Site icon جريدة الدولة الآن

التمر: سٌنة نبوية على مائدة الصائمين 

  كتبت : أسماء البردينى 

يأتي التمر على مائدة رمضان باعتباره أحد الوصايا التي أرشد إليها رسول الله، فعن “أنس “رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء” رواه أبو داود والترمذي.

التمر فاكهة مباركة أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نبدأ بها فطورنا في رمضان، فعن “سلمان بن عامر” رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، فإن لم يجد تمرا فالماء، فإنه طهور” رواه أبو داود والترمذي.

ولا خلاف على أن وراء هذه السنة النبوية المطهرة إرشاد طبي وفوائد صحية، فقد اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأطعمة دون سواها لفوائدها الصحية ، وليس فقط لتوافرها في بيئته الصحراوية، فعندما يبدأ الصائم في تناول إفطاره تتنبه الأجهزة، ويبدأ الجهاز الهضمي في عمله، وخصوصا المعدة التي تريد التلطف بها، ومحاولة إيقاظها باللين، والصائم في تلك الحال بحاجة إلى مصدر سكري سريع، يدفع عنه الجوع، مثلما يكون في حاجة إلى الماء.

وأسرع المواد الغذائية التي يمكن امتصاصها ووصولها إلى الدم هي المواد السكرية، وخاصة تلك التي تحتوي على السكريات الأحادية أو الثنائية “الجلوكوز أو السكروز” لأن الجسم يستطيع امتصاصها بسهولة وسرعة خلال دقائق معدودة، ولا سيما إذا كانت المعدة والأمعاء خالية كما هي عليه الحال في الصائم.

إذًا يساعد الافطار على التمر في رمضان على تجنب الإفراط في تناول الطعام عند تناول وجبة الإفطار، فالجسم عندما يبدأ في امتصاص القيم الغذائية الموجودة في التمر، يبدأ الشعور بالجوع في الاختفاء، أيضا يساعد تناول التمر على تعزيز عمل الجهاز العصبي بسبب وجود نسبة عالية من البوتاسيوم في التمر.

يجب أن نعلم أنه في آخر ساعات الصيام يحدث انخفاض لمستوى السكر في الدم، مما يؤثر على المخ مسبباً الخمول الذهني وعدم القدرة على التركيز مع الخمول الحركي وقلة النشاط العضلي، كما تكون المعدة في حالة سكون.

عند بدء الإفطار نحتاج إلى غذاء يحقق المعادلة الصعبة للجسم بأن يكون سريع الهضم حتى لا يرهق المعدة الخاملة وينشط حركتها، ويكون سريع الامتصاص والوصول للمخ والعضلات، لإزالة الخمول الذهني والعضلي وتنشيط الجسم بسرعة، وينفر ذلك في التمر وذلك لاحتوائه على نسب عالية من السكريات الأحادية والثنائية ( الجلكوز و الفركتوز)، و التي تمتص بسرعة عالية للوصول إلى الدم في دقائق معدودة وخصوصا إذا كانت المعدة والأمعاء خالية كما هو الحال في الصيام.

يساعد الافطار على التمر على إرسال إشارات الشبع إلى المخ، وينتج عنه الشعور بالامتلاء، مما يقلل كميات الطعام الداخلة إلى الجسم عند الإفطار، على العكس من البداية بالمواد الدسمة التي لا تشعر المخ بالامتلاء إلا عند امتلاء المعدة بكميات كبيرة من الطعام، و هو ما يسبب الكثير من المشاكل الصحية كالإمساك والخمول والصداع بعد الإفطار.

ونجد أن التمر مع الماء أو اللبن هو الغذاء الوحيد الذي يحقق هذه المعادلة خلال 20 دقيقة من تناوله ، فالتمر منجم من العناصر المعدنية والفيتامينات، كما أنه غني بالألياف المنشطة للمناعة والمانعة للإمساك وسرطانات الأمعاء والمخفضة للدهون والكوليستيرول الضار ويحارب الحساسية، ويعالج الأنيميا.

ويعد أفضل ما يحقق هذين الهدفين معا “القضاء على الجوع والعطش” فلن تجد أفضل من السنة المطهرة، حينما تحث الصائمين على أن يفتتحوا إفطارهم بمادة سكرية حلوى غنية بالماء مثل الرطب، أو منقوع التمر في الماء.

Exit mobile version