Site icon جريدة الدولة الآن

افتراش الأمهات الأرصفة بحلول إمتحانات نصف العام

كتبت : أسماء البردينى

التوتر .. القلق.. الخوف.. الانفعال كلها كلمات تظهر وتنتشر وبشدة في موسم الامتحانات وتعتبر هي القاسم المشترك في معظم الأسر المصرية التي يستعد أبناؤها للامتحان .. لكن هناك بعض الأسر ترفض التوتر وتجتهد ألا تمارس ضغوطاً علي أبنائها وتعتبر الامتحانات شيئا عاديا في الدراسة.
وتسود حالة من الطوارئ داخل المنازل عندما تقترب الامتحانات ، حيث يجد أولياء الأمور بأنها فترة عصيبة، يمكن لأبنائهم أن يحسنوا من أدائهم ومراجعة موادهم للخروج بمستوى متقدم، فيما يرى الأبناء أن ضغوط الأهل تشكل لديهم حالة من التوتر والقلق، معتبرين أنها مرحلة تمر بسلام ولا داعي لشد الأعصاب.
ولعل من أهم المظاهر التى تدعو للتساؤل والحيرة بالإضافة لما تقوم به كثير من الأمهات أثناء فترة الامتحانات، مثل زيادة وجبات الطعام لأبنائهن، وعزلهم عن العالم الخارجي، وتسخير وقتهم بالكامل للدراسة، معتبرة أن تلك التصرفات تشكل ضغطا نفسيا أكثر من الامتحان نفسه.هو رؤية الأمهات يفترشون الرصفة منتظرين أولادهم حتى الخروج من الإمتحان وهو مازال فى المراحل الأولى من مراحل التعليم فهل هذا معقول ؟هل نعود الطفل على التوتر والقلق وأن الإمتحان هو نهاية المطاف ويلزم أن يحقق النجاح وغن فشل فإنه يحرم من كل شئ،ولماذا تجلس الأمهات هكذا .هل رسالة ليطمئن الطفل ؟
وعند سؤال بعض الأمهات عن الامتحانات وحال الاسرة فى أيام الإمتحانات عموما فقالت “س.م”35 سنة أن أسلوب التعامل وقت الامتحانات يختلف حسب حالة الطفل ومستواه الدراسى وبالنسبة له فإن الأولاد يذاكرون وحريصون على التفوق بعكس البنات اللاتى يكرهن المذاكرة ولهذا تشد عليهن فى الأمتحانات وتمنعهن من مشاهدة التليفزيون أو الرغى فى التليفون والتوعد بكل أشكال العقاب حتى يهتموا ويذاكروا فإستعداد الأبناء أنفسهن هو الذى يجعل الأهل هادئين وقت الامتحان أو متوترين .

وقالت آخرى “منال .ح” لقد كنت دائما متفوقة فى دراستى وأردت لأبنتى أن تصبح مثلى فمارست عليها ضغوطاً نفسية عنيفة لدرجة أنها أصبحت لا تتحمل ألا تعرف حل سؤال أو تخطئ فى أى مادة والنتيجة للأسف أنها أصابتها حالة من الخوف الشديد جعلتها ترفض الذهاب للامتحان وبعد مجهود أقنعتها بضرورة الذهاب والا تخاف من أى نتيجة ووجدت أننى بدلاً من أجعلها متفوقة جعلتها متوترة قلقة لا تثق فى نفسى وبدأت بعد هذا الموقف تغيير طريقتى معها وأقنعتها أن المذاكرة ليست كل شىء وأنها طالما تبذل ما فى وسعها فعليها ألا تخاف ولا تتوتر وتطمئن أن الله سيكون معها وستكون امتحانات التيرم لهذا العام أول اختبار لأسلوبى الجديد والذى مازلت أشعر أنه لم ينجح فى إزالة مخاوفها التى زرعتها دون أن أشعر خلال سنوات.

ويؤكد التربوي الدكتور”عماد الدين خضر”، أن الأولاد في فترة الامتحانات يصيبهم ما يسمى “قلق الامتحانات”، ويكون على نوعين؛ الأول قلق محمود ويعمل على دفع الطالب وزيادة قدراته، أما الثاني فهو مثبط ويصيب بعض الأطفال، ويعمل على الحد من قدراتهم ودرجاتهم العلمية ، ولا يجوز في كل الأحوال والظروف، وخاصة في الامتحانات، كما يقول، أن يكون الآباء عنصر ضغط على الأبناء”، حيث يفترض من قبل الأهل أخذ الإجراءات والتدابير اللازمة قبل الامتحانات بأسبوعين، للحد من تلك الضغوطات.
د”مارى عبدالله ” أستاذ علم النفسى التربوى – جامعة عين شمس تحدثت قائلة: إذا تم التعامل مع الامتحانات على أنها فترة عادية فى الدراسة فسنحذف أهم جزء فى هذه الفترة يصيب التلاميذ بالغباء فالخوف والقلق والتوتر كلها عناصر تخلق تفكيراً مشوشاً مضطرباً حتى التلميذ المجتهد مع كثرة الضغوط تصيبه حالة من النسيان لهذا يجب الا نضخم من أهمية فترة الامتحانات وأن نتوقف عن ترديد عبارة ذاكر ذاكر لأن هذا الأجبار على المذاكرة يميت الدافع الأصلى لها فالرغبة فى التفوق تقوم على دوافع داخلية فى نفس الطفل وعلى الأسرة تنميتها لا القضاء عليها، ، فالطفل فى المرحلة الابتدائية يحتاج إلا نمارس عليه أى ضغط لكن أن نحفزه بأن نعده بعمل شىء يحبه بعد أن ينهى المذاكرة فذلك سيجعله سريع الأداء وعلى كل أم أن تدرك أنه من الصعب جداً أن تجبر ابنها على الجلوس على المذاكرة والتحصيل لأنه قد يجلس لكنه لن يحصل أى شىء والأفضل ألا نتعامل مع الامتحانات وكأنها سيف على رقبة أولادنا خاصة وأن بعض الأبناء يدركون مدى خوف الأهل خلال فترة الامتحانات ويبد أون فى المغالاة فى طلباتهم وهم على يقين من تنفيذ الأهل لأى شىء حتى يذاكروا وهذا خطأ لأن الامتحانات ليست هى الحياة وإذا لم تكن تربيتنا لأبنائنا بشكل صحيح فلن ينفعهم أن يحصلوا على أعلى الدرجات فى الأمتحان.

ولذا فعلى الطالب، قبل الذهاب إلى الامتحان، عليه أن يتناول وجبة خفيفة، وعصائر طبيعية، وأن يبتعد عن أي مصادر تُشتت فكره، وتُقلل من تذكّره المادة العلميّة، مثل الكمبيوتر أو تبادل الرسائل أو الدردشة الإلكترونية”. وننصح أولياء الأمور “بالسعي إلى تهدئة الابنة أو الابن، وإقناعه بأن يؤدي الامتحان، بغض النظر عن النتيجة التي سيحصل عليها، من دون اللجوء إلى تخويفه أو تهديده بالعقاب”.

Exit mobile version