Site icon جريدة الدولة الآن

” هل الزواج سنة للحياة .. أم مشاركة وإحتواء”

بقلم / هدير الحسيني

ليت كل الرجال يعلمون أن النساء لم يُخلقن لأجل خادمتهم ليتهم يعلمون أنكَ عندما تتزوج من فتاة يجب أن تكون بالنسبة لك كل الحياة ، ليتهم يعلمون أن النساء لا يتزوجنَ لأجل قضاء مطالبتهم وإشباع لشهواتهم بل عليكَ أن تعلم أنكَ عندما تقرر الزواج لابد أن تكون لزوجتك سكناً لها ورحمةً ومودةً ورأفةً بها في كل ما تمر بها في حياتها .

فالرجولة ياإخوانى قد أصبحت معدومة الرجولة والحنانِ أصبحنا لا نراها إلا في كوكباً وعالماً تاني نراها في أفلاماً ونتمناها في أحلاماً نراها ونتسائل لماذا لا يكونا هذا في زماناً ، ونسينا أن المُختار (صلي الله عليه وسلم ) هو في الأساس مُعلماً للرجال ومنبع الحنان والأمان ولنا في رسولنا الكريم أسوة حسنة فلماذا لا نتبعه في كل الأحيان ، أليس لم نسمع في سيرتهِ العطرة كيف كان يتعامل مع الإنسان ألسنا لم نسمع يوماً كيف كان يتعامل مع النساء اللتن هن عطر الحياة ، ألسنا لم نسمع يوماً كيف كان يتعامل مع زوجاته وكيف كان يداعب ويلاطف بهن ويساعدهن ويعبر لهن عن حبهِ ويشعرهن برومانسيتهِ ، فلماذا لا نرى اليوم هذا في الأزواج ! ، بالتأكيد لا أعمم ولكن هذة تبقي الصورة الشائعة الأن عن الرجال بين الزوجات وخوف الفتيات خوفهم من الإرتباط خوفهم من أنهم لا يجدون ما يرغبون ويحلمون بهِ في الزواج .
وليت الفتيات تعلمنَ أن إختيار شريكاً لكِ في الحياة لا يتوقف عن كم لديه من المال ولنا في السيدة خديجة(رضي الله عنها) قدوة لابد أن نتبعها ونتخذها قدوةً لنا عندما اختارت وتزوجت النبي (صلي الله عليه وسلم ) وكان ليس لديهِ الكثير من المال إنما اختارت فيه الصدق والأخلاق اختارت فيهِ الود والوفاق ، إنني لا أريد منكِ أنكِ تفكرين بنظرة مثالية لا أريد منكِ إنكِ تعيشين في حياةً غير واقعية .
ولكن عليكِ عندما تختارين وتفكرين في الزواج عليكِ أن تختارين الإحتواء قبل الإكتفاء إحتواء الرجل وقوامته بدعمه إحتوائه بتعاونه وبإحترامه لكِ إحتوائه بحبه وبصدقه معكِ إحتواء بكل ما تعينهِ الكلمة من معني عليكِ أن تختارين الأخلاق والإفعال قبل الكلام ، عليكِ أن تختارينَ بعقلك قبل قلبك تختارينَ من يكونَ لكِ الأب قبل أن يكون لكِ الزوج تختارين من يكونَ لكِ الصديق قبل أن يكونَ الحبيب تختارينَ من يكونَ لكِ الطفل قبل أن يكونَ لكِ الراشد الناضج الذي يُرشدكِ للصواب تختارينَ من ترضونَ دينه وخلقه كما قال (رسول الله صلي الله عليه وسلم)

وكذلك الرجال عندما تقررون الزواج عليكَ أن تختار الدوام قبل الجمال عليكَ أن تختار الدين والإلتزام كما قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) ” فأظفر بذات الدين تربت يداك ” عليكَ أن تختار من تستطيع تربية الأجيال قبل أن تختار التي تستطيع إدارة وتجميع الأموال ، عليكَ أن تختار من تكون لكَ كالأم وأنت لها كالطفل يُخطأ ويتعلم وتُساندك كالبنيان عليكَ أن تعي جيداً أنكَ تتزوج من إنسانة منفردة بذاتها قبل أن تكون لكَ زوجة وأم للأبناء إنسانة لديها حقوق وأحلام وطموحات إنسانة لا يجب عليها أنها تدفن أحلامها وسعادتها وحُريتها لأجلك ولأجل بيتك لذلك عليك أن تفهم جيداً أن الزواج هو شراكة بين الطرفين في كل شئ وأى شئ لا تقول أنني رجل وهي إمرأة لديها مهمات تقوم بها وحدها وهذة تكون مهمتها هي فقط فهذا لا يَصح لا في الدين ولا يَصح في الرجال الحقيقين .

إنني أري في الحقيقة أن الزواج هو أصعب فريضة فرضها الله تعالي علينا وأصعب مهمة نقوم بها في الحياة والمهمة الصعبة لا بد من يتولاها أن يكون جديراً بها وعلي أتم الإستعداد لها ولكن ما يحدُث اليوم في الأسر أصبح القلب له يتحسر ويتألم لما وصل بنا الحال لأننا كيف نقول أن الأسرة جزء من المجتمع وهذا الجزء في الأساس مُفكك ومُحطم من كل الجهات كيف نقول أن أطفال اليوم هم قادة الغد وبناة المستقبل ونحن لا نُربى ولا نعلم من يبنون الأكوان .

فالزواج لا يكون نهاية لعرف من الأعراف ولا يكون مجرد تأدية وإتباع فريضة وكفي بهذا ، بل الزواج هو بداية لكثير من القصص التي تُحدد وتنهي مصير مجتمع بأكملهِ فعلينا أن نتدبر لهذا جيداً علينا أن نعي ونفهم جيداً ان أول هذة القصص من قصص الزواج هو بناء المنزل ونهاية هذة القصة تتوقف علي بدايتها هل كانت البداية صحيحة ومخطط لها من كل الإتجاهات أم كانت بدايتها مثلها مثل كل البدايات التي نقرأها في مثل هذة القصص وتنتهي نفس النهايات .
أما ثاني القصص من قصص الزواج هي قصة بناء إنسان بناء إنسان من نُطفة إلي أن يصبح كالرجال مُدرك قيمه وعقيدته مُدرك مبادئه و ذاته وما الذي يأمره بهِ دينه ، ولكن الأن قد أصبحت هذة القصة لا نقرأها ولا نسمعها إلا في الخيال لأننا لا نسمع ألان غير قصص الهدم وفقد الإنسان هدم أخلاقه هدم هويته ومعتقداته هدم كل ما يجب أن نبني بهِ الإنسان لكي يستطيع أن يبني الأكوان ، لأننا كيف نبني وأهم وسيلة للبناء تكاد تكون اختفت كيف نبني ونريد أن تكون نهاية القصة سعيدة وجميلة وأهم فرد فيها لا يلعب دوره ولا يهتم بهِ علي القدر الكافي من الإهتمام وهو دور الأسرة فالأسرة هي أهم جزء لبناء وإنهاء مصير مجتمع فعليكَ أن تعلم جيداً أي قصة من هذة القصص تستطيع أن تلعب الدور فيها بجدارة فإذا كنت تستطيع أن تلعب وتؤلف قصة بناء المنزل جيداً فلا تتردد ولكن عليكَم كرجال ونساء أن تفهمون جيداً أن قصة بناء المنزل ليس من المهم أن نُكملها ونُغامر في قصة بناء الإنسان إذا كنا لا نستطيع تأليفها وغير مخططين جيداً لنهايتها فأكتفي أن تلعب دوراً واحداً بجدارة خيراً لكَ من إنكَ تُغامر وتلعب الكثير من الأدوار ولكن لا تُؤثر ومن الممكن أن تنهي قصة بنهاية مأساوية بل تهدم وتُدمر مجتمع بأكملهِ فعليكَ أن تختار قبل أن تتخذ القرار .

Exit mobile version