Site icon جريدة الدولة الآن

الحلقة الثانية: جولة رمضانية حول العالم

 كتبت : أسماء البردينى

حلّ علينا شهر رمضان الكريم، شهر الخير والعطاء، وتوالت أيامه المباركة بسرعة ، هذا الشهر الفضيل الذي ينتظره المسلمون بشوقٍ وفرح في كافة البلاد العربية والاسلامية، لما له من اهمية خاصة تميّزه ،لأنه الشهر الذي يقترب فيه المؤمن من ربّه، ويحرص على مراعاة تعاليم الدين الحنيف وتجنّب ملذات الدنيا.

تختلف عادات الشعوب الاسلامية وتقاليدها في استقبال هذا الشهر الفضيل، فلكل بلدٍ أسلوبه وعاداته الخاصة في إستقبال شهر رمضان. وهي تُضفي على هذه الفترة من السنة هالةً من الروحانية والخصوصية يتميز بها كل مجتمعٍ عربيٍ وإسلاميٍ عن سواه ولكن ما يوحّد بينهم هو إبتهاجهم بحلول رمضان الكريم.

ونعرض أبرز طقوس وتقاليد الشعوب الاسلامية في رمضان الكريم :

فى المملكة العربية السعودية : إن لشهر رمضان الكريم في المملكة العربية السعودية جوٌ روحانيٌ خاص؛ وذلك لأن المملكة تحتضن الحرمين الشريفين، وهما يتمتعان بمنزلة خاصة في قلوب المؤمنين.
تتبع العديد من دول في العالم الإسلامي تتبع في ثبوت شهر رمضان اثبات المملكة له، ومع ثبوت هلال رمضان ، تعمّ الفرحة قلوب الجميع في المملكة، ويتبادل الناس عبارات التهنئة، مثل قول: “الشهر عليكم مبارك!” و”كل عام وأنتم بخير!”

هناك تقليد لدى معظم عائلات المملكة بأن يعيّن الإفطار في كل يومٍ من أيام رمضان عند واحدٍ من أفراد العائلة، وذلك بشكلٍ دوريٍ بدءاً بكبير العائلة . فيجتمع أفراد العائلة كما والاصدقاء حول المائدة ، ويتسامرون لبعض الوقت، ويأكلون ما لذّ وطاب من المآكل ثم ينصرفون للنوم،على أن ينهضوا عند موعد السحر لتناول طعام السحور.

وعادة أهل المملكة خلال الإفطارات أن يتناولوا التمر والماء التي تسمّى “فكوك الريق “. وبعد انتهاء أذان المغرب،يرفع المؤذن صوته بالاقامة، فيترك الجميع موائدهم ويبادرون الى الصلاة.
بعد صلاة المغرب ينتقل المؤمنين لتناول وجبة الإفطار الأساسية، التي يتصدرها اجمالا طبق الفول بالسمن البلدي ، أو بزيت الزيتون والفول باللبن وبالبيض , أما أشهر أنواع الحلويات التي تلقى رؤاجاً كبيراً في الشهر الكريم عند أهل المملكة فهي”الكنافة بالقشدة” و”القطايف بالقشدة ” و” البسبوسة “.
وقبيل صلاة العشاء والتراويح، يشرب المؤمنون الشاي الاحمر، ويطوف أحد أفراد العائلة بمبخرةٍ على أهل البيت كما وعلى الضيوف.

وفى مصر : “ياليت السنة كلها رمضان “عبارةٌ يتبادلها المصريون خلال الشهر المبارك الذي يحلّ على المصريين كلّ عامٍ برهجةٍ كبيرة تُضفي على أجوائه سحراً مميزاً.
إن للأسر المصرية أجواءها الخاصة، وأما الاجتماع الرمضاني فيقام عادةً في بيت كبير العائلة. و تبرز قوة التواصل والتلاحم الأسري في ليالي رمضان، حيث يحلو السمر والتواصل بين الاخوة والاقارب.
إن ابرز ما يميّز زينة الشوارع المصرية في هذا الشهر الكريم هي الفوانيس الرمضانية التي يرفعها المؤمنون على بيوتهم فرحة بقدوم الشهر المبارك، وهي منتشرة أيضاً في الأسواق التجارية المصرية .ولإستعمال الفانوس أصولٌ تاريخية تعود الى صدر الاسلام إذ كان يستعان به للذهاب الى المسجد ليلاً.

وفوانيس مصر تضئ شوارعها المزيّنة بالشرائط البيضاء والملونة، ولا تفوت المسحراتي في مصر فرصة سماع صوته المنبعث من أسفل البنايات بين الطرقات للتذكير بوقت السحور..
تشتهر مصر بأطباقها الشهية التي تزين المائدة الرمضانية مثل الخشاف (وهو خليطٌ من التمر والتين وغيرها من الفواكه) والملوخية بالارانب والبامية باللحم و ورق العنب المحشي و صينية البطاطس بالفراخ و شوربة لسان العصفور.

وفى تونس :يستقبل رمضان الكريم في تونس بأجواء إحتفالية فتزين الشوارع بالزينة والأضواء كما تُتزين واجهات المنازل وتتلألأ مآذن الجوامع بالمصابيح.
مع مستهل رمضان، يلقي التونسيون تحيةً خاصة عند الإفطار يرددون فيها القول:”صحة شريبتكم”.
تزيّن مائدة رمضان سيّدة أطباق تونس”الحريرية” ، إضافةً إلى سلطة الخضار المشويّة مع زيت الزيتون والبهارات. ولعلّ أبرز اطباق المائدة الرمضانية طبق “البريك” الذي يتصدر الموائد في معظم البيوت، وهو عبارة عن فطائر كبيرة الحجم تُحشى بالدجاج و اللحم، ويقدّم معها طبق”الرفسية” المكوّن من الارز المطبوخ بالتمر والزبيب كما و “المدموجة” ، وطبق “الكوسكوس” وهي جميعها أطباق شهية تجتمع حولها أفراد العائلة التونسية.
بعد صلاة التراويح، يبدأ المؤمنون بتكوين الحلقات لإنشاد آيات القرآن الكريم والإنصات لتفسيراتها .
يتميّز الشهر الكريم بإقامة مواكب الخطبة للفتيات و الشباب الراغبين بالزواج خلال النصف الاول من رمضان. تنظّم بعض العائلات الميسورة السهرات الاسلامية التي ينشد خلالها المغنون ،على وقع آلة الدفّ، أدوارًا دينية .
كما يحيي التونسيون مهرجاناتٍ رمضانية في المخيّمات، وهي تضفي سحراً خاصا على ليالي الشهر الفضيل في تونس.
وما زال” المسحراتي الملقب “بأبو طبيلة”(ضارب الطبلة ) ينادي الناس وقت السحر ويضفي اجواءً جميلة ينتظرها التونسيون في الأحياء التي يجوبها من خلال نقر الطبل والمناداة بالدعوة الى السحور.

Exit mobile version