مباحثات مصرية فيتنامية لتعزيز التعاون الاستراتيجي في مجالات متنوعة
noor
تقرير : عبدالرحمن محمد
التقى الدكتور “مصطفى مدبولي”، رئيس مجلس الوزراء المصري، بنظيره الفيتنامي “فام مينه تشين” على هامش مشاركته في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” بالمملكة العربية السعودية، ممثلاً عن الرئيس “عبدالفتاح السيسي”، ويأتي اللقاء بهدف بحث آفاق التعاون المشترك وفتح آفاق جديدة للعلاقات بين مصر وفيتنام في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، خاصة مع تطلع البلدين إلى تحقيق نقلة نوعية في مستوى العلاقات، وتحقيق مصالحهما المشتركة.
أعرب رئيس وزراء فيتنام عن سعي بلاده إلى ترفيع العلاقات الثنائية مع مصر إلى مستوى استراتيجي، حيث أشار إلى عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين، مما يُعزز رغبة الجانبين في دفع العلاقات نحو مستويات غير مسبوقة من التعاون، وأهمية زيادة الزيارات الرسمية بين الطرفين على كافة المستويات، مُشيرًا إلى استعداد فيتنام لفتح المزيد من قنوات التواصل لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي.
أوضح رئيس الوزراء الفيتنامي أن موقع بلاده الجغرافي ودورها في منطقة دول “الآسيان” يمكن أن يجعلا منها نافذة رئيسية لمصر إلى السوق الآسيوية، وأهمية استغلال هذه الإمكانية في دعم التبادل التجاري بين البلدين، واستعداد بلاده لإرسال وفد رسمي يضم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الفيتنامي إلى مصر، في زيارة تهدف إلى استكشاف فرص التعاون المتاحة في مختلف القطاعات الحيوية.
تناول اللقاء عدة ملفات رئيسية تركزت حول التعاون في مجالات الزراعة والتكنولوجيا والسياحة، حيث أكد الجانبان على أهمية هذه القطاعات في دعم الاقتصاد الوطني لكلا البلدين، كما تم التطرق إلى إمكانية الاستفادة من التجربة الفيتنامية في التنمية الاقتصادية التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة، مما يفتح المجال أمام التعاون وتبادل الخبرات.
ومن جانبه، عبر الدكتور “بدر عبد العاطي”، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، عن تطلع مصر لتوسيع نطاق التعاون الثنائي مع فيتنام في المجالات ذات الأولوية المشتركة، مشيرا إلى استعداد مصر لتقديم الدعم للجانب الفيتنامي في هذه المجالات من خلال مشاركة أبرز الاتفاقيات الاستراتيجية التي أبرمتها مصر مؤخرًا مع عدد من الدول.
كما تطرق الجانبان إلى أهمية دعم التنمية المستدامة، حيث أكد الطرفان على ضرورة العمل المشترك لتعزيز الاستثمارات في المجالات التي تخدم الأهداف البيئية والاقتصادية، في ظل التوجه العالمي نحو اقتصاد أخضر ومستدام، وتناول اللقاء أيضًا سبل تذليل التحديات التي قد تعوق تقدم التعاون في بعض المجالات، والعمل على تهيئة الظروف المناسبة للاستفادة من إمكانيات البلدين.
يُذكر أن هذا اللقاء يعكس سعي مصر الحثيث لتعزيز علاقاتها الخارجية مع الدول الآسيوية، وذلك بما يتماشى مع توجه الحكومة المصرية نحو تنويع شراكاتها الاقتصادية والسياسية، كما يأتي في سياق تعزيز رؤية “مصر 2030” التي تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة من خلال تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، ختامًا، تؤكد هذه المباحثات على الأهمية التي توليها مصر لتعزيز حضورها الاستراتيجي في آسيا.