Site icon جريدة الدولة الآن

الخرافات والأساطير : صدق أو لا تصدق

  كتبت: أسماء البردينى

عادات وتقاليد توارثها المصريون على مدار سنوات، منها ما أصبح قانوناً اجتماعياً لا يجوز تخطيه، ومنها ما يؤخذ في إطار التفاؤل والتشاؤم، وبين هذا وذاك خرافات لا تتعدى كونها موروث من بعض من يطلق عليهم “أصحاب الكرامات” الذين يشهد لهم بحسن الخلق، دون أن يلتفت أحد إلى مدى صحتها من عدمه.يعرف” سكوت ليلينفيلد” في كتابه “أشهر 50 خرافة في علم النفس”، الخرافة بأنها اعتقاد أو قصة شهيرة لكنها خاطئة أصبحت مرتبطة بعادة أو شخص أو حدث، وقصة خيالية أو نصف حقيقية.الأغرب هو أن أجيالاً متتالية تستجيب لتلك العادات المتوارثة التي يعود تاريخ بعضها إلى عهد الفراعنة، وأغلبها أيضاً مجهول الهوية، حتى أنها أصبحت إحدى ركائز الحياة الشعبية في مصر.و

الخرافات ليست متعلقة بمستوى التعليم من عدمه، بحسب خبراء بعلم النفس، كما أنها لا ترتبط بمراحل عمرية أو نوع معين، ويظل تصديق الخرافات من عدمه معتمداً على تقبلها ونفعيتها للإنسان.وعن أسباب انتشارها، يعتقد الكثير من خبراء علم الاجتماع بأن عدم وجود حلول فعالة لتجنب ما يتعرض له الإنسان، سواء على مستوى الأمراض أو الأزمات المختلفة التي تصيبه، تجعله يبحث بين خبايا التراث، الذي تشتمل جوانبه على خرافات كثيرة، كما يعتقدون بأن النصائح المتبادلة بين الأصدقاء والأهل بوجوب الاعتقاد بتلك العادات القديمة وتأكيدهم لفعاليتها وراء انتشارها.وتتنوع الخرافات التي يتمسك بها المجتمع في مصر ما بين اجتماعية ودينية، وتلك المرتبطة بالحسد، وكذلك في علاج الأمراض، ويأتي من بينها، المرتبطة بالزواج والإنجاب. رفة العين دليل على مكروه يصيبك

من أغرب العادات والأساطير التى يصدقها المصريون :

رفة العين : التى تعنى أنها قد تكون نذيرا سيئا أو طيبا لصاحبها، فإذا كانت اليسرى فذلك شؤم، أما لو كانت اليمنى فبشارة وتوقع ورود أخبار سارة، ومن الصعب إيجاد تفسير منطقى لهذه الخرافة، فربما أن تكون الخرافة متعلقة باليسار واليمين، إذ دأب الناس منذ القدم على التفاؤل بالجهة اليمنى والتشاؤم من اليسرى، ولكن علميًا لا علاقة لرفة العين بالفرح أو الحزن، فهى ليست سوى اختلالات لا إرادية سببها إما التهابات فى العين وإما قلة نوم وإرهاق. ليست العين فحسب هى العضو المرتبط بأخبار الشؤم أو الفرح، فالأذن أيضًا لها نصيب فى تلك الخرافات، فيقول البعض إن طنين الأذن اليمنى يعنى أن هناك من يمدحك ويثنى عليك، أما طنين اليسرى فمعناها أن هناك من يغتابك وينال منك، وبعيدا عن هذا فإن طنين الأذن طبيا ربما كان دليلا على التهابات الأذن أو ارتفاع ضغط الدم، وكذلك التعرض الطويل للضوضاء.

لا تدخل على زوجتك بلحم فور ولادتها

أطلق المصريون الكثير من الخرافات حول النفاس، مثل الاعتقاد الشهير الذى يقول «اوعى تدخل على مراتك بلحمة وهى والدة، واوعى تحلق دقنك»، وذلك لأنه لا يجوز إدخال أى نوع من اللحوم النيئة على غرفة تنام بها نفساء، هذا بالإضافة لأنه لا يجوز دخول امرأة حائض على النفساء، فإن ذلك يمنع حملها ثانية ، وأضف إلى ذلك معتقدات أخرى بضرورة ألا تطهى النفساء الطعام إطلاقا، لأنها بذلك تسبب الأذى لزوجها وأولاده، وأن تغتسل النفساء هى ومولودها فى اليوم السابع للولادة بعدما تضع خرزات زرقاء فى الماء ثم تغتسل به، وهذه الخرزات تكون بحجة أن ذلك سيساعد فى حملها مرة ثانية بسرعة وحتى لا يتعرض مولودها للحسد فيمرض أو يقل وزنه عن الطبيعى.

نثر الملح يسبب النحس

نثر الملح، خرافة قديمة بدأت منذ العصور الوسطى، عندما كان الملح سلعة استهلاكية باهظة الثمن، تستخدم للعلاج، وبالتالى كانت تكثر التحذيرات بشأن عدم نثره أو سقوط أى شىء منه، بحجة أن هذا سيجلب الشؤم لك والنحس، ووقتها كان نثر الملح على الكتف الأيسر أحد الاجراءات الطبية وإن لم يفلح ذلك الأمر كان أفضل ثانى إجراء هو نثر الملح فى عين الأرواح الشريرة المسؤولة عن التسبب بالمرض. ويشاع أن هذا الاعتقاد جاء من قصة يهوذا الذى نثر الملح فى العشاء الأخير للسيد المسيح، ومع مرور الوقت استخدم الملح المنثور فى الأفراح واحتفالات المواليد الجدد «السبوع» كنوع من درء الحسد والحاقدين.

الأطفال القطط

تنتشر فى محافظات صعيد مصر أسطورة تحول روحى التوأم وتحولهما لقطط وخروجهما ليلا، فيسرحان فى البيوت والأماكن المجاورة ويأكلان كل ما يحلو لهما، وتقول الأسطورة إن أرواح التوائم المتحولة لقطط تقوم بالانتقام من الأشخاص الذين أهانوهم أثناء فترة النهار، لذا يفضل ألا يقوم أحد بضرب قطة أو يؤذيها، لأنه من الممكن أن تكون مجرد تجسيد لروح توأم.

لا تمش تحت السلم

«لا تمش تحت السلم حتى لا يطولك الحظ السيئ» خرافة أخرى يتناقلها المصريون على اعتبار أن السلم المستند مع الحائط والأرض يكون شكلا مثلثا وعقيدة التثليث معروفة فى الديانة المسيحية، وبالتالى يعتبر المشى خلال هذا المثلث هو انتهاك لتلك العقيدة وسيضعك هذا الفعل فى نفس المرتبة مع الشيطان ويجلب لك الحظ السيئ، وتلك خرافة ليس لها أى أساس من الصحة.

القطط السوداء والنقر على الخشب

فى عهد المصريين القدماء كانت القطة السوداء تمثل أحدى الإلهة التى يؤمنون بها، وكانت تسمى «باست»، ومع ظهور الديانة المسيحية سعى المسيحيون الأوائل لتطهير المجتمع من الأفكار والمعتقدات التى سبقتهم، لذا اقتنعوا بأن الشياطين تتلبس فى القطط السوداء، ووجب التخلص منها، وبالفعل تم قتل عدد منهم، وقتلوا أيضا النساء اللاتى كن يعتنين بها على اعتبار أنهم من الساحرات، ومع مرور الوقت أصبح ينظر للقطة السوداء التى تعترض طريقك أنها تجعلك على تماس مباشر مع الشيطان، فتبعدك عن الله ونعيمه فى الآخرة، وقبل ظهور المسيحية انتشرت خرافة أخرى متعلقة بالنقر على الأخشاب، وذلك لأنه كان هناك اعتقاد سائد بأن الأرواح الطيبة تسكن الأشجار، لذا كان يقوم المصريون بالطرق عليها للحماية من أى شىء سيئ.

الشبشب المقلوب والمقص المفتوح

«لا تقلب الشبشب.. لا تغلق وتفتح المقص كثيرا» كلمات تجدها تتردد داخل كثير من البيوت المصرية يتداولها البعض على اعتبارها معتقدات تجنبهم الشؤم والحظ السيئ، وهى فى حقيقة الأمر لا تزيد على كونها مجرد خرافات بالية، فخوف المصريين من فكرة النعل المقلوب ظنا أنه بذلك يتم حجب دخول الملائكة إلى المنزل، حيث إن الجزء المتسخ يكون مقابلا للسماء، أما غلق وفتح المقص كثيرا فهذا أمر كفيل بجلب الحظ السيئ فى المكان وللشخص الذى يقوم بهذا الفعل.

الكنس بالليل يزعج الملائكة

استمرارا لسلسلة تلك المعتقدات يشيع البعض بعدم جواز الكنس ليلا، بحجة أن هذا يزعج الملائكة ويجلب الشؤم للبيت، وذلك على اعتبار أن الملائكة مثل البشر تنام ليلا، وبالتالى لا يجوز إزعاجها بالكنس حتى لا تنصرف وتنعدم البركة من المكان.

الخزرة الزرقا.. والكف.. والملابس المتسخة..

وسائل الهروب من الحسد وإبطال العين ، عدم العناية بنظافة الأولاد، تسمية الأولاد بأسماء قبيحة، كسر البيض على السيارة ونحوها، البصق على الأشياء، حرق اسم العائن أو الحاسد، .. جميعها أساليب برع المصريون فى اللجوء إليها وتداولها على اعتبار أنهم بذلك يحفظون أنفسهم من العين أو الحسد.

Exit mobile version