الانتخابات الأميركية .. سياسات “ترامب” و”هاريس” وملفات الشرق الأوسط تحت المجهر
noor
تقرير: سلمى يوسف
مع انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية وسط أجواء متوترة محليًا ودوليًا، تتجه الأنظار نحو استراتيجيات المرشحين وتأثيرها المباشر على السياسة الأميركية داخليًا وخارجيًا، يتقدم المرشح “دونالد ترامب” الذي يمثل المعسكر الجمهوري بخطط يزعم أنها تستهدف تعزيز الاقتصاد والأمن الداخلي، مع تركيز على حماية المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، بينما تعتمد مرشحة الحزب الديموقراتي “كامالا هاريس” على برنامج تزعم أنه يستهدف تعزز العدالة الاجتماعية ويدعم الحلول الدبلوماسية لقضايا الشرق الأوسط.
تركز خطة “ترامب” على إعادة الاقتصاد إلى قوته عبر تخفيض الضرائب وتعزيز فرص العمل، مع تشديد إجراءات الهجرة وتأمين الحدود، كما يسعى إلى تخفيض الإنفاق الحكومي على برامج الرعاية، مع التركيز على حماية الشركات الأميركية من المنافسة الأجنبية، وفيما يتعلق بالسياسة الأمنية، كما يعِد “ترامب” بمواصلة دعم قوات الشرطة واتخاذ إجراءات حازمة ضد الجريمة، ويرى أن النهج الصارم سيحافظ على الأمن الداخلي ويعزز الثقة في الاقتصاد، هذه السياسة تسعى إلى استقطاب الناخبين المحافظين الباحثين عن استقرار اقتصادي وأمني.
في المقابل، تسعى “هاريس” إلى تطبيق سياسات تقدمية تركز على العدالة الاجتماعية والبيئية، وتشمل خطتها تعزيز الرعاية الصحية، وزيادة الإنفاق على التعليم، وتعزيز الطاقة النظيفة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، كما تدعو إلى إصلاح النظام الضريبي لجعل الأثرياء يدفعون نسبة أكبر من الضرائب، حيث تؤمن “هاريس” بأن سياسات العدالة الاجتماعية ستساهم في تحقيق الاستقرار الداخلي وتقليل التفاوت الاقتصادي، كما ترى أن الحلول البيئية المستدامة ضرورة في ظل التحديات المناخية العالمية.
فيما يتعلق بالوضع في غزة، يؤكد “ترامب” دعمه الثابت لإسرائيل، ويعتبر أن حمايتها مسألة تتعلق بالأمن القومي، حيث يرى أن أي تهديد لإسرائيل يجب مواجهته بإجراءات عسكرية قوية إذا لزم الأمر، وينظر إلى الصراع كجزء من معركة أوسع ضد النفوذ الإيراني في المنطقة، كما يدعو إلى تقليل الدعم الأميركي للفلسطينيين، معتقدًا أن الحل العسكري هو الطريق لتحقيق الاستقرار!
أما “هاريس” فترى ضرورة دعم حق إسرائيل في الدفاع، لكنها تدعو إلى حلول دبلوماسية لحل النزاع، كما تركز على دعم جهود السلام وضرورة توفير المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وتؤكد أن تحقيق الاستقرار يتطلب التزامًا بحل الدولتين كحل طويل الأمد، حيث ترى أن السلام العادل والمتوازن سيسهم في الحد من التطرف ويعزز الأمن الإقليمي، هذا الموقف يسعى لتحقيق توازن بين دعم إسرائيل وحل إنساني للفلسطينيين.
يتزايد الإقبال الشعبي والإعلامي على متابعة السباق الرئاسي، حيث تظهر استطلاعات الرأي تقاربًا ملحوظًا بين المرشحين، حيث يسعى “ترامب” إلى حشد تأييد الناخبين المحافظين الذين يرغبون في العودة إلى سياسات إدارته الأولى، التي ركزت على تقليل القيود الاقتصادية وتطبيق سياسات أمنية مشددة، بينما تركز “هاريس” على جذب الناخبين التقدميين والشباب، بتعهدات تتعلق بالعدالة الاجتماعية، وتحسين الرعاية الصحية، ودعم التعليم.
تلعب الأزمات العالمية، مثل الصراع في الشرق الأوسط، دورًا بارزًا في النقاشات الانتخابية، إذ يسعى المرشحون لتقديم رؤى مختلفة حول كيفية معالجة هذه القضايا، ويتوجه الناخبون بشكل متزايد للاقتراع المبكر والاقتراع عبر البريد، في ظل زيادة الوعي بأهمية المشاركة السياسية، كما يركز كل من “ترامب” و”هاريس” على ولايات الحسم التي قد تحدد نتائج الانتخابات، حيث يتنافسون بقوة لكسب أصوات المستقلين والمترددين، ومع تصاعد الحملات الإعلامية والإعلانية، يتوقع المراقبون أن تكون هذه الانتخابات واحدة من أكثر الانتخابات إثارة وتأثيرًا على مستقبل أميركا في الداخل والخارج.