Site icon جريدة الدولة الآن

مدرس بقلب أب .. “حمثلاح” أيقونة اللغة العربية

 

كتبت : نورهان أبوالمعالي

اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي وعاءٌ للهوية والثقافة والحضارة، فهي لغة القرآن الكريم، ومنبع البلاغة والفصاحة، وأساسٌ لفهم الدين والتاريخ والتراث، تمتاز بثرائها في المفردات ودقتها في التعبير، مما يجعلها أداة قوية للتعبير عن أعمق المعاني والمشاعر والاهتمام بها ، لذلك كان لابد من اختيار مدرس لها علي قدر من المعرفة والخبرة.

الأستاذ “محمد صلاح” المعلم المتميز في مادة اللغة العربية، الذي لم يكن مجرد ناقل للمعرفة، بل قدوة ومصدر إلهام لطلابه بأسلوبه السلس، وشرحه الواضح، وحبه الكبير للغة الضاد، استطاع أن يجعلنا نحب العربية ونفهمها بعمق وبذل جهده ووقته من أجل طلابه، وكان دائمًا حاضرًا بدعمه وتشجيعه.

فكان “صلاح” دايمًا حريص على مصلحة طلابه ومتابعة كل طالب كأنه اب وليس مدرس ،ورغم تعبه وجهده، كان يقوم بطباعة الكتب بنفسه ويوفرها لهم بأسعار رمزية (علشان مايحملش حد فوق طاقته)، وجوده كان دايمًا سند لهم، بيشجع، ويدعم، ويساعد بدون مقابل، فهو نموذج نادر للمربي الحقيقي للاجيال .

كما انه دائما يبهر الجميع بتوقعاته الدقيقة لموضوعات الامتحان، فهو حريص على مصلحة طلابه، فيقوم بعمل بث مباشر باستمرار، بالاضافة إلى الامتحانات الدائمة ليطمئن ان الطلاب جاهزون باستمرار ، فمن تعلم معه كأنّه كسب كنز، لأنه مش بس بياخد معلومة، لأ ده بياخد ثقة ودعم واهتمام حقيقي.

وبرغم إن الأستاذ “محمد صلاح “اتعرض لانتقادات من البعض، لكنه اختار الرد بالصمت، وجعل أخلاقه وتفانيه هي التي ترد عنه، ولاكن الرد جاء من طلابه وأصحابه، لأنهم علي علم كافي بطبيعة وإخلاصه في عمله ،وبرغم من ذلك كان دايمًا بيقول لطلابه: “خلّوا تركيزكم في المذاكرة، دي الأهم دلوقتي.” وده دليل على إن الأستاذ “محمد “مش بس معلم، ده قدوة حقيقية في الصبر، والتربية، وحب الخير للناس.

وفي آخر بث من الليالي الأخيرة، ودّع الأستاذ “محمد صلاح “طلابه والدموع في عينيه، وكأنّه بيفارق أولاده مش مجرد طلاب، كانت لحظة مليئة بالمشاعر الصادقة، كلماته كانت نابعة من أب خائف على أولاده وبيتمّنالهم النجاح من كل قلبه، وفي نهاية عام دراسي مليء بالتحديات والإنجازات، لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى معاني الشكر والعرفان لفريق الأستاذ “محمد صلاح” المحترم، على ما قدموه من جهد وتفانٍ ومتابعة دقيقة مع الطلاب وأولياء الأمور طوال العام، لقد كنتم دائمًا سندًا وداعمًا، حريصين على كل طالب وكأنكم مسؤولون عن مستقبلهم، فكنتم نعم المعلمين ونعم القدوة.

وفي الختام، يظل الأستاذ “محمد صلاح” رمزًا للمعلم الحقيقي، اللي علّم بحب، واحتوى بصدق، وكان أبًا قبل أن يكون معلمًا، ترك أثرًا جميلًا في نفوس طلابه، بكلماته، واهتمامه، ودموعه الصادقة ،وسيبقى اسمه محفورًا في القلوب، لأنه لم يعلّم لغة فقط، بل علّم قيمًا، وترك ذكرى لا تُنسى في رحلة العلم والحياة.

Exit mobile version