شهدت مصر أبطالاً عديدة أثر المجاهده ضد الدخلاء ، منهم من صنع له يوماً خاصاً لاستشهاده ك “عبد المنعم رياض” وسمى هذا اليوم بالشهيد ، تخليداً لذكراه ، حدده الرئيس “جمال عبد الناصر” في اليوم “التاسع”عام “١٩٦٩”، مع منحه نجمة الشرف العسكرية التى تعتبر أكبر الأوسمة بمصر.
نشأ”عبدالمنعم رياض” بقرية سبرباى بمدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية ، وجده “عبد الله طه” كان أحد أعيان الفيوم ، أما والده “محمد رياض” كان قائد بلوكات طلبة الحربية وتخرج على يده العديد من القادة العسكريين.
تعلم “رياض”في كتاب قريته بجانب حصوله على الثانوية بمدرسة الخديوي إسماعيل ، درس الطب لرغبة أسرته ، فتركه للذهاب للكلية الحربية التى حلم بها ، خرج منها برتبة ملازم ثان عام “١٩٣٨” ، وعام “١٩٤٤” حصل على الماجستير في العلوم العسكرية بترتيب الأول ، كما تحدث العديد من اللغات هما (الانجليزيه ، الفرنسية ، الألمانية ، الروسية) بجانب العربية ، ودرس الرياضيات البحته ثم أكمل تعليمه بأكاديمية ناصر العسكرية بأخذ الزمالة بها عام”١٩٦٦”.
شارك في العديد من الحروب ك (العالمية الثانية) أمام إيطاليا وألمانيا ، وكان الرابط بين مصر وفلسطين أثناء جهادهم ، فمنح وسام الجدارة الذهبى لقدراته ، قاد مدرسه المدفعية المضادة للطائرات بالإسكندرية ، كما ذهب فى بعثة تعليمية للاتحاد السوفيتي للاتمام دورته التكتيكية فأتمها عام “١٩٦٤”، مع تعينه رئيساً لأركان قيادة الحرب الموحدة فبرز دور فريقه داخل حرب الاستنزاف فى التصدى للمعارك ،ك (رأس العش) التى منعت إسرائيل من فرض سيطرتها على بورفؤاد بمصر ، كما دمر المدمرة إيلات الإسرائيلية ، بجانب تصميمه لخطة حرب اكتوبر .
وخلال حرب الاستنزاف وإشراف فريقه على تدمير خط بارليف الذى بدأ يوم “الثامن” من مارس “١٩٦٩”،بعد سعات قليله من هجومهم تدمر بضعة اجزاء من الخط ، وفى صباح اليوم التاني توجه بنفسه ليرى نتائج المعركة ، فذهب للموقع “السادس”تحديداً الذى كان قرب القوات الإسرائيلية فكانت آخر لحظات حياته ، بعد أن انهال العدو بإطلاق النار عليهم لساعة ونصف ، قد استشهد بعد قضاء “٣٢” بعمل بالجيش مدافعاً عن بلاده.
كرم “عبدالمنعم “للعديد من إنجازاته ، فمنح (ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ، وسام نجمة نجمة الشرف ، وسام الجدارة الذهبية، وسام الأرز الوطني كظابط بلبنان ، وسام الطبق الأردنى طبقة اولى).
خلدت ذكراه اليوم فكل عام بمثابة يوم استشهاده ، فأطلق اسمه على العديد من الميادين ليس بمصر فقط بل وصل إلى الأردن والكويت وليبيا وسوريا ، كما سميت العديد من المدارس به ، وله مسجدين كبار بالإسكندرية والغردقة ، فيزكر فى كل مكان واثره عميق فى أنفسنا .