Site icon جريدة الدولة الآن

جهود مصر والأردن في حماية البيئة من خلال مشروع “الملاذ الأمن”

 

تقرير : عبدالرحمن محمد

تعد البيئة أحد أهم الأركان التي ترتكز عليها صحة الشعوب ونمو المجتمعات، فهي ليست فقط مهد الموارد الطبيعية بل أيضًا موطن التنوع البيولوجي الذي يجب الحفاظ عليه ، ويأتي الاهتمام بالبيئة في سياق الجهود العالمية للحفاظ على الأرض وتحقيق التنمية المستدامة فحماية البيئة تعني ضمان الاستدامة لمواردنا الطبيعية للأجيال القادمة، حيث تتطلب الأوضاع البيئية المتدهورة اليوم تحركًا فعّالًا من جميع الأطراف، سواء كانت حكومات أو مؤسسات أو أفراد.

تسعى العديد من الدول إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، من خلال تنفيذ مشاريع تهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي والتقليل من المخاطر البيئية،ومن بين هذه الجهود، تبرز الشراكة بين جمهورية مصر العربية ودولة الأردن الشقيقة، التي أثمرت عن مشروع “الملاذ الآمن للحياة البرية” بمحمية وادي الريان، هذا المشروع يمثل خطوة رائدة نحو تعزيز التعاون في مجال حماية الطبيعة والاستثمار البيئي بين البلدين.

في هذا السياق، تم عقد اجتماع بين الدكتورة “ياسمين فؤاد” وزيرة البيئة ومحافظ الفيوم، والأميرة “عاليا بنت الحسين” عبر خاصية الفيديوكونفرانس، وقد ناقش الاجتماع مستجدات الاستثمار البيئي بالمحميات الطبيعية في مصر، وتحضير المشروع الذي يهدف إلى توفير ملاذ آمن للحياة البرية، مما يعكس اهتمام الطرفين بالمحافظة على التنوع البيولوجي في المنطقة.

تمتد جهود المشروع لتشمل العديد من المحاور، بدءًا من تقييم الأثر البيئي واحتياجات المياه للبحيرات الصناعية، وصولاً إلى الجوانب المالية والتخطيطية، وقد أكدت وزيرة البيئة على أهمية هذا المشروع كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة، بالإضافة إلى توفير فرص عمل جديدة للمجتمعات المحلية، المشروع يعد الأول من نوعه في مصر، مما يجعله نموذجًا يحتذى به في الدول الأخرى.

الأميرة “عاليا بنت الحسين” أبدت دعمها لهذا المشروع، مشيرة إلى أهمية التعاون بين مصر والأردن في مجالات حماية البيئة، هذا التعاون يعد خطوة استراتيجية نحو تعزيز السياحة البيئية وتحسين الوضع الاقتصادي في المنطقة كما أن المشروع يهدف إلى خلق نوع جديد من السياحة البيئية التي من شأنها جذب الزوار وتوفير فرص عمل.

ولا يقتصر المشروع فقط على حماية الحيوانات المعرضة للخطر، بل يسهم أيضًا في تعزيز الشراكات مع المؤسسات الدولية، مثل مؤسسة “Four Paws”، التي تتمتع بخبرة واسعة في إنشاء الملاذات الآمنة، هذه الشراكات تعكس أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات البيئية، مؤكدة على ضرورة استدامة المشروع من خلال تمويله بالشكل الملائم.

من ناحية أخرى، أكد محافظ الفيوم على أهمية مشروع “الملاذ الآمن” في تعزيز التنمية الاقتصادية والسياحية، حيث يساهم في خلق فرص عمل جديدة ودعم المجتمع المحلي، معربا عن استعداد المحافظة لتقديم الدعم اللازم لتحقيق أهداف المشروع، وأهمية استدامته لتحقيق النتائج المرجوة.

يجسد مشروع “الملاذ الآمن” بين مصر والأردن نموذجًا للتعاون البيئي الذي يمكن أن يُحتذى به في مختلف أنحاء العالم، ولتحقيق أهداف المشروع بنجاح، ينبغي التركيز على جوانب الاستدامة المالية، وتطوير استراتيجيات تمويل مبتكرة لجذب الاستثمارات ،كما يجب التأكيد على أهمية التعليم والتوعية البيئية لتعزيز ثقافة الحفاظ على البيئة لدى المجتمعات المحلية، بهذه الطريقة، يمكن لمصر والأردن أن تكونا مثالًا يحتذى به في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.

Exit mobile version