Site icon جريدة الدولة الآن

الطفل بين الماضى والحاضر

بقلم: المستشار عماد إبراهيم 

طفل اليوم ليس طفل الامس على الاطلاق
حقيقة يجب أن نعترف بها. فقبيل نهاية القرن
الماضي كانت العوامل المؤثرة في تنشئة وتربية الأطفال محدودة للغاية ومعروفة لدى الجميع
صغارا وكبار منها الحضانة والمدرسة والعائلة والشارع والمجتمع برمته

ومع بداية القرن الحادي والعشرين دخل العالم بسرعة الصاروخ في مجال التكنولوجيا ليشهد
العالم تقدما متسارعا بطريقة لاتصدق وتسابقت الدول والشركات في هذا المضمار الذي أصبح
وسيلة للتقدم والسيطرة على العقول والثقافات، بل والسيطرة على الدول بعيدا عن آلات
الحروب التي أكلت الاخضر واليابس والتي أثبتت فشلها على مدار التاريخ.
وظهرت وسائل جديدة ومتطورة ذات تأثير فعال وقوي مثل الأنترنت والهواتف الذكية ووسائل
الاتصال والتواصل عن بعد وألعاب الفيديو وغيرها وغيرها ليجد العالم نفسه أمام ثورة
تكنولوجية غيرت جميع أشكال الحياة.
وبالطبع أصبحت هذه الوسائل والتطور المتسارع المتفاجئ رافدا لاعبا أساسيا ينشأ معها
أطفال اليوم ما أحدث فجوة زمنية كبيرة بين الطريقة التي نشأنا وتربينا وتلقينا تعليمنا من
خلالها والطريقة التي يتربى عليها جيل الألفية الجديدة.
ولا يمكن أن ننكر أو نتجاهل أن طفل اليوم ينهل من هذه التكنولوجيا بكل ما تشتمل عليه من
إيجابيات عديدة وفي الوقت ذاته الكثير والكثير من السلبيات التي غيرت شكل الحياة في
المجتمع وداخل الأسرة التي وجد فيها الاباء و الأبناء داخل غرف مغلقة بابواب لكنها
منفتحة على كل شبر في أنحاء المعمورة.

دعونا نعمل مقارنه بين وسائل المعرفه لدى الأطفال فى الماضى والحاضر

-.وسائل المعرفة لدى الأطفال في الماضي.

كانت محدودة في كل أنحاء العالم حتى ثلاثينيات القرن
الماضي إذ اعتمد التعليم على التلقين المباشر من الوالدين للابناء ومن المعلم للمتعلم من خلال
قاعات الدراسة فقط.والكتب والقصص
ثم اختراع التلفاز الذى بدء في نقل المعلومات بالصوت والصورة وأصبحت المعلومة في متناول ملايين داخل كل بيت .
فاستطاعوا الاطفال أن يتعرفوا من خلاله على ثقافات ولغات وبرامج تعليميه والتى ساعدتهم على اجتياز صعوبات التعليم. وكان أهم ما يميز التلفزيون هو رقابة وزارات
العالم على كل المواد التي يتم بثها بعد دراستها دراسة مستفيضة والتأكيد أنها تناسب كل مجتمع وقيمه ومبادئه. لذا فقد كان مصدر المعلومة واحدا للجميع وتربى الأطفال على القيم
والمثل العليا التي شكلت وجدان أجيال كثيرة. ويؤكد الكثير من الباحثين ان أطفال الماضي
أكثر سعادة من أطفال الحاضر على الرغم من التطور الهائل الذي شهده العالم خلال القرن الحادي والعشرين خاصة ما يتعلق بوسائل الاتصالات التي جعلت العالم قرية صغيرة.

– وسائل المعرفة لدى الأطفال في العصر الحديث.
مع بداية القرن الحادي والعشرين شهد العالم ثورة تكنولوجية لم يسبق لها مثيل وتسارعت
كبرى شركات العالم في منافسة حميمة خاصة في قطاع الاتصالات ليصبح الهاتف المحمول
في متناول كل يد. وبعد أن كان الهاتف المحمول بديل استراتيجيا عن التليفون المنزلي لمجرد
الكلام والاتصال فقط تحول ليصبح جهازا يغني عن عشرات الأجهزة التي يستخدمها البشر
وأصبح بإمكان أي فرد الاستغناء عن الفاكس والكاميرا وكاميرا الفيديو والمنبه والراديو
والتلفزيون والسينما والطابعة وغيرها من الأجهزة التي كانت تحتاج الى المزيد من الوقت
والجهد والمال لاستخدامها.
وباختراع الانترنت اقتحمت التطبيقات الحديثة حياة البشر مثل الفيس بوك وتويتر وانستغرام
لتنقل الأحداث وقت حدوثها صوتا وصورة. وأصبح الحلم حقيقة بنقل الصورة حية من دولة لدولة بعد أن كانت هذه الميزة مقتصرة فقط على أجهزة التلفزيون عن طريق الأقمار الاصطناعية والتي كانت تكلف الدول الكثير من المال.

ومما لاشك فيه كانت هناك إيجابيات وسلبيات لاستخدام التكنولوجيا الحديثة على الطفل فى تربيته ونشأته
ومن أهمها :-
* زيادة معدلات الذكاء.
* استخدام التكنولوجيا في قطاعات التعليم.
– اكتساب مهارات مثل حل المشاكل واخذ القرار وتنميه وزياده المهارات الاجتماعيه والحياتية
– التعليم الالكترونى للاطفال
– معرفه اهميه الوقت وقيمته
– التطور السريع لنمو وعقليه الطفل

وبالرغم من هذه الإيجابيات المكتسبه للطفل من استخدام التكنولوجيا الحديثة إلا أن يؤكد الخبراء والمختصون أن التكنولوجيا الحديثة التي غيرت شكل البشرية للافضل وسهلت
الحياة بشكل عام لها أيضا العديد من المساوئ لألطفال خاصة عندما يتم استخدامها بإفراط وبطريقة سيئة وبعيدا عن مراقبة الأسرة والمجتمع والحكومات
أهم هذه المساوء.
* اكتساب العنف
* التوحد واالنعزال.
* الانفتاح بلا حدود.
* الاضرار الصحيه

_ كيفية الحد من أخطار التكنولوجيا الحديثة على الأطفال.
* لا بديل على دور الأسرة في مراقبة أطفالهم خلال استخدام الهواتف المحمولة وتحديد الوقت الذي يقضيه الطفل مستخدًما الشبكة العنكبوتية،

* تشجيع الطفل على الحفاظ على عالقات الصداقة مع أقرانه في الشارع والمدرسة

* ملء وقت الفراغ لدى الأطفال بلانشطة المفيدة، مثل الرياضه أو ممارسة هواية معينة مثل الموسيقى أو الرسم
* مساعدة الطفل على حل الواجبات المدرسية بنفسه، دون اللجوء إلى استخدام التطبيقات الحديثة.

Exit mobile version