Site icon جريدة الدولة الآن

بُعبع) الثانوية فكر لاينتهي.. وتحديات وأسرار وراء الكواليس

 

تقرير: منة الله شاهين

عام بعد عام والقلق والتوتر من الثانوية الأزهرية والعامة لا ينتهي كما أن البعض يطلق عليها (البُعبع)، لا يتوقف الجميع عن الإعتقاد بأنها هي التي تحدد مسار الطالب الإيجابي وإذا لم يلحق بالكليات المزعومة بالقمة لن ينجح في حياته وتتوقف عند هذا الحد، مع أن جميع الكليات متساوية ولكل شخص أهدافه وطموحاته، فلقد خلقنا الله متفاوتين في الصفات والطموحات كما يردد الجميع جملة (لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع)، والجهد كل الجهد فيما بعد على الطالب نفسه لا على أي شخص آخر ومن هنا يبدأ حياة جديدة بأهداف جديدة، إلى متى سيظل هذا الفكر موجود؟ وماهو إلا توفيق من عند الله.

تظهر حالات كثيرة لإغماء طلاب بعد أداء امتحان ما بسبب صعوبته ونسمع أكثر عن انتحار طالب أو طالبة لعدم تحصيل الدرجات العليا التي في مخيلاتهم، فلماذا يحدث ذلك الأمر؟، حقيقة أن طموحات الأباء تفوق قدرات الأبناء وأن الطالب في ذلك الوقت لايفكر إلا فيما سيحدث له من والديه، أو يعتقد أن حياته انتهت عند هذا الحد، لايفكر أبدا أن الله قد قدر له هذا الأمر، فلماذا نصل لذلك الحد المتدني في التفكير؟.

علمًا بأن حالات الانتحار تعكس وجود ضغوطات نفسية قد يعاني منها الطلاب من أسرته والمجتمع، مما تسبب القلق المستمر والتوتر، وتؤثر بالسلب على صحته العقلية والعاطفية، مما يزيد من احتمال ميول فكره للإنتحار في بعض الحالات، مما يجدر على المجتمع والمدارس والأسر الإدراك بهذه المشكلة، وتوفير الدعم النفسي والعاطفي اللازم للطلاب خلال هذه الفترة الحساسة.

على جانب آخر يوجد كثير من حالات الغش من الآباء لآبناءهم عند اللجان ولا يفكر أبدا أن هذا الفعل خاطئ، مجرد فقد أن يحصل ابنه على درجات عليا ليخبر الجميع بتفوقه، ولاينظر كيف حصل على تلك الدرجات لماذا كل هذا التضليل؟، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من غشنا فليس منا) وما بني على باطل فهو باطل، كما يوجد نوع غش آخر وهو الغش الإلكتروني وظهر كثيرا في الأواني الأخيرة ومنتشر بطريقة تخيف الجميع، ماذا يجني لكم من كل هذا؟ وماهي إلا مجرد سنة ويبدأ بعدها الطالب مرحلة أخرى معتمدة عليه وعلى أدائه.

خصوصًا في هذا العصر من التطور وظهور التكنولوجيا الحديثة، فإن الاتجاه انصرف للإلكترونيات وتعلم الوسائل الجديدة، وكله يعتمد على التجارب وتعلم الذات، أصبحنا في عصر التقدم التكنولوجي، وهذا لايغني عن أهمية وجود الأطباء والمهندسين في الحياة، فبوجودهم تستمر الحياة.

مع التحديات التي يواجهها الطلاب خلال فترة الامتحانات النهائية، يجب على المدارس والمجتمع توفير الدعم النفسي والعاطفي اللازم لمساعدتهم على التعامل مع الضغوطات بشكل صحيح وفعال، مع توفير بنية تحتية متطورة وبرامج تعليمية شاملة، حيث تسهم الثانوية العامة في بناء قادة المستقبل، وتحضيرهم لمواجهة تحديات العالم الحديث، تحقيقًا لرؤية تعليمية متكاملة.

كما أن المدرسة لها دور عظيم في تعزيز القيم الأخلاقية والمهارات الحياتية للطلاب، مما يسهم في بناء مجتمع متعلم يعمل على تحقيق التنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي، وبهذا تبقى الثانوية العامة ركيزة أساسية في مسيرة النمو الشخصي والمهني للشباب، ومحطة أساسية لتعزيز العلم والمعرفة، كمحرك للتغيير الإيجابي في المجتمع ومرحلة حاسمة في حياة الطلاب، حيث تمثل نقطة تحول مهمة نحو مستقبلهم الأكاديمي والمهني.

Exit mobile version