Site icon جريدة الدولة الآن

لا علاقة الدين بالدنيا

خلل القلب

بقلم / هدير الحسيني

أتعجب كثيراً من أننا نضع الدين فقط في العبادات ونتجاهله في المُعاملات ، ونجد أن الكثير منا يُظنون أن الدين هو فقط الصلاة والصوم وكل الفروض التي فرضها الله تعالي علينا ، ونرى أن هناك أشخاص يؤدون كل هذه الفروض ولكن تجد في تعامُلهم قسوة نجد في قلوبهم غلوة نجد في أخلاقهم ما ليس يُليق بالإسلام وفي علاقتهم قاطعين للأرحام ، وعمل العبادات هي في الأصل تُلين القلب وتبعث الحب وتُقربنا إلي الله تعالي قولاً وعملاً فما الذي يحدث لقلوبنا ما الذي يجري لمشاعرنا وتعامُلنا مع بعضنا ؟!.

ما هذة العلاقة التي بيننا وبين الله تعالي ، ما هذه العلاقة التي نفصل فيها الدين عن الدنيا ، ما هذه العلاقة التي نرى فيها الله فقط في صلاتنا وصومنا وربما وللأسف لا نراه ، بل نفعل هذا من باب العادة أو من باب العبادة ووراثة عما كانوا يفعلوه الآباء.

ربما اعتقادنا الخاطئ أو عدم فهمنا لديننا الحنيف وعدم معرفتنا بسيرة نبينا الكريم سيدنا “محمد ” ( صلي الله عليه وسلم) هذا الذي يُسبب لنا الكثير من الفجوات والعثرات في مشاعرنا وقلوبنا وعلاقتنا بالخالق والمخلوق .

ربما هناك أشخاص يتعجبون من أنفسهم وتصرفاتهم ومُعاملتهم مع غيرهم ويسألون أنفسهم كثيراً لماذا أكون مع الله بحال ومع نفسي ومن حولي بحالاً آخر ! ، لماذا نضع الدين في اتجاه ونضع تعاملاتنا وأعمالنا في إتجاهاً آخر !؟وهناك جملة نسمعها كثيراً أن (الدين المعاملة) وكما ذكروا العلماء أنه ليس بحديث ولكن أكدوا علي صحة معناه بأن دينك في الأصل يظهر من خلال تعامُلك مع الخالق وكل مخلوق ويظهر من أخلاقك مع غيرك وليس فقط في فروضك التي أمرك الله تعالي بها ، وكما قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : “إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مكارم الأَخْلاَقِ ” وفي هذا الحديث يوضح لنا رسولنا الكريم أصل ديننا الحنيف والجمال الذي يُحثنا عليه أن نتحلي بهِ وهو (حسن الخُلق) مع كل البشر مهما كانوا ومهما أصبحوا .

فلابد أن نراجع أنفسنا ونراجع الكثير من حياتنا لا بد أن نراجع قلوبنا وسلوكنا مع غيرنا نراجع علاقتنا وتعامُلنا والذي يشغل وقتنا ، نعم لا بد أن نراجع كل شئ لكي نُصلح كل شئ ونرى الله دائماً وأبداً في كل حياتنا فهذا هو الدواء الذي يشفينا من المرض الذي ينتشر ويزداد يوماً بعد يوم ، حقاً أننا مرضى القلوب وأنواع القلوب كثيرة وكل نوع له أعراضه الخاصة بهِ ، فهناك قلوب محيرة وهناك قلوب غافلة وهناك قلوب لوامة ، ولكن مهما كان المرض الذي نُصاب بهِ لا يُعيبنا ولا يجعلنا نيأس في الشفاء منه إذا أردنا حقاً أن نُشفي وإذا أيقنا بحقيقتنا وحقيقة الدنيا ومهما ضعفنا نستطيع أن نقوى بالله مهما ظلمنا نستطيع أن نتوب ونرجع إلي الله ومهما مرضنا نستطيع أن نُشفي بإذن الله فالله تعالي معنا دائماً وأبداً الله تعالي هو القريب منا ويعلم ما توسوس بهِ أنفسنا فإذا أردت أن تنعم في الحياة فأجعل قلبك وعقلك وعباداتك وتعاملك وكل شئ في نفسك وأحلامك لا يكونوا بغير رؤيتك لله في كل خطوة تخطوها في هذه الحياة .

Exit mobile version