“13” ساعة لإنقاذ البصر.. جراح مصري يجري “33” عملية في يوم واحد بغزة
noor
تقرير : عبدالرحمن محمد
في مهمة إنسانية نادرة، تمكن استشاري جراحة الشبكية المصري، الدكتور “محمد توفيق”، من إجراء “33” عملية مياه بيضاء خلال “13” ساعة متواصلة في مستشفى غزة الأوروبي، هذا الجهد الاستثنائي جاء ضمن دعم القطاع الطبي في غزة، الذي يعاني من نقص حاد في المعدات والموارد الطبية، ما يجعل من أي دعم خارجي ضرورة ملحة.
الدكتور “توفيق”، الذي تميز بتفانيه في عمله، قرر مواصلة العمليات الجراحية طوال اليوم، في محاولة لتخفيف معاناة المرضى الذين انتظروا طويلاً للحصول على فرصة لاستعادة بصرهم، عمليات المياه البيضاء التي أُجريت تساهم بشكل مباشر في حماية الرؤية للمرضى، وغالبًا ما تكون فارقة في تحسين جودة حياتهم اليومية.
الصور التي نشرتها الدكتورة “مروة رمضان” من غزة على منصات التواصل الاجتماعي كانت مؤثرة للغاية، حيث أظهرت علامات الإرهاق الشديد على وجه الدكتور “توفيق” بعد انتهاء يوم طويل من العمل الشاق ، هذه الصور لم تكن مجرد لحظات توثيقية بل كانت رسالة تعبر عن روح التضامن والإنسانية التي تربط الشعوب العربية بالفلسطينيين في غزة، حيث تتوالى الاعتداءات الإسرائيلية، ما يزيد من معاناة الناس يومًا بعد يوم.
القطاع الطبي في غزة يواجه تحديات هائلة، وسط الحصار المفروض عليه منذ سنوات، ما يجعل توفير العناية الصحية الأساسية أمراً بالغ الصعوبة، تأتي مهمة الدكتور “توفيق” كجزء من الجهود العربية والدولية لتقديم الدعم الطبي الضروري، حيث يحتاج المستشفى الأوروبي وغيره من المنشآت الطبية في القطاع إلى فرق متخصصة وأجهزة طبية غير متوفرة بشكل دائم.
رغم الظروف الصعبة، يبقى الأمل حاضرًا بفضل جهود الأطباء المتطوعين مثل الدكتور “محمد توفيق”، الذين يضحون بوقتهم وطاقتهم لمساعدة من هم في أمس الحاجة للرعاية، هذه العمليات لم تكن فقط لإنقاذ البصر بل لإنقاذ الأمل في قلوب المرضى وأسرهم الذين وجدوا في هذا الطبيب المصري رمزًا للتفاني والإخلاص.
يُظهر الدكتور “محمد توفيق” من خلال جهوده الإنسانية أن التضامن العربي مع غزة ليس مجرد شعار بل هو عمل فعلي ومثمر، ما قام به في يومه الطويل داخل غرفة العمليات هو أكثر من مجرد علاج للعيون، بل هو تذكير بقدرة الإنسانية على الوقوف بجانب المظلومين ودعمهم في أصعب اللحظات.