Site icon جريدة الدولة الآن

مواهب أزهرية تقف على ناصية الحلم وتقاتل من أجلة

            كتبت :إسراء حجازي

لن تكفي كلمات الموهبة والإبداع في وصف مدي تميز صاحبها، فأفضل ما يُهذب الروح هو الفن والموهبة، فالإبداع يجعل من الشئ الذي لا قيمة له شيء جميل ذو قيمة، والنضال من أجل التميز هو الحافز، فلا تميز بدون إبداع ولا يستمر الإبداع بدون طموح.

” بعض الرسامين يحولون الشمس إلى بقعة صفراء، والبعض الآخر يحولون البقعة الصفراء إلى شمس” هكذا قال “بيكاسو” أشهر رسام أسباني، فالرسم من الفنون التي أضافت علي الحياة جمالاً من جمالها، فهو حكاية مرسومة بريشة ذات لونٍ أو ألوان، فهو ليس هواية عبثية بل مظهر في نفس الرسام يوصل لغيره فكرة يحملها ويوصلها بريشته، فالرسم ليس هواية بلا غاية.

وفي حوار صحفي أجرته جريدة” الدولة الآن” مع مواهب صاعدة، تقف على ناصية الحلم وتقاتل لتشعر بلذة السعادة ونشوة النجاح، تحلم ببناء مستقبل أفضل مهما اشتدت عليهم الصعاب ليصبحوا مثلاً يحتذي به وهم ” تقي محمد العزب” طالبة بكلية التجارة جامعة الأزهر، “21” عاماً من القاهرة، و “محمد محمود أبو النضر” طالب بكلية الطب جامعة الأزهر “24” عاماً من كفر الشيخ، و الحاصلين علي المركز الأول في الرسم التشكيلي ورسم البورتريه بمسابقة “نجم الأزهر” علي مستوي الجامعات الأزهرية لعام “2018”.

وفي سؤالهم عن بدايتهم للرسم وكيفية إكتشاف حبهم له ؟

أجاب “محمد” عن أول تجربة كانت بالمرحلة الإبتدائية، حينما كان محل إهتمام مدرس الرسم لتميزه بين زملائه، فأصبح من المحفزين على إستمراره في الرسم، وكان مدرس اللغة الإنجليزية دائم القول له بأن مصر يوجد بها الكثير من الأطباء والمهندسين ولكنها تفتقر فنانين الرسم والإبداع ، مضيفاً بأنه لن ينسى دور أخته الكبير في تحفيزه للرجوع للرسم بعدما توقف في المرحلة الثانوية وحتى السنة الرابعة من كلية الطب .

حيث أضافت “تقي” أول تجربة لها حينما كانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات ولأن والدتها كانت رسامة أيضاً إكتشفت حبها للرسم، وهي من أكبر المحفزين لها .

” إذا لم تفشل فلن تعمل بجد”، هل مررتم بوقت عصيب سيطر فيه عليك إحساس الفشل؟
قالت” تقي” أنها بالفعل شعرت بالفشل في كثير من الأحيان، لكنها كانت تتخطي هذا الشعور بإعادة ترتيب أولوياتها وإضافة إليها أشياء تشعرها بالسعادة حتي تكسر ملل الروتين.

وعقب “محمد” أنه قد مرت أوقات سيطر عليه فيها إحساس الفشل، وأن ما يسعي إليه من غير جدوي أو فائدة، ولكنه كان يلجأ للحديث مع أصدقائه، والذين كانوا الداعم له ليتخلص من هذا الشعور .

وعند سؤالهم.. كم من الوقت إستغرقتم للوصول لهذا المستوى الرائع؟ وهل كان لذلك أثر سلبي علي الدراسة؟
وضح “محمد” أنه في الوقت السابق إعتاد علي رسم الانمي وبعض الرسومات العادية والتي لم يجد أدني صعوبة بها، لكن كانت لديه الموهبة بالفعل وتحتاج لأن توجه في الطريق الصحيح، مضيفاً أنه بعد عودته للرسم في السنة الرابعة بدأ بمشاهدة اليوتيوب والإستعانة به ليطور من ذاته، وكان معظم تركيزه علي رسم البورتريه، نظراً لرغبته الكبيرة في تعلم رسم وجه الإنسان منذ الصغر، ولقد إستغرق سنتين للوصول لهذا المستوي، وعلي الرغم من كل ذلك لم يحدث أي تأثير على دراسته بل كان يتخذ الرسم وسيلة للهروب من ضغوطات الدراسة “

من ناحية أخري قالت” تقي” أنها استغرقت وقتاً كثيراً للوصول إلى هنا، حيث لم تستعن بأية كورسات بل عملت علي نفسها جاهدةً للتطوير من ذاتها وقدراتها، معلقةً علي أن الرسم لم يحدث تأثيراً علي دراستها من أي جانب، لأن الرسم هو الوسيلة التي تستخدمها للتخلص من الضغوطات والخروج من الحالة النفسية السيئة التي قد تمر بها، وإخراج كل المشاعر السلبية التي بداخلها.

* من أين تستوحون أفكاراً للرسم؟
إتفق الإثنان عن مصدر الأفكار موضحين أن الأفكار تستوحي من الأحداث التي نمر بها سواء كان لنا علاقة بها كالصراع الداخلي أو من المجتمع والأسرة ، موضحين “الرسمة بتكون فيها هدف مش مجرد صورة وخلاص”.

وعند سؤال” محمد” .. كان لك تجارب مع المعارض.. ما هي أشهر المعارض التي عرضت بها وكنت فخوراً بذلك؟
صرح” محمد ” بعدم حبه الكبير للمشاركة في كثير من المعارض، خصوصاً أن كثيرا منها غير داعم للفن أو الفنانين، وتكون لها أهداف غير سامية ولا تمت للفن والفنانين بصلة، معقباً أنه يحاول إختيار المعرض الذي سيحدث عنده فائدة ويقدر الموهبة، لكنه شارك في معارض أقيمت بالأزهر وأيضا معرض “White Rose ” بالإسكندرية ،واستطاع بفضل الله الإستفادة منه.

*هل الرسم مجرد هواية أم تريد إحداث فارق به؟
أجابت “تقي” أن الرسم هواية بالإضافة لكونها تريد إثبات الكثير من خلاله، تريد التطوير من ذاتها أكثر والتطوير من رسمها “الرسم التشكيلي” الي رسم “الجرافيك”، مشيرة أنها تفكر بنوع جديد من الرسم يدعي “تشكيلي جرافيك”، فهي تريد الوصول للعالمية.

وأضاف “محمد” أن الرسم بالنسبة له هَويَة وليس هواية، وأنه يطمح للوصول لمستوى عالمي، قائلا ” لا أبالغ حقاً، ولكن هذا هدفي، أريد إحداث شئ عظيم في مجال الرسم”.

وفي الختام.. “تقي” أخذتي المركز الأول على مستوى الجامعات الأزهرية في الرسم التشكيلي بمسابقة نجم الأزهر، وكذلك “محمد” أخدت المركز الاول في البورترية علي مستوي الجامعات الأزهرية بمسابقة نجم الأزهر، برغم دراستكم وصعوبات الحياة كان لديكم القدرة لإثبات أنفسكم برغم صغر سنكم، في ختام حوارنا الشيق، ما نصيحتك للشباب؟

من المهم  التخطيط الصحيح للوقت، فإذا نجحت به استطعت تحقيق ما تريد وأكثر. الثقة بالنفس شئ مهم للوصول، وسبب كبير في عدم ضعفك أمام الكثير من السلبيات.
الموهبة لم تكن يوماً عقبة في طريق دراستك، فالإصرار والعزيمة مع تنظيم الوقت ستتمكن من تحقيق الكثير ” لو كل واحد ترك موهبته عشان دراسته يبقي مش هنبدع في حاجة”.
من الضروري جداً أن نؤمن بمواهبنا وبقدراتنا وأن نثق بالله في قدرتنا علي التوفيق بينها وبين أي شيء.

 

Exit mobile version