هشام عامر يكتب..(ماخفي كان أعظم)..مابين النصر الجليل ونساء سيناء “فرحانة وفوزية”
جريدة الدولة الآن
كتب: هشام عامر
بسم الذي رفع السماء بناءَ نلنا انتصارا في الوجود أضاءَ لنا انتصارا للعبور أحلّهُ في العالمين مكانه الوضّاءَ قالوا ابن مصر يداه تقصُر أن ترى ما كان من بارليف عزّ وطاءَ فيه الحصون موانع لا ترتقي أو تقتفي أثرا ثري وسماءَ.
وما يطيب لي البدء في الحديث عن نصر اكتوبر العظيم، إلا بتلك الأبيات التي تُدوّي حروفها في قلب كل مصري متمعّن في معانيها الأخّاذه، نعم.. فهي التي تمدح وتسرد أوصاف وطننا وأبنائه البواسل.
ولكن دائما ما نتحدث عن ذلك النصر الكبير لوطننا من جانب واحد فقط، هو الجَليّ للجميع، بينما تناسينا أن “ما خفي كان أعظم”، أجل.. فهناك شئ عظيم أيضاً يخفىٰ عنه الكثير والكثير من الناس، والجميل أن ذلك الجانب المجهول أبطاله نساء مصريات بواسل كما الرجال.
فرحانه وفوزية.. هُنّ الذين مثلا جزءاً من دور المرأة السيناوية على الجبهة في سيناء، وذلك من تغذية وتمريض واستطلاع ومشاركة في أعمال الفدائيين، فغالبية نسوة سيناء قمن بتهريب الفدائيين وعلاجهم ومساعدتهم في الوصول إلى الأراضي المصرية من خلال طرق لم يعرفها العدو، ولا يعرفها إلا البدو.
ومن الجدير بالذكر، أنْ كان من المشاركات في العمليات الفدائية “فرحانه حسين”و “فوزيه محمد”، فهاتين السيدتين، قُمن بعمل بعض العمليات التفجيرية التي ساعدت الجيش المصري في حركته داخل الصحراء السيناوية، لا تندهش.. فذلك نموذجاً بسيطاً لما قامت به نساء سيناء في نصر وطننا الجليل.
وفي سياق متصل، نفذّت “فرحانة” أول مساعداتها بعملية تفجيرية لقطار في العريش، زرعت به قنبلة قبل لحظات من قدوم القطار، الذي كان محملًا ببضائع لخدمة الجيش الإسرائيلي وبعض الأسلحة وعدد من الجنود الإسرائيليين، وفي دقائق معدودة كان القطار متفجرًا بالكامل.
هذا وقد توالت عمليات بنت سيناء بعد ذلك، وكانت تترقب سيارات الجنود الإسرائيليين التي كانت منتشرة هناك آنذاك، وقبل قدوم السيارة تشعل فتيل القنبلة، وتتركها بسرعة أمام السيارة التي تتحول في لحظات إلي قطع صغيرة محترقة.
وعلي صعيد آخر، في جيل “فرحانة” كانت “فوزية”، التي نفذت عمليات فدائية مع أخيها “أحمد الهشة” وزوجها “سعيد أبوزرعي”، والذين كانوا يزرعون عدد من الألغام في طريق الجورة، إذ تمرّ سيارة الدورية الإسرائيلية فكانت تأتي على الألغام وتتفجر في الحال.
ألم أخبرك بأن ما خفي كان أعظم، في حين أن كان رجال مصرنا الأبية يضحون بحياتهم من أجل حرية ذلك الوطن وتلك البقعة الصفراء علي أطرافه، كانت نساء سيناء أيضاً أحد الداعمين لهم بكل بأس وشجاعة، لم يهابوا عدوهم الصهيوني ولم يتركوا الرجال في مهبّ الرّيح بمفردهم، إنه لدرسٌ كبير لجميع الأمة في زمننا الحالي الذي تفانت فيه الشجاعة والقيم والمبادئ.