الإعجاز العلمي في القرآن والسنة… رسالة خالدة لنشر العلم والوحي الإلهي
noor
تقرير: عبدالرحمن محمد
في إطار المؤتمر العلمي “الأول” للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، الذي تنظمه جامعة الأزهر بالتعاون مع نخبة من العلماء والباحثين، ألقى الدكتور “محمود صديق”، نائب رئيس جامعة الأزهر، كلمة نيابة عن الدكتور “سلامة داود”، رئيس الجامعة، وقد أكد خلالها على أهمية الإعجاز العلمي كمدخل قوي لنشر العلم والوحي الإلهي، مشيرًا إلى أنه يعكس جوانب عظيمة من حكمة الله في خلقه ويثبت آياته عبر الزمان.
بدأ الدكتور “صديق” كلمته بالإشارة إلى موقف كفار قريش من دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مذكرًا بما جاء في القرآن الكريم: “فإنهم لا يُكذبونك ولكن الكافرين بآيات الله يجحدون”، موضحا أن جحود كفار قريش لما جاء به النبي لم يكن من باب الإنكار بقدر ما كان مدفوعًا برغبتهم في الحفاظ على زعامتهم وسطوتهم الاجتماعية، وأن حب الدنيا يقف عائقًا أمام الانفتاح على الحق.
وفي توضيح لوجه من أوجه الإعجاز العلمي، تناول الدكتور “صديق” مسألة خلق الإنسان كما أشار إليها القرآن في قوله تعالى: “أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا…”، مبرزًا أن القرآن سبق العلم الحديث بأكثر من ” ألف ” عام في تحديد مراحل تكوين الجنين، وهو ما أثبتته الاكتشافات العلمية في الخمسينيات من القرن الماضي، عندما اكتشف العلماء أن العظم يتكون أولاً ثم يغطيه اللحم.
كما قدم الدكتور مثالاً من السنة النبوية، حيث أشار إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “وفر من المجزوم فرارك من الأسد”، مبينًا أن هذا الحديث سبق العلم في الكشف عن طبيعة مرض الجذام كمرض معدٍ، ليعكس بذلك الفهم النبوي العميق لصحة الإنسان، وأن هذا الإعجاز في الحديث يضيف إلى مصداقية السنة وارتباطها بالحقيقة العلمية.
وأشار إلى أهمية اللغة العربية في حفظ معاني القرآن والسنة، مؤكداً أن اللغة العربية تضم أكثر من “12 مليون و650 ألف” كلمة، وهو عدد يفوق ما تحتويه “20” لغة من لغات الأرض، وأن هذا الثراء اللغوي يعكس عمق وغنى النصوص القرآنية والنبوية، ويمثل تحديًا في الحفاظ على معانيها.
في ختام كلمته، شدد الدكتور “صديق” على أهمية العلم كجزء من رسالة القرآن، موضحًا أن آيات العلم والتفكير تتفوق عدديًا على آيات العبادات في القرآن الكريم، وأن على الأمة الإسلامية واجب نشر هذه الرسالة بوعي ومعرفة لتعزيز مكانة القرآن والسنة كمرجعية علمية وإنسانية للبشرية جمعاء.
بهذا، يؤكد المؤتمر على دور جامعة الأزهر في نشر العلوم الدينية والدنيوية، من خلال توضيح أوجه الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.