كيف أبهرت فرنسا العالم بالأوليميباد الأسوأ تنظيماً ؟!
noor
كتب: هشام عامر
دائماً تلقي الفعاليات الدولية والعالمية إهتماماً كبيراً علي جميع المستويات، ولكن مع إغلاق ملف النسخة “33” من الأوليمبياد فى باريس، جاء الحديث عن تقييم هذه الفعاليات ولاسيما من الجانب التنظيمى وسط حالة من الصدمة لكل من لمس أرض مدينة النور الفترة الماضية، فعلى الرغم من الهالة التى رسمها البعض عن الإمكانيات الجبارة لفرنسا لتقديم نسخة غير مسبوقة من الألعاب الأولمبية، وتزامنها مع “مئوية” أول دورة قامت بتنظيمها، إلا أن الواقع جاء مختلفا جملة وتفصيلاً، حيث تعددت الأزمات والشكاوى سواء من التنظيم أو الإقامة أو جودة الخدمات.
حيث بدأت الإنتقادات وسهام النقد لنسخة باريس “2024” من أول حفل الإفتتاح الذى نال من النقد ما يكفى محليا ودوليا، وامتد ليشمل أزمات نهر السين الذى تم منع التسابق فيه بعد ثبوت تلوثه وعدم صلاحيته، واختلاط مياه الصرف الصحى التى أدّت إلى تلوّثه بشدّة، بالإضافة إلى إلقاء القمامة بداخله، بخلاف شكوى البعثات الرياضية المختلفة من عدم توافر الطعام الكافي والمياه داخل فنادق القرية الأوليمبية، واستخدام أسرّة من الكرتون المقوّى للنوم عليها، وبالرغم من أن اللجنة المنظّمة حاولت إخفاء الكثير من الحقائق منذ انطلاق المسابقة فى “26” يوليو الماضي، وإخفاء المشاكل التى واجهت كافة البعثات الرياضية من مختلف البلدان، إلا أنه أمام تكرار الشكوى لم يتمكّنوا من التكتم عليها أكثر من ذلك، وخرج الجميع عن صمته، متحدثاً عن معاناته فى القرية الأوليمبية المخصصة لإقامتهم سواء أبطالا رياضيين أو إداريين ومسئولين.
وفي سياق متصل كانت أكثر المشاهد العبثية التى جرى الكشف عنها ما واجهته بعثة منتخب أمريكا لكرة السلة عند وصولها، حيث فوجئت بالمستوى المتواضع لغرف الإقامة، سواء ضيق مساحتها أو الأسرّة المصنوعة من الكرتون، بالإضافة إلى عدم وجود مكيّفات وغياب النظافة، الأمر الذى دفع بلاعبى المنتخب الأمريكى إلى الإتفاق فيما بينهم على جمع مبلغ قدره “15 مليون” دولار، وهو قيمة إيجار فندق كامل من أجل البعثة كاملة، سواء اللاعبين أو الأجهزة الفنية والإدارية أو عائلاتهم التى حضرت من أجل مؤازرتهم طوال فترة المسابقة.
وفى نفس الوقت أصبح السبّاح الإيطالى “توماس تشيكون” حديث الصحافة العالمية خلال الفترة السابقة، بعدما التُقطت صورة له وهو ينام فى إحدى الحدائق العامة، وبرّر هذا الفعل أنه لم يتمكن من التأقلم مع الظروف المعيشية الصعبة التى تتواجد فى غرف القرية الأوليمبية، والتى لا تصلح للعيش فيها بسبب غياب النظافة، ووجود الحشرات والفئران المنتشرة فى كل مكان، بالإضافة إلى عدم وجود مكيّفات مع ارتفاع درجات الحرارة، والأسرّة غير المريحة.
كما كان “توماس” قد نجح فى الحصول على ميداليتين فى أوليمبياد باريس الحالي، ذهبية وبرونزية سباقات مختلفة فى السباحة، إلّا أنه خسر السباق الأخير له، ولم يتمكن من الوصول إلى النهائي، ليؤكّد أن عدم حصوله على الراحة اللازمة أثناء الليل هو الذى تسبّب فى خروجه وعدم تحقيقه ميدالية أخرى بسبب الإرهاق الشديد الذى يشعر به من عدم توفير سبل الراحة اللازمه.
ومن الجدير بالذكر، أنه كانت من المفارقات الغريبة التى حدثت أثناء منافسات ركوب الأمواج، ظهور حوت وسط الأمواج وبين المتسابقين، حيث قفز عالياً، ما أحدث الفوضى بينهم، ليخطف ظهور الحوت العناوين الرئيسية فى الصحف الأجنبية من جميع المتسابقين فى مختلف الجنسيات، ناهيك عن غير ذلك الكثير والكثير من المساوئ التنظيمية التي كُشفت وأطلق عليها الكثير بأنها عبثيات لم تُري من قبل في الأولمبياد ولم يتوقع حدوثها من دولة كفرنسا.