Site icon جريدة الدولة الآن

صرخت مواطن لا يسمعها تاجر

 

 

بقلم : نورهان أبوالمعالي

في ظل ‏الظروف الاقتصادية التي تعاني منها الطبقة الأدنى في مستوى المعيشة نظرًا للزيادة العالمية في مستوى الأسعار نرى بعض التجار تحتكر السلع الغذائية ليجد المواطن نفسه وسط زحام عقلي ونفسي بسبب عدم توافر مصدر دخل كافي للمعيشة وبين نقص في المواد والسلع الغذائية لقيام التجار بإحتكارها وركنها في زوايا المخازن .

‏الإحتكار هو قيام التاجر بحبس السلع وسحبها من السوق وقت الحاجه إليها لحين ان تكون قليلة أو نادره حتي يرتفع ثمنها ، فيقوم حينها بعرضها للبيعة مره أخري ، وهنا ‏لا يتضرر إلا المواطن البسيط فيجد نفسه عاجزًا عن تلبية إحتياجات أسرته ، وذلك علي الرغم من عمله طوال اليوم.

يعمل الإحتكار علي توسيع الطريق أمام الشركات التي تفرض هيمنتها بوضع سعر لا يتناسب مع المنتج فيجبر المواطن علي شرائها بغض النظر عن سعرها أو جودتها ، وذلك نظرًا لعدم وجود منتج بديل في الاسواق ، حيث يعد المحتكر المتحكم الوحيد في السلعة التي ينتجها ومن ثم تتعاظم أرباحه وذلك هو هدفه من الإحتكار.

نظرًا لان الإحتكار يهدد كيان ومكانة الدولة الاقتصادية كان لابد من وضع قوانين صارمة لمواجهة ذلك ولخلق توازن في الاسواق وإبعاد فكرة السيطرة علي السوق وتضخم الثروات الفردية علي حساب الطبقات الكادحة .

فتقوم وزارة الداخلية يوميًا بضبط العديد من جرائم الإحتكار ، وبرغم من ذلك هناك منطقة رمادية يتمكن التاجر من الافلات عن طريق الحزر وإخفاء بضائعه في أماكن تبعد عن متجره ووضع القليل منها للمواطن حتي يبعد الشك والنظر عنه.

وهناك من يحتكر العرض وأخر يحتكر الطلب فمن يحتكر العرض سواءً شركة او شخص يستطع السيطرة على إنتاج السلعة ومن ثم التحكم في سعرها، والعكس فيما يخص إحتكار الطلب حيث ينفرد مشتري واحد بشراء كامل السلعة في مواجهة البائعين.

كما يمكن ان تقوم الحكومة بالإحتكار ولاكن في هذه الحاله يختلف عن إحتكار التاجر ، فهي تقوم بتحديد الأسعار بناءً على معايير خاصة ، فقد تتعمد الدولة خفض الاسعار لتأمين المنتج للمستهلك والذي لا يستطيع شرائها بأسعار مرتفعة ، وقد يكون الإحتكار صادر عن طريق قرار قانوني أو جهة حكومية لمراقبة السوق ومنع المنافسة بين التجار والجحود علي المواطن.

تجدر الاشارة الى ان الإسلام نبذ وحرم الإحتكار ، فلا يعقل ان يستأثر شخص او شركة بالتحكم فيما سيأكله الناس او المتطلبات الاساسية لحياتهم ، وذلك لقوله تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ) ، كما ورد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة والتي تدل على تحريم الإحتكار.

لا نستطع ان نقول سوي انها حرب تكسر عظام الفقراء وإكتساح الاسواق مع إعلاء فكره البقاء للأقوى عن طريق الاقتصاد لا السلاح ، ومن ثم صار هناك من يحتكر العرض وأخر يحتكر الطلب ودافع الثمن هو المواطن.

Exit mobile version