المنصورة تكتب التاريخ في السماء.. المعركة الجوية التي أذهلت العالم
noor
تقرير : عبدالرحمن محمد
سيظل يوم “١٤” من أكتوبر “١٩٧٣” يومًا خالدًا في تاريخ مصر، حيث خاضت القوات الجوية المصرية أعنف معركة جوية في تاريخها، معركة “المنصورة الجوية” التي شهدت تفوقًا بطوليًا رغم التفوق العددي والتقني للعدو، انطلقت “إسرائيل” بحوالي “١٢٠” طائرة من طرازي “فانتوم” و”إيه سكاي”، مستهدفة تدمير القواعد الجوية المصرية في المنصورة والصالحية وطنطا، أملًا في كسر الضربة الجوية التي أوجعتهم ظهر يوم “السادس” من أكتوبر.
رغم أن “إسرائيل” هاجمت “بثلاثة” أسراب، إلا أن قواتنا الجوية واجهتهم بـ”٦٢” طائرة فقط، وتمكنت من التصدي للعدوان ببطولة لا تُنسى، وأسقطت “١٨” طائرة معادية، بينما فرّت البقية بعد أن أدركت فشلها الذريع في تدمير القواعد المصرية، في واحدة من أكثر المعارك الجوية شراسة.
استمرت المعركة لمدة “٥٣” دقيقة، وكانت كافية لإثبات التفوق المصري، حيث اندفع نسور قواتنا الجوية للدفاع عن سماء دلتا النيل بإخلاص وشجاعة، وتركوا الطائرات الإسرائيلية المحطمة لتصبح ذكرى خالدة في أرض المنصورة.
وفي تمام الساعة “العاشرة” مساءً، صدر البيان العسكري الذي أكد الانتصار المصري بتدمير “١٨” طائرة للعدو مقابل إصابة “ثلاثة” طائرات مصرية، لترسخ هذه اللحظة كأسطورة تُدرس حتى اليوم في الكليات العسكرية حول العالم.
منذ ذلك اليوم، أصبح “١٤” أكتوبر عيدًا رسميًا للقوات الجوية المصرية، ودليلًا على قدرتها على مواجهة أصعب التحديات وتحقيق النصر في أحلك الظروف.
وسيظل انتصار المنصورة الجوية رمزًا للفخر والعزة المصرية، وشهادة على التفاني والبطولة التي قدمها الطيارون المصريون في معركة غيرت مجرى التاريخ.