة للتعليم الحالى والتى تبحث عن الدرجة والمجموع فقط ، وسار هذا هو الدافع الأساسى لأولياء الأمور للضغط على أبنائهم الطلبة للحصول على الشهادة والمجموع ، ولكن نحن لا نريد من التعليم فى مصر شهادة فقط دون مهارات حقيقية ، فالدول الناجحة تحتاج للإثنين معا ، لتخترق الحواجز وتتسابق مع الدول الأخرى التى طورت نظام تعليمها كسنغافورة وكوريا وأندونسيا.

كما بدأت الدولة فعليا باتخاذ قرارات واتجاهات وأسس اتجاه خطة تطوير نظام التعليم وتطبيق النظام الجديد لتطوير الهيكل التعليمى بأكمله ، وانطلقت بخطتها نحو الجمع بين أمرين هامين وهما بناء المستقبل وتحسين الحاضر ، فتحسين الحاضر ينحصر فى مجموعة سنوات تبدأ من مرحلة الإبتدائى وحتى الثانوية العامة، حيث تم تطبيق مناهج جديدة تماما وطرق تدريس مبتكرة بمرحلتي (رياض الأطفال ، أولى ابتدائى) ، ليتعود الطفل منذ الصغر على إلغاء فلسفة الحفظ والتلقين من زاكرته ، ويكون شخصية مبتكرة ، مفكرة وطموحة ، تستطيع حل المشاكل والتفكير خارج الصندوق ، وسيتم تقييم الطلاب من خلال تطبيقات بسيطة تقيس مستوياتهم العلمية وكشف نقاط القوى والضعف لدى كل طالب ، ويدرس الطالب مواد متصلة ببعضها البعض كمواد تجمع اللغة العربية بالمفاهيم العلمية والرياضية والفنية والمهارية ، فى حين سيتم عقد الإمتحانات المنفصلة كالعلوم وغيرها ابتداءا من المرحلة الإعدادية.

وفيما يخص نظام الثانوية العامة فسيتم إلغاء النظام الحالى لعدم تمثيله تقييما حقيقيا لمستوى التعليم ، وإطلاق النظام الجديد والذى يتضمن تسليم كل طالب جهاز “تابلت” مجانا يشتمل على المنهج ومن خلاله سيؤدى الطالب الإمتحانات ، وسيتم توزيع الكتب مع “التابلت” حتى لا ينتقل الطالب فجأة من نظام التعليم الورقى للإلكترونى ، على أن لا يتم تغيير مناهج نظام الثانوية ، بل سيتم تغيير طريقة التقييم والإمتحانات فقط ، وستصبح الإمتحانات عبارة عن “12” إمتحانا يؤديهم الطالب خلال الثلاث سنوات ، ويختار منهم الطالب أفضل أربعة امتحانات فى الدرجات الحاصل عليها ، ليصبح لدى الطالب أكثر من فرصة للتعويض ، بدلا من أن يكون أمامه فرصة واحدة مثل نظام الثانوية العامة المعتاد عليه ويتحدد مصيره وفقا للإمتحان الذى يؤديه مرة واحدة ، وستنعقد الإمتحانات إلكترونيا من خلال إرسال الأسئلة مباشرة من بنك الأسئلة للطالب عبر “التابلت” ، وبذلك تتمكن الوزارة من السيطرة على الغش وتسريب الإمتحانات ،بالإضافة إلى أن الإمتحانات ستعتمد على الفكر والتحليل والإبداع وقياس المهارة لدى الطالب.

كما أطلقت الحكومة حملات توزيع “التابلت” بجميع مدارس محافظات الجمهورية على أن تكون أولى المحافظات المستلمة للتابلت هى (بورسعيد ، الإسماعيلية ،السويس) ، ومن المقرر أن تعقد الحكومة امتحانا تجريبيا لطلاب الصف الأول الثانوى من كتاب الوزارة والموضوعات التى درسها الطلاب خلال الترم الأول ، وذلك يوم 13/1/2019 وحتى 24/1/2019 ، بالإضافة لعقد امتحانا تجريبيا ثانيا بنهاية شهر مارس المقبل.

وبختام القول فنحن نأمل أن يحقق نظام التعليم الجديد الأهداف المطلوبة وتسير الخطة وفقا لما هى مقررة عليه ، وعدم تعرضها لأي عقبات أو تأخيرات من قبل الوزارة أو الجهات المعنية بإطلاق نظام التعليم الجديد فى مصر لكي نستطيع بالفعل أن نخترق الحواجز ونتسابق مع الدول المتقدمة فى مجال التعليم ونستطيع خلق أجيال واعية وعلى قدر عالى من الكفائة ولديها القدرة على النهوض بمجتمعها.

Exit mobile version