السودان وجنوب السودان: الفصل الأخير لغد أفضل من العلاقات المتميزة بين البلدين
جريدة الدولة الآن
بقلم هبة عثمان /السودان
لقاءات تبشر بالفرج القريب بين السودان وجنوب السودان يبدو أن العلاقات بين الخرطوم وجوبا في طريقها لأن تصبح قوية أكثر من ذي قبل، بعد أن أعلن وزير خارجية جنوب السودان دينق ألور عن زيارة مرتقبة للرئيس سلفاكير ميارديت للسودان خلال هذا الشهر على رأس وفد رفيع المستوى، لتأتي الزيارة تتويجاً لزيارات سابقة كانت أنجحها زيارة النائب الأول لرئيس الجنوب تعبان دينق والتي أسفرت عن اتفاق بين الدولتين على طرد الحركات المتمردة على الحكومتين
القمة الثنائية العرف الدبلوماسي يقيس حجم العلاقات بين الدول بمستوى الضيف الزائر، حيث أن رئيس الجمهورية هو قمة المستويات، وهو ما ينسحب على زيارة كير للعاصمة السودانية التي وضعت في أجندتها ملفات أبيي، وفتح المعابر الحدودية إلى جانب طرد الحركات، ليبعث ألور بإشارة في تصريحات أدلى بها لصحيفة الجريدة برسالة تؤكد قوة وأهمية الزيارة بتوقعه أن تسفر القمة عن قرارات حاسمة تفعيل الملفات الصحفي بدولة جنوب السودان أتيم سايمون قال لـ (آخرلحظة) إن الزيارة تأتي في إطار متابعة تفعيل الملفات العالقة بين الخرطوم وجوبا، خصوصاً بعد أن توصلت وزارتا النفط بالبلدين لصيغة توافقية حول رسوم عبور النفط، إلى جانب محاولة الطرفين تلطيف الأجواء بعد الاتهامات المتبادلة وبشأن توقعه لما ستسفر عنه القمة قال سيمون لا أتوقع أن تقود الزيارة إلى نتائج تتجاوز تجديد الالتزام بتحسين العلاقات و تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك على المدى البعيد نتائج ايجابية في السياق ذاته قال وكيل وزارة الإعلام السابق بجنوب السودان مصطفى بيونق إن زيارة الرئيس سلفاكير للخرطوم ستكون نتائجها حبر على ورق كسابقاتها لأن الطرفين لا ينفذان الاتفاقيات والمواثيق، وقال إن زيارة وزير الخارجية دينق ألور للخرطوم أزالت بعض الجمود، خاصة وأن جوبا شعرت بالإمتنان للخرطوم لموقفها بعدم السماح للدكتور رياك مشار بزيارة الخرطوم موخراً، بجانب أن وزير خارجية السودان بروفسور إبراهيم غندور تربطه علاقة مع دينق ألور بعد لقاءات عديدة فى نيوريورك.. وملابو.. وأديس .. ربما تحقق الزيارة الرئاسية نتاج ايجابية حال وضع البشير وكير مصالح شعبيهما كأولوية مصالح مشتركة وأورد بيونق أن المصالح المشتركة للشعبين تتمثل في الوضع الاقتصادي المتدهور، خاصة بجنوب السودان، والتدهور الأمني الذي أثر اقتصادياً، مشيراً إلى أن الحلول تتمثل في القضايا المضمنة فى اتفاقيات التعاون الموقعة فى سبتمبر عام ٢٠١١ واختتم حديثه بان جدية البشير وسلفا واحترامهما للمواثيق والاتفاقيات الموقعة هى الحل لمشاكل البلدين حسن النوايا المحلل السياسي المختص في شؤون الحركات الهادي عجب الدور قال في حديثه للصحيفة إن زيارة سلفاكير للسودان مفيدة لجنوب السودان بشكل أكبر من السودان، بحكم الواقع الذي تعيشه الدولة الوليدة والذي لايسمح لها بمناورات، مبيناً أن حكومة الجنوب سعت لإبداء حسن النوايا وكسب ثقة النظام في الخرطوم بوضع العديد من قيادات حركات دارفور وضباط من الحركة الشعبية شمال قيد الإقامة الجبرية، وخيرت الحركات بين التجريد من السلاح أوالدخول لمعسكرات اللاجئين كلاجئين أو التفاوض مع الحكومة السودانية أو مغادرة الأراضي الجنوبية مقاومة من نافذين وأشار إلى أن الخارطة السياسية الآن توضح أن الجو غير مهيأ لحرب بالوكالة، لأن البلدين يعانيان من وضع اقتصادي متدهور وغير مستعدين لحرب بالوكالة ودفع فواتير جديدة، لافتاً إلى أن القمة يمكن أن تكون بداية لتوافق كبير، وتابع جوبا لن تصعّد مع الخرطوم لأن أي تصعيد سيقود إلى إحياء رياك مشار كقوة، منبهاً أن خطوة وضع قيادات من جيش الحركة الشعبية شمال قيد الإقامة الجبرية وجدت معارضة ومقاومة من نافذين في حكومة سلفاكير، إلا أن الأخير فضل الالتزام بتعهداته لحكومة البشير إعادة وئام وبناء على المعطيات والخطوات التي قامت بها حكومة جنوب السودان لتنفيذ ما التزمت به للسودان فان الزيارة المرتقبة تبدو وكأنها رفع تمام من سلفاكير للبشير بتحجيم أنشطة الحركات المسلحة أو مسعى لإعادة الوئام بين الطرفين الذي تعكر صفوه خلال الفترة الماضية، وقد ينجح سلفا في ذلك بعد أن نفذ حل أكبر ملف كان يقف عقبة أمام تعزيز العلاقات بين البلدين وهو الملف الأمني.
طالب القيادي ووزير البيئة السابق بدولة الجنوب عبد الله دينق الرئيس سلفاكير ومشار بالقفز فوق المرارات من أجل مصلحة جنوب السودان، قائلا” إن التاريخ سيحاسبهما في حال فشلت مفاوضات السلام التي بدأت بالخرطوم.
واستبعد عبد الله دينق أن يتم اتفاق سلام شامل خلال أسبوعين فقط.