فى الذكرى ال”٤٩” لحرب أكتوبر المجيدة تعرف على قصة البطل ” باقى يوسف “«مدمر خط برليف »
جريدة الدولة الآن
تقرير / ياسمين عبدالله
لا زالت مصر تحتفل كل عام بنصرها المجيد بحرب السادس من أكتوبر وأبطاله العظام، والتى لولاهم ما سجل التاريخ هذه الملحمة المشرفه، ومنهم بطلنا الهمام اللواء “باقى زكى يوسف ياقوت” ، والملقب بمدمر خط بارليف ، فما هى قصة البطل المقدام .؟
ولد “باقى ” بالقاهرة فى الثالث والعشرين من يوليو سنه “١٩٣١” ، وتابع مسيرته التعليمية إلى أن تخرج من كلية الهندسة قسم الميكانيكا سنه “١٩٥٤” ثم انضم للقوات المسلحة كظابط مهندس فى سلاح المركبات، ثم انتدب للعمل فى مشروع السد العالي منذ عام “١٩٦٤” وحتى عام “١٩٦٧” ،وبعد ذلك عين رئيسا لفرع برتبة مقدم فى الفرقة “١٩” مشاة بالجيش الثالث الميدانى. وبالتحديد فى عام “١٩٦٩” صدر لهم تعليمات بالعبور من الساتر الترابى ،وكان قد تعين عليهم فى ذات الوقت تفجير ذلك الساتر الترابى باستخدام المتفجرات والألغام ولكن سرعان ما تخاطرت الفكرة ببال بطلنا” باقى” بإستخدام مدافع المياة والمضخات لإقتحام وتجريف خط بارليف، وقد اكتسب اللواء ” باقى ” هذه الفكرة عندما كان منتدبا بالعمل بمشروع السد العالى حيث كانوا يستعملون المياه المضغوطة فى تجريف جبال الرمال وسحبها وشطفها فى أنابيب مخصوصة عن طريق طرومبات لإستغلال مخلوط المياة والرمال فى عملية بناء السد العالى بمحافظة أسوان . حيث قرر البطل عرض الفكرة على أحد رؤسائة ثم وصلت الفكرة للرئيس ” جمال عبد الناصر ” فى غضون “12” ساعه، وطالب الرئيس ” جمال ” بدراسة الفكرة أولا ثم تطبيقها فى حال نجاحها، وبالفعل تمت دراسة الفكرة من جميع النواحى وقامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بعمل أول تجربة فى حلوان على ساتر ترابي من صنع ايديهم ،ثم عمل “300” تجربة أخرى على جميع انواع الأراضى والطلمبات، ثم تم عمل بيان عملى فى جزيرة البلاح على ساتر ترابي داخل القناة مشابهه تماما للموجودة فى الضفه الشرقيه ، وفى تمام ساعة الصفر بدأت تنفيذ الفكرة المعنية وبالفعل تم فتح الثغرة فى” ثلاث ” ساعات فقط، باستخدام طلمبات ماصة كابسة تثبت على زوارق خفيفه فىى القناة وذلك لسحب المياة وضخها فى الثابت الترابى ،والتى كانت ستسغرق فتحها “15” ساعة بالمفرقعات حيث،و تم فتح حوالى”75٪” من الممرات بحلول الساعه” العاشرة” مساء من ذات اليوم، وتخلف اثر ذلك انهيار بما يقدر ب”90000″ متر مكعب من الرمال لقاع القناه، وعبرت اول مدرعه بحلول الساعة الثامنه والنصف ، حيث كانت هذه الفكرة تمثل مفتاح النصر فى هذة الحرب ومن دونها لكان من الصعب اقتحام خط بارليف. كما ساهمت هذه الفكرة العظيمة فى إنقاذ حياة “12” ألف جندى مصرى من الموت المحقق الذين كانو سيتعرضون له فى حال استخدام المتفجرات لإقتحام الساتر الترابى ،ولذلك تم تسجيل الفكرة بإسم البطل ” باقى يوسف ” لحفظ الحقوق المعنوية . تقاعد اللواء” يوسف باقى ” من الجيش بعام “1984” برتبة لواء، وفى فبراير “1974” منحة الرئيس ” انور السادات ” نوط الجمهورية العسكرى من الدرجة الأولى عن أعمال قتال استثنائية تدل على التضحية والقتال والشجاعة الفائقة فى مواجهة العدو بميدان القتال بحرب “73” ، كما تم منحة وسام الجمهورية من الدرجة الثانية من الرئيس المصرى ” محمد حسنى مبارك ” سنه “1984” وذلك بمناسبة إحالته للتقاعد ووافته المنية فى الثالث العشرين من يوينو عام “2018” عن عمر يناهز “87” عاما .