Site icon جريدة الدولة الآن

“51 “عامًا على إستعادة الكرامة والسيادة .. أكتوبر ذكرى انتصار الإرادة المصرية وعزة الشعب المصرى

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2024-10-03 08:22:58Z | |

تقرير: عبدالرحمن محمد

في يوم “السادس” من أكتوبر عام “1973”، اندلعت واحدة من أعظم المعارك في تاريخ مصر الحديث والتي عُرفت بحرب أكتوبر المجيدة، هذه الحرب لم تكن مجرد صراع عسكري بل كانت انعكاسًا لإرادة شعب مصر الذي ظل سنوات يعاني من آثار الهزيمة في حرب “1967”، بعد احتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء، كان المصريون يعيشون في حالة ترقب واستعداد لاستعادة أرضهم وكرامتهم، اليوم ونحن نحتفل بذكرى هذا الانتصار العظيم، نستعيد الروح الوطنية والفخر الذي عاشته الأمة المصرية، حيث جسدت هذه الذكرى شجاعة وإقدام جنودنا البواسل الذين صنعوا النصر بدمائهم وتضحياتهم، كما تعكس القيادة الحكيمة والجهود المخلصة التي بذلت على جميع الأصعدة لتحقيق هذا الإنجاز العظيم

بدأ الهجوم المصري في تمام الساعة “الثانية” ظهرًا يوم “السادس” من أكتوبر، عندما عبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح، في عملية عسكرية مفاجئة للعالم كله، كانت إسرائيل تعتمد بشكل رئيسي على خط بارليف، وهو تحصين دفاعي ضخم اعتقدت أنه غير قابل للاختراق، ولكن بفضل التخطيط الدقيق والشجاعة المصرية، تمكن الجنود من تدمير الساتر الترابي باستخدام خراطيم المياه، وفتحوا الطريق أمام القوات البرية لعبور القناة وتحطيم دفاعات العدو، كان هذا العبور من أعظم الإنجازات في التاريخ العسكري الحديث

في الأيام الأولى من الحرب، استطاعت القوات المصرية أن تحقق تقدمًا ملحوظًا على طول الجبهة الشرقية لقناة السويس، تمكن الجيش المصري من فرض سيطرته على مساحات واسعة من سيناء، وسط ذهول العالم وإسرائيل التي لم تكن مستعدة لمثل هذا الهجوم الكاسح، الطيران المصري كان له دور كبير في تأمين القوات البرية ومنع القوات الإسرائيلية من تنفيذ هجمات مضادة مؤثرة، كان التنسيق بين الأسلحة المختلفة داخل الجيش المصري عاملًا حاسمًا في تحقيق هذا النجاح السريع والمفاجئ

ومع استمرار الحرب، كانت المعارك تزداد ضراوة، من أبرز المعارك التي دارت خلال تلك الفترة كانت معركة الدبابات في سيناء، التي شهدت مواجهات شرسة بين الجيشين المصري والإسرائيلي، هذه المعركة كانت واحدة من أكبر معارك الدبابات منذ الحرب العالمية الثانية، وتمكن فيها الجيش المصري من إلحاق خسائر كبيرة بالعدو رغم تفوقه التقني، كان الجنود المصريون يقاتلون بروح وطنية عالية، مدفوعين برغبتهم العارمة في استعادة أرضهم وكرامتهم

لكن رغم النجاح المصري الكبير في الأيام الأولى، حاولت إسرائيل تغيير مسار الحرب من خلال تنفيذ هجوم مضاد عبر ثغرة الدفرسوار، هذه العملية كانت محاولة لتطويق القوات المصرية، إلا أن القيادة المصرية استطاعت التعامل مع هذه الثغرة بحكمة ومرونة، ورغم صعوبة الموقف، إلا أن الجيش المصري تمكن من تقليل الخسائر والحفاظ على مواقعه الاستراتيجية شرق القناة، هذا التصدي كان دليلًا آخر على قدرة المصريين على الصمود والتكيف مع أصعب الظروف

على الجانب السياسي، كانت حرب أكتوبر نقطة تحول كبرى، أثبتت مصر للعالم أنها قوة لا يُستهان بها، وأنها قادرة على استعادة حقوقها مهما طال الزمن، هذا الانتصار العسكري فتح الباب أمام مفاوضات السلام، التي انتهت بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد عام “1979”، هذه الاتفاقية أعادت سيناء إلى السيادة المصرية، مما جعل حرب أكتوبر ليست فقط انتصارًا عسكريًا، بل بداية لمرحلة جديدة من السلام والاستقرار في المنطقة

كان تأثير حرب أكتوبر كبيرًا على مستوى الروح المعنوية للشعب المصري والعربي، بعد سنوات من الشعور بالإحباط واليأس عقب هزيمة “1967”، جاء هذا الانتصار ليعيد الثقة إلى الأمة المصرية ويعزز من إحساسها بالقوة والوحدة، هذا النصر لم يكن فقط نتيجة للتخطيط العسكري المحكم، بل كان تجسيدًا لإرادة شعب مصر الذي لم يقبل بالهزيمة

تظل ذكرى حرب أكتوبر لحظة تاريخية خالدة في ذاكرة المصريين والعرب، في مثل هذا اليوم، تستعيد الأمة المصرية روح النصر والفخر بما حققته قواتها المسلحة، الاحتفالات التي نشهدها اليوم ما هي إلا تعبير عن الفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز الذي سيظل محفورًا في وجدان كل مصري، مصر لم تستعد فقط أرضها في تلك الحرب، بل استردت كرامتها ومكانتها بين الأمم، تظل ذكرى حرب أكتوبر مصدر إلهام للأجيال القادمة بأن مصر حين تقف متحدّة من أجل قضية عادلة، فإنها قادرة على تحقيق النصر مهما كانت التحديات.

Exit mobile version