Site icon جريدة الدولة الآن

عجائب الدنيا السبع القديمة والحديثة

  كتبت: أسماء البردينى

عجائب الدنيا السبع هي ربما إحدى أكثر الأمور المثيرة للجدل، فهناك العجائب القديمة التي لم يبقى من أثرها شيء، وتلك التي ما زالت منتصبة بشموخ تتحدى قوى الطبيعة لتوفر لنا متعة مشاهدة ما استطاع أسلافنا صنعه وبنائه قبل آلاف السنين، ونبدأ رحلتنا من الصروح التي ما زالت قائمة حتى يومنا هذا والتي يُطلق عليها عجائب الدنيا السبع الجديدة وصولًا الى تلك التي تكفلت الطبيعة بطمسها لتترك لنا منها الذكريات وبعض الآثار القليلة باستثناء أعجوبة قديمة واحدة ما زالت منتصبة رغم السنين.

و سنقوم باستعراض عجائب الدنيا السبع الجديدة منها والقديمة :

العجائب السبع منذ البدايات..

قبل أن نبدأ بتعداد العجائب، علينا أن نعرف أن هذه اللائحة، تعود إلى ما قبل التاريخ، تحديداً إلى المُؤرّخ اليونانيّ «هيرودوت»، ولقبه «أبو التّاريخ»، والذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، وهو أول من فكر بها ووضعها، واعتمد على ضمّ أماكن وتماثيل ومُدن صنعها الإنسان، وتميّزت بحجمها الكبير وجمال هندستها وبنائها، أما عن خصوصية الرقم «7»، فهو يعود إلى قُدسية هذا الرقم وأهميته عند اليونان القدماء، الذي كان يستخدمونه في طقوسهم الدينية.

عجائب الدنيا الجديدة.

في العام 1999، قرر المُخرج السويسريّ «بيرنارد ويبير»، أن يعيد إحياء فكرة المؤرخ اليوناني «هيرودوت»، وأنشأ مؤسسة أطلق عليها اسم «العالم المفتوح»، لإطلاق مشروعه الجديد/القديم، وكانت فكرته الأساسية، الاعتماد على تصويت الناس لقائمة من الأماكن حول العالم، وكانت جميعها من صنع الإنسان، وهذا هو شرط التصويت الأول، أما الشرط الثاني، أن تكون بُنيت قبل العام 2000.

عجائب الدنيا السبع في العام 2018

في 7 تموز / يوليو من العام 2007، وضعت مؤسسة «العالم المفتوح»، قائمة مكونة من 21 موقعاً حول العالم، ودعت الناس للتصويت عليها، وكانت آلية التّصويت تعتمد على الرّسائل النصيَّة، والنتائج النهائية جاءت على النحو التالي:

هرم تشيتشن إيتزا | المكسيك

يعتبر هرم تشيتشن إيتزا أحد أهم المعالم الأثرية في المكسيك، وهو يقع في شبه جزيرة يوكاتان. يعود إنشاء هذا الصرح التاريخي إلى حضارة المايا فى الفترة التي بين العامين 600 و 900 قبل الميلاد. ويبلغ إرتفاعه 54 متر، وقد تم اكتشافه فى أواخر القرن التاسع عشر، وكان البناء الأثرى عندئذ مغطى بالنباتات. أما اليوم فهو يستقبل أكثر مليون سائح سنويًا ليصبح أحد عجائب الدنيا السبع.

ماتشو بيتشو | بيرو

تم بناء هذه المدينة في القرن الخامس عشر من قِبل شعب الإنكا، وهي تقع في جبال الأنديز في البيرو على ارتفاع 2430 متر عن سطح البحر. تم اكتشاف هذا الموقع الأثرى عام 1911 على يد المستكشف الأمريكى “هيرام بينجهام” بينما كان يبحث عن آثار شعب الإنكا التى دمرها الإسبان. تمتاز هذه المدينة الأثرية والتي تلقب أيضًا بالمدينة الضائعة، بسحر طبيعتها الخلابة وارتفاعها الشاهق الذي يجعل من زياراتها تجربة خيالية لا تُنسى. كما أن مدينة ماتشو بيتشو صنفت ضمن قائمة التراث العالمى لتحتل مكانتها أيضًا بين عجائب الدنيا السبع.

تمثال المسيح الفادي | البرازيل

يعتبر تمثال المسيح الفادي الواقع على قمة جبل كوركوفادو في مدينة ريو دي جانيرو خامس أطول تمثال للمسيح فى العالم حيث يبلغ ارتفاعه 32 متر ووزنه 1000 طن تقريبًا. صمم تمثال المسيح الفادي على يد الفنان البرازيلى

“هيتور دا سيلفا كوستا”، ليصبح إحدى أجمل التحف المعمارية في البرازيل والعالم.

سور الصين العظيم | الصين

يمتد سور الصين العظيم على طول الحدود الشمالية والشمالية الغربية للصين، وهو أكبر سور موجود على سطح الكرة الأرضية، وقد تم البدء في بناء هذا السور العظيم في عام 222 قبل الميلاد ليتم الإنتهاء منه في عام 206 قبل الميلاد، حيث كان الهدف من بناء هذا الصرح المُذهل حماية الأراضي الصينية في حينها من الأعداء والغزاة، فهو يمتد إلى مسافة 8850 كيلومتر على شكل قوس يخترق الجبال، وتضاريس الأرض والتلال، مما جعله أحد عجائب الدنيا السبع الى جانب كونه يحتل مكانة مرموقة ضمن قائمة التراث الإنسانى العالمي.

البتراء | الأردن

العديد من الأسماء والألقاب أُطلقتْ على البتراء لتحاول التعبير عن الإعجاب والعجب اللذين ينتابان المرء وهو يرى السّحر الذي يأسر اللبّ، أمام هذا الإنجاز الحضاريّ الباهر الذي إحتل مكانة مرموقة ضمن عجائب الدنيا السبع. نحتها الأنباط لتكون عاصمة لمملكتهم منذ أكثر من 2000 عام. يعود تاريخ البتراء إلى القرن السادس قبل الميلاد. وهي تسمى أيضًا سلع، وتقع جنوب الأردن على بعد 225 كم جنوب العاصمة عمّان إلى الغرب من الطريق الرئيسي الذي يصل بين العاصمة عمّان ومدينة العقبة. وتشير البحوث التاريخية إلى أنّ العرب الأنباط هم الذين استوطنوها وجعلوا منها آية في الفن والنحت والتكوين وحصناً يصعب اختراقه وموقعاً تجارياً مهماً يربط الجزيرة العربية بشمال بلاد الشام، عبر رحلة القوافل التجارية التي كانت تسلك طريق الحرير في تجارة القوافل. ظلّت البتراء منسية حتى أعاد اكتشافها وخرجت إلى العالم ثانية، الرحالة السويسري المستكشف جوهان بيركهارد عام 1812م.

الكولوسيوم | إيطاليا

الكولوسيوم أو المدرج الروماني كما يُطلق عليه، هو أبرز معالم العاصمة الإيطالية روما وأضخم مدرج بناه الرومان. وقد استُخدم ‏قديمًا للقتال والمصارعة، أما اليوم فهو وجهة سياحية يقصدها السياح من كل أرجاء أوروبا والعالم لرؤية أضخم ‏وأعرق المعالم الرومانية التي تتجلى في هذا الصرح التاريخي الذي ما زال منتصبًا في مركز مدينة روما الى يومنا هذا. يحتوي الكولوسيوم الذي تم بنائه في عام 72 بعد الميلاد على أربعة طوابق من النوافذ، والأقواس والأعمدة، وارتفاعه يوازي ارتفاع مبنى من 15 طابق. في كل عام يزوره ما يقارب 2 مليون سائح من مُختلف أنحاء العالم.

تاج محل | الهند

تم بناء هذا الصرح الأثري الرائع على يد السلطان شاه جيهان لتخليد ذكرى زوجته الراحلة وحتى يكون ضريحًا لها، واستغرق بنائه ما يقارب العشرين عامًا، حيث تم الإنتهاء من العمل به في عام 1653 ليصبح رمزًا عظيمًا لفن العمارة الإسلامية فى الهند، وأحد المعالم الأثرية التى تلقى إعجابًا حول العالم، إلى جانب إحتلاله لمكانة مهمة ضمن عجائب الدنيا السبع.

أما عجائب الدنيا السبع القديمة…

الوحيد الذي لازال موجودًا من بين عجائب الدنيا السبع القديمة… الهرم الأكبر | مصر

تم بناء الهرم الأكبر في حوالى عام 2560 قبل الميلاد على يد الملك خوفو لكي يكون ضريحًا له، ويعتبر هذا الهرم أقدم عجائب الدنيا السبع،إلى جانب كونه الوحيد الذي ما زال قائمًا حتى اليوم. يعتبر الهرم الأكبر في الجيزة أحد أكثر منشآت العالم إثارةً للجدل والخيال، حيث يُعتقد أنه كان أطول بناء من صنع الإنسان على كوكب الأرض لأكثر من أربعة آلاف سنة. فقد تم بنائه باستخدام أكثر من 2مليون حجر بحيث يزن كل حجر 2,5 طن بالمعدل ليكون أعظم الصروح الموجودة في هذا العالم.

حدائق بابل المُعلقة | العراق

تم تشييد هذه الحدائق في عام 600 قبل الميلاد على يد الملك البابلي نبوخذنصر كهدية منه لزوجته الملكة أمييهيا التى افتقدت الخضرة والحدائق فى وطنها. كانت هذه الحدائق المُعلقة مُحاطة بخندق مائى على ضفاف نهر الفرات، كما كانت تحتوي على 8 بوابات ، أفخمها بوابة عشتار المعروفة. وزرعت حدائق بابل المُعلقة بالكثير من الأشجار، والخضروات، والفواكه والزهور بمُختلف أنواعها، فمنها الشتوي والصيفي، مما جعلها مُثمرة وخضراء طوال العام.

تمثال زيوس | اليونان

تم بناء هذا التمثال الضخم تكريمًا لزيوس ملك الآلة اليونانية في عام 432 قبل الميلاد على يد النحات اليوناني الشهير فيدياس بارتفاع 19 متر مع القاعدة. وقد صنع جسد التمثال من العاج بينما صنعت العبائة التي يرتديها من الذهب، أما قاعدة التمثال فقد صُنعت من الرُخام الأسود الرائع وهي الأثر الوحيد المُتبقي من هذا التمثال الضخم.

ضريح موسولوس | تركيا

بُني ضريح موسولوس بين العامين 370 و 350 قبل الميلاد للملك اليوناني القديم موسولوس في مدينة بودروم التركية حاليًا، ويقال أن زوجة الملك المنتحبة أرتيميسا هى الى بنت ذلك الضريح تخليدا لذكرى حبهما.وقد كان الضريح عبارة عن بناء مستطيل الشكل، ارتفاعه الكلي يبلغ حوالي 45 متر ويحتوي على 36 عامود رخامي. ويمتاز الضريح بالنقوش البارزة، والزخارف المنحوتة والتماثيل المتفاوتة الأحجام على الأعمدة التى صنعت بواسطة 4 من الفنانين اليونانيين، وعلى جميع أركان الضريح، التي كانت تحكي قصصا مصورة لبعض المعارك الأسطورية. وقد ظل ضريح موسولوس منتصبا في مكانه لمدة ستة عشر قرنا الى أن دمرته الزلازل مخفيةً عن أعيننا إحدى اجمل عجائب الدنيا السبع القديمة.

تمثال رودوس | اليونان

تم بناء التمثال عام 282 قبل الميلاد على يد النحات الإغريقى القديم جاريز أحد أشهر نحاتي الإغريق، حيث استمرت عملية بنائه 12 سنة. وبلغ ارتفاعه 22 مترا، وقد ظل التمثال منتصبًا على مدخل الجزيرة لمدة ستة وخمسين عامًا فقط، ففي عام 226 قبل الميلاد تعرضت جزيرة رودس إلى زلزال دمر هذه الأعجوبة التاريخية التي صُنفت ضمن عجائب الدنيا السبع قديمًا.

منارة الإسكندرية | مصر

بُنيت هذه المنارة الرائعة بين العامين 285 و247 قبل الميلاد، حيث أوكل بطليموس الأول مهمة تصميم وتشييد منارة الإسكندرية إلى معماري إغريقي مشهور من أهل الأناضول يدعى سوستراتوس وقد كانت أطول أبنية العالم لمدة طويلة حيث كان ارتفاعها 117 مترا، وفي أعلى نقطة من المنارة كان هناك تمثال برونزي يمثل احد الآلهة القديمة. وكانت تمتاز بصلابتها وروعة تصميمها، الأمر الذي جعلها وبجدارة تحتل مكانًا بين عجائب الدنيا السبع التي تعود إلى العهود القديمة.

معبد آرتميس | تركيا

بني هذا المعبد تكريمًا للإلهة اليونانية آرتميس ، وتم الإنتهاء من بنائه في عام 550 قبل الميلاد فى افسوس. قد قام بتصميمه المعماري كريسفرون وابنه ميتاغينس. يحتوى المعبد على 120 عامود يصل ارتفاع كل عانود إلى 20 مترا بالاضافة الى أعمال فنية وتماثيل متنوعة من البرونز. حُرق هذا المعبد فى عام 356 قبل الميلاد على يد هيروستراتوس ، ثم تم بناء آخر شبيه على أساساته. ثم أحرق القوط المعبد الثاني عام 262 م، ولم تبق سوى الأساسات وجزء من المعبد الثاني. ويحوي المتحف البريطاني منحوتتين من المعبد الثاني.

Exit mobile version